الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 5th May,2003 العدد : 10

الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

التشكيليات والعوم عكس التيار
كثافة وجود التشكيليات في الساحة
دون تصنيف أضاع الغث في الثمين
غالبية التشكيليات يمارسن الفن كهواية والمبدعات لا يشكلن إلا القليل

عند استثناء مرحلة الريادة في الفن التشكيلي النسائي التي بدأت منذ عام 1388هـ وبرزت فيها أسماء محدودة جداً يمكن حصرها في ثلاث فنانات الفنانة
نبيلة البسام والفنانة منيرة الموصلي والفنانة صفية بن زقر أو ما لحق بعدهن من أسماء في عام 1396هـ يحسب لهن الكثير من المساهمة في مسيرة هذا الفن
رغم عددهن القليل الذي لا يتعدى أصابع اليد نجد أن الساحة التشكيلية في الفترة الأخيرة تزخر بأعداد كبيرة من الأسماء النسائية دخلتها باندفاع نتيجة
التشجيع من قبل الجهات المعنية بالفن التشكيلي التي أعطتهن الفرصة وكان منها أن أقامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أول معرض تشكيلي رسمي نسائي
جماعي للفنانات من مختلف مناطق المملكة إضافة إلى ما قام به البعض منهن بالمساهمة في تنظيم وإعداد معارض جماعية شملت غالبية تلك الأسماء سعيا من
منظمات تلك المعارض في دعم الحركة التشكيلية المحلية بالعنصر النسائي قد تكون الساحة خالية منها الا أن الفترة التي يمكن تحديدها بما لا يزيد على الخمس
أو الست سنوات الأخيرة رسمت علامة استفهام كبيرة أمام المتابع والراصد لمسيرة الفن التشكيلي المحلي فتواجد اللوحة أو العمل النسائي إذا صح التعبير عودا
لمنفذ العمل وليس تفريقا أو تفضيل إبداع لجنس على الآخر وبالأعداد الكثيفة التي تدافعت دون شروط أو تنظيم أو مقاييس لمستوى الأعمال كشف
للجميع مايمكن أن يحتمله التفسير بأن دخول غالبية تلك الأسماء جاء نتيجة التعامل مع إبداعاتهن المحدودة والتي لا يمكن أن تصنف كأعمال تشكيلية بناء
على ما يتوجب أن تكون عليه الأعمال المتعارف عليها عالميا من مواصفات ابتداء من الفكرة مرورا بالثقافة وانتهاء بالتقنيات ومستوى الأداء الذي يمثله
تحكم الفنانة من أدواتها فغالبية الأعمال المشاركة في المعارض من أعمال الفن النسائي لا يتعدى أعمال الفنون التطبيقية التي يتم إنجازها في أقسام التربية الفنية
كمشاريع تخرج لمواد يدرس من خلالها كيفية التعامل مع خامات البيئة وطرق تدريسها للطلبة مع أن الكثير من تلك الحصص أو المحاضرات لا تكون
مكتملة النتائج لضيق الوقت ووجود مواد أخرى تضغط على مواد التخصص فيلجأ الكثير إلى الاستعانة بمحال الخطاطين أو الرسامين للإسراع في إنجاز
العمل المطلوب أو المكلفة به الدارسة وبعدها وجدت الدارسات في تلك الأقسام انه بامكانهن وبما يشعرن به من امتلاكهن للقدر على التذوق وامكانية
التصميم وتحديد الفكرة رغم قصورها وتدني مستوى تأثيرها على المتلقي أو وصولها إلى الحد الأدنى من شروط العمل الإبداعي أن يشاركن بها في المعارض
ويحصلن مع أول مشاركة وبكل سهولة ويسر على صفة الفنانة.. وبناء عليه أصبحن وبشكل سريع في مصاف الأخريات ممن يعتبرن فنانات نتيجة ما تحقق
لهن من إنجاز في الخبرات والتجارب وبما يمتلكنه من مختزل ثقافي واع لكل ما هو جديد في هذا الفن يقابله دعم آخر يمثله من يقمن بتنظيم المعارض بالسعي
لجمع أكبر عدد من الأعمال على حساب المستوى والكيفية ففتحت النوافد للشمس من خلال هذه الآلية المرتجلة لتصبح المبتدئات في دائرة الضوء المباشرة
أمام الرأي العام من نقاد ومتابعين ومثقفين فتكشفت من خلالهن ضحالة التواجد وضعف المنافسة وضيق الأفق لدى كل من خدع أو انخدع بالقول إن ما
قدمه أولئك الهواة من أعمال قابل للعرض ويحمل صفات الإبداع.
هذه الزوبعة الكبيرة التي لا زالت آثارها تبرز من فصل إلى آخر بالالتفاف حول نفسها ولا زالت المتواجدات داخل هذه الزوبعة ممن خيل لهن أنهن فنانات
يدافعن عن مواقفهن رغم هزالها ويطلبن بما لم تطالب به من لهن سابق تواجد محلي ودولي من الفنانات الحقيقيات فكرا وتقنيات. ومن المؤسف أن لا يجد
هذا الطوفان من الأعمال الرديئة أي رد فعل وفي الكثير من المعارض التي تنظم للفنانات التشكيليات «مع أن الصفة لا تنطبق على كل من يشارك بهذه
المعارض» لا يضع في اعتباره أن ليس كل ما يقدم من تلك الأعمال يستحق العرض.
ومن المؤسف أن تجد بعض الفنانات رغم تواضع أدائهن التقني والموضوعي فرصا للفوز بالجوائز مما أبعد الفنانات المستحقات لها بما في ذلك أيضا نوعية
المحكمين وقصور فهمهم للتحكيم وعدم معرفتهم لمن لها تجربة وخبرة وبين من تتخبط من أسلوب إلى آخر وأن التقدير يحكم بكثرة المشاركة مع هذه الجهة
أو تلك دون وضع أي اعتبار لأحقية الفوز وتلك من أهم ما جعل من لا يستحق التواجد من الفنانات التشكيليات يأخذ موقعه ويدفع بالبقية ممن هن في
مستواهن أو أقل في المشاركة ترقبا وتحريا أن يجدن ما وجدته السابقات.
هذا التواجد غير المنظم أو مدروس والذي لن يحقق أي إضافة للساحة بقدر ما يؤدي إلى زعزعة الثقة بمن يتحمل مسؤولية بناء مسيرة الفن التشكيلي رسميا
بعيدا عن القطاعات التجارية التي لا يعنيها ما يعني من يرى أن الفن التشكيلي رافد ثقافي في حضارة هذا الوطن يمكن تلخيص مسبباته في التالي:
إن غالبية المشاركات لا يحملن من المعرفة عن الفن التشكيلي إلا ما تلقينه من دروس في كليات التربية الفنية وبشكل عابر لا يحقق القدر المطلوب لتصبح
الدراسة فنانة تشكيلية بكل المواصفات التقنية والفكرية والثقافية.
إن قبول أي مشاركة من قبل منظمي المعارض لمجرد التشجيع أعطى فرصة للغث أكثر من الثمين وافقد الثقة عند من يتوقع أن الدخول في مضمار الحركة
التشكيلية لابد له من قاعدة صلبة ينطلق منها إضافة لعدم وجود أي نية لتصنيف الفنانات وقبلهم الفنانين مع أن واقع الفنانين حالياً أرحم بكثير.
إن غالبية المشاركات في المعارض لا يفرقن يين هواية عابرة وبين موهبة مصقولة بالدراسة والبحث والتجريب اليومي وفي مقدمتها القدرات الخاصة في
الرسم وتكوين اللوحة على أسس أكاديمية وليست مجرد خطوط أو ألوان تشبه درجاتها درجات ألوان الماكياج إضافة إلى أن ما يقدم من أعمال يمكن
تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
أعمال معتمد فيها على النقل من صور فوتوغرافية أو لوحات لفنانين عالميين وبشكل يكشف ضعف المحاولات.
أعمال تم التدخل في تنفيذها بمساعدة من غير مؤديها أو كلف بها رسامين أو خطاطين يكشفه تنوع الطرح عند المشاركات من معرض إلى آخر.
أعمال تعتمد على استلهام الزخرفة والنقوش أو الصور الخيالية بإيحاء حالم ورومانسي أقرب إلى رسم أغلفة القصص والدواوين الشعرية فظهرت أقرب إلى
الفن الساذج أو الفطري.
أعمال تندرج تحت مظلة التحديث أو الفن التجريدي إما لعدم قدرة المشاركة على تقديم ما يثبت قدراتها أو توقعا منها أن مثل هذا الفعل هو السائد دون
علمها أن اللوحة التجريدية لا تأتي عبثا أو صدفة بقدر ما تلخص وتختزل تجارب قوية ومتميزة وضع أصحابها بصماتهم في مراحلهم الأولى.. إضافة إلى
الأهم وهو أن الأسلوب لا يمكن أن تلوى ذراعه ليطاوع رغبة الفنان بل ويفرض على الفنان الانقياد له نتيجة للمخاض الطويل مع التجارب والعمل
الدؤوب.
ومن هنا وللحفاظ على أن تكون قاعدة الإبداع النسائي قاعدة صلبة وثابتة عكس ما يعيشه التشكيليون من ازدواجية أدت إلى خلط الأوراق جعل السيطرة
على الواقع التنظيمي للمعارض يعيش في دوامة لا نهاية لها ولم يعد للتصنيف وتحديد الأبرز أو الأكثر تحقيقا للنتائج من الفنانين الرواد أو من جاء بعدهم أي
مكان أو موقع بقدر ما أذاب الصالح في عكسه ولهذا فالوقت لا زال مهيأ لتحديد مسار الفن النسائي وتصنيفه عبر إيجاد الية تنظم المعارض وتضع فيها
أولوية المشاركة وتحديد مستوى كل معرض على أن يتم ذلك بشكل مدروس يتم من خلاله اختيار اللجان القادرة على حسم النتائج وتقييم العمل تقييما
صحيحا.
الساحة حافلة بالمبدعات
نحن هنا وعبر هذا الطرح أو ما يمكن أن نسميه تسليط الضوء على إبداع هام ومؤثر في ثقافتنا السعودية والعربية بما يمثله الإبداع النسائي على اختلاف
وسائل التعبير ومنها الفنون التشكيلية واعتزازنا بما نشاهده من أعمال فاقت تجارب من سبق من زميلاتنا على المستوى العالمي وليس العربي ورغم ذلك
استطاعت الفنانة التشكيلية السعودية أن تنافس وتحصد الجوائز والأمر لا يعني التعميم أو تحديد اسم بذاته وإنما نترك لكل فنانة يهمها أمر إبداعها أن تبحث
وتجرب وتصقل موهبتها بالخبرات لا أن تضع الإبداع في حيز الهواية والتسلية أو التقليد لمجرد التواجد فلكل خطوة محاذيرها ولكل عمل معاييره ومواصفاته
خصوصا ما يتعلق بالإبداع التشكيلي إذ تنكشف فيه الحقائق وتبرز فيه القدرات ولم يعد العمل أو المعرض في حدود الأسرة أو الأصدقاء بل تعداها إلى أعين
المتلقين في كل أرجاء العالم إضافة إلى أن الفن التشكيلي بكل و سائله ووسائطه لم يعد شكلا من أشكال التجميل أو جزء من كماليات الديكور بل أصبح
رافدا في الفكر وعنصرا هاما في بناء ثقافة العصر ونعدكم في قادم الأيام بقراءات انطباعية عن نماذج من أعمال الفنانات التشكيليات ممن أصبح لهن بصمة
وخصوصية في هذا المجال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved