أعمال الخشب المعمارية في الحجاز
بقلم عبدالله الحُضْبي السبيعي*
|
حركة إحياء الفن الإسلامي في بلادنا ارتبطت بتأسيس هذا الكيان العظيم على يدي الملك عبدالعزيز.. وتتواصل المسيرة لتضرب بجذورها في أعماق التراث
والثاقفة.. وتتجدد في عصرنا الحاضر من قبل نخبة متميزة من المتخصصين.
والدكتور ناصر بن علي الحارثي أبرز المظاهر الحضارية الإسلامية في إحياء الطابع الإسلامي في العمارة، والفنون وحصر التراث المتبقي من أعمال الخشب
المعمارة في مدن الحجاز وقام بدراسات ميدانية متأنية في أحياء كل مدينة لتحقيق الوثائق وإبراز موضوع التطور العمراني وأساليبه الزخرفية حيث أجاد في
الكثير من الدراسات التي يستفيد منها المؤرخ والجغرافي والآثاري كما يستفيد منها اللغوي والأدبي.. فكان كتابه الوثائقي أعمال الخشب المعمارية في
الحجاز في العصر العثماني صورة مشرقة للفن وأعمال الزخرفة الإسلامية، وكانت دراسته شاملة لبعض البيوت الأثرية القديمة في مكة المكرمة مثل:
قصر الملك فيصل بالشامية «1030 1232هـ».
ورباط حيدر أباد «النصف الأول من القرن الثالث الهجري».
ومنزل عطا الياس «النصف الثاني من القرن الثالث الهجري».
ومنزل عباس قطان «1320هـ».
ووقف آل القرع بسوق الليل «1240هـ».
ومنزل سليمان عبدالرحمن مؤمنة «أواخر القرن الثالث عشر الهجري».
والمدرسة الصولتية بحارة الباب «1302هـ».
ومنزل السمكي بالسليمانية «أوائل القرن الرابع عشر الهجري».
ووقف بانا عمه بشعب علي «النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري».
ومنزل إسماعيل عبدالقادر «النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري».
وفي المدينة المنورة: آثار حي الأغوات مثل:
منزل محمد السوداني «أواخر القرن الثالث عشر الهجري».
ومنزل وقف محمد البصراوي «أواخر القرن الثالث عشر الهجري».
وباب الكومة وآثار منزل محمد مدني «أواخر القرن الثالث عشر الهجري».
وفي جدة: حارة الشام مثل:
مسجد الحنفي «1240هـ».
ومنزل محمد أحمد باعشن «النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري».
وفي حي البلد: منزل نور والي «أواخر القرن الثالث عشر الهجري».
وبحارة اليمن: منزل آل نصيف «1295هـ».
وقد قام الدكتور ناصر الحارثي بحصر الأعمال الخشبية ودراستها مع إثبات فترتها التاريخية ووثائقها الكتابية. في ثمانية وتسعين عملاً و ضح فيه الثراء الفني
لأعمال الزخرفة والأساليب الفنية للخشب بالحجاز منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري مع خصخصة صانعي الخشب بالحجاز والعوامل التي أسهمت
بشكل كبير في الارتقاء بصناعات الخشب في هذا الجزء من بلادنا خلال العصر العثماني مع كيفية اتقان الزخارف وأعمال النجارة.
وقد أجاد الباحث في الوصف العملي الشامل و أكد أن الحجاز كان ملتقى مهماً للفنانين المسلمين مثل:
أبو العيد النجار عاش في القرن العاشر الهجري بمدينة جدة ومن أعماله منبر الخطيب بالجامع العتيق «الشافعي» عام 940هـ.
بهاء الدين الملتان: عاش في القرن الحادي عشر الهجري وكان نجاراً للمسجد الحرام بمكة المكرمة.
الشيخ علي بن حسن بن صالح النجار الطائفي ولد بمدينة الطائف سنة 1228هـ وتلقى مبادئ العلوم حتى غدا طبيباً على الطريقة العربية القديمة «الطب
العربي» كما احترف النجارة وتوفي سنة 1313هـ مخلفاً وراءه رسالتين علميتين احداهما في استخرج الأملاح والأخرى في استخراج الدهون.
محمد أفندي: كان معيناً على وظيفة نجار خاص بالحرم المكي عام 1301هـ.
محمد أفضل هروي: كان خطاطاً وأفاد في كتابه البسملة وأسماء الخلفاء الأربعة على المسجد الحرام سنة 1299هـ وله عمل مؤرخ سنة 1302هـ
بمسجد المدرسة الصولتية وعمل آخر في سقف منزل عباس قطان بمكة المكرمة سنة 1320هـ.
وذكر الباحث الأخشاب المستخدمة بمباني الحجاز مثل خشب الدوم بأودية الطائف، والعرعر بعسير وأخشاب النخل والزان والجاوي وغيرها التي
استخدمت في أعمال الشبابيك والأبواب والسقوف والرواشين واللوحات الزخرفية والتأسيسية والمناور والدواليب الحائطية.
وفي الجزء الثاني من كتابه الوثائقي ترجم الحارثي 12 وثيقة تاريخية وأبرز لوحات فنية مزخرفة لبوابات مشهورة وسقوف بعض المباني واللوحات الفنية
والأبيات الشعرية في منازل جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
وقد أجاد الحارثي في بحثه التاريخي وأعان القارئ على قراءة هذه الوثائق النادرة التي تعد مكسباً للمكتبة السعودية.. ويعد كتابه نادراً في جمع التراث
والتاريخ توثيقاً و إعداداً.
* كاتب ومؤرخ سعودي الخرمة ص.ب: 12
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
