الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 5th May,2003 العدد : 10

الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

أثر خفيف
العالم سوبرماركت
علي العمري

يطرح المفكر السويسري زيغلر أسئلته عن مفهوم المثقف الآن ودوره، هذا المثقف الذي ينعته بالجنس المخصي كناية عن سلبيته وعدم قدرته على الفعل، أما
ريجيس دوبريه الذي تحول منذ زمن عن أفكاره الثورية فما زال يرى أن عليه أن يناضل «كمواطن لكيلا يكتسح مبدأ «كل شيء مطروح في السوق» كافة
قطاعات النشاط البشري، أناضل لكيلا يتحول هذا الكوكب إلى سوبرماركت، وأن تكون هناك جزر صغيرة كالدولة والثقافة والتعليم، خارج قانون
العرض والطلب، تلك هي معركتي وهي عملياً معادية للرأسمالية «26».
الرأسمالية تصل اليوم إلى ذروتها بعد أن شيأت الانسان وحولته إلى سلعة من السلع وسلبت منه مصيره هكذا يوصِّفها زيغلر بأنها نظام يطال كل شيء
ويفسد كل شيء في سعيه المحموم إلى تحقيق الحد الأقصى من الأرباح دون القدرة على ايجاد مخرج فالاقتصاد العالمي كله في قبضة مجموعة من الشركات
الكبرى التي حققت ما تصبو إليه بتوقيع اتفاقية الغات التي سينشأ عنها سرعة في تدفق الصادرات «الأمريكية، اليابانية، الأوروبية» إلى بلدان تتدنى فيها
الأجور والخدمات الاجتماعية وتغيب فيها التنظيمات العمالية وهذا سيؤدي إلى زيادة الاستغلال والفقر والبطالة، إنها البربرية في العمق كما يعبر دوبريه،
وإذا كان ماركس قد قدم نقده العميق للرأسمالية ولا يزال مرجعاً مهماً في فهم آلياتها فإن دوبريه لا يرى فرقاً بين الليبرالية والماركسية من حيث إن كلا
الاتجاهين قام على فرضية اقتصادية وهمية مفادها أن «جوهر التاريخ إنما يحده الاقتصاد وانتاج الخيرات المادية»، فدوبريه يفصل بين علاقة الانسان بالانسان
وعلاقة الانسان بالأشياء، فإذا كانت علاقة الانسان بالأشياء تحدث بشكل متسارع ومتطور دون ارتداد إلى الوراء، فعلى العكس من ذلك تكون علاقة
الانسان بالانسان التي هي ميدان للصراع والاستبداد والعنف والنزعات العنصرية، ومن الوهم افتراض أن التقدم التكنولوجي يعني تقدماً موازياً للعلاقات
الانسانية، هكذا فإذا كان للرأسمالية فظاعاتها فإن الماركسية بالمقابل: «نزعة تفاؤلية مرضية، وعمياء، وبلغت من الخطورة بحيث إنها لم تر الضوابط البنيوية
للكائن الجمعي، والطابع المتجدد لتوالد العنف، والطابع الديني الذي لا يمكن تجاوزه، إذ قد يسبب التفاؤل أحياناً من الشرور ما قد لا يتسبب به بعض من
التشاؤم «ص52».


alialamri8@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved