الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 5th May,2003 العدد : 10

الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

أعراف
رسائل إلى أمريكا LETTERS TO AMERICA
إلى طيار ماهر
محمد جبر الحربي

ها أنت تهبط على الدرج المصقول اللامع،
في بيتك الريفي الفخم،
فخامة الأشجار المنبعثة من تاريخٍ هنديٍّ أحمر،
تمحوه بانتظام منظفات «هارفارد»،
ولا يعيره كبير اهتمام مخططو أمريكا الحديثة،
وهم يحنِّطون رؤوس الوعول والرجال.
أو ليس ذلك أحدها في صدر صالونك؟!
هناك فوق الأوسمة الكثيرة التي اصطدتها،
بمهارتك الحالية في التصويب على رؤوسِ الناس،
وأسقف منازلهم المتواضعة.
الأوسمة التي يقولون: إنها كالقنابل والصواريخ،
لا تقعُ إلاّ على صدور من لا يستحقونها!!
على اليسار هناك..
فوق مجسمات الطائرات الأكثر فتْكا،
والصور التي اصطادها لك مصورٌ ماهرٌ
يجيد التصويب مثلك تماماً.
وها هي تُمجّد خطواتك السريعة،
على الدّرج الذي تسمونه المجد،
ونسميه الجريمة المنظمة.
وبالإشارة إلى المجسمات..
ترى ماذا خطر ببالك أن تسمي لعبتك
تعرف: طائرتك.. شرفك..
فيما كنت تحرق الأخضر واليابس،
الناس والأجناس،
التاريخ والجغرافيا؟!
«أنولا قي»؟!
لا أعتقد، فهو اسم تراجيدي قديم مرعب،
لا يتلاءم مع عولمة السلام، والقرية الكونية الصغيرة!!
لربما كنت ممن يحبون كتابة الرسائل على طائراتهم،
تعرفهم، أولئك الذين يكتبون بفخر:
«باك تو ذا ستون ايج».
«إلى ديدان الأرض».
وإذا ما صدق حدسي، فأنت من نفس المدرسة،
نفس السلالة، سلالة العصور الوسطى.
والآن، وأنت في مقعدك الجلدي الوثير الدافئ
هناك في مملكتك التي لا تسقط عليها القنابل،
ولا تدكها الصواريخ.
هل يمكنني أن أسألك سؤالاً،
عادة ما يسأله الشعراء مثلي،
للقتلة مثلك:
هل سيستيقظ ضميرك يوما ما؟!
هل ستصحو؟!
أم أنك كبقية الطيارين المهرة
تنام على المهدئات..
ثمّ تطير.. تطير
وتحلق بعيداً عن الأرض، والناس،
وجهنم التي أشعلتها؟!


Mjharbi@ahotmil.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved