الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 05th June,2006 العدد : 156

الأثنين 9 ,جمادى الاولى 1427

(راشد الراجح.. رجل الثروة والثراء)
علم من أعلام الوطن البارزين. له صدارته المميزة في أي أفق يرتاده. ينبئ عنه تاريخه الأصيل المتجذر بالمعالم الفكرية الثمينة الدافق بالمقومات العلمية الثرية.
رجل يتفاعل بغيرة وحرص وأصالة مع المتغيرات. همه وهاجسه وحبه الأكبر الدين ثم الوطن.
يعمل بدأب واجتهاد. ذو بلاغة وإيجاز يتمتع بفكر نير. يملك آلياته الراقية ومفرداته الجمة ولغته البليغة ويجسد بصدق شخصيته الفذة الكريمة؛ لذا نجده من أكثر المفكرين كفاءة في إدراك الواقع ومن أكثرهم ارتياحا في مواجهته.
* ولأنه رجل الثروة والثراء تُعرف نشاطاته العلمية والعملية المتعددة والمتوهجة بطابعها وبشكلها المميز الفريد حيث تبقيه دائماً في مقدمة الركب الحضاري الريادي؛ لأنه إنسان مؤمن بربه يحترم بتفان وبإخلاص تحقيق أهداف وأغراض دينه ثم أمته، مؤكداً انطلاقته وتمسكه بالمرتكزات والثوابت الشرعية ويعتبرها أساسا لكرامة واحترام إنسانية الإنسان وبالذات المواطن السعودي في وطنه.
* وعندما نستحضر التاريخ.. تأتينا هذه المرحلة مورقة الأغصان ومثقلة بالثمار؛ فأعماله في الصرح العلمي والتعليمي. جامعة أم القرى. التي سعى فيها جاهداً ومجاهداً ليوجد المناخ التعليمي اللائق بأبناء وبنات مكة المكرمة، ورصد السبل الآمنة لكي لا يبقى في نهاية الطريق، إلا النجاح.. وتحقق النجاح وكان التألق عنوانا جميلا طرز هذا الجهد. ووُثقت بصمته بإحكام في ذلك الصرح لتكون شاهدة على إنجازاته.
* ونأتي في إدارته لمجلس النادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة لما يقارب ربع قرن من الزمن.. عاش بالنادي مفكرون ومثقفون وأدباء وكانت فترة نشاطات ثقافية وأدبية ومنبرية مزدهرة، وهذا موثق في كتاب (نادي مكة الثقافي الأدبي ومسيرة ربع قرن)، ولكم أن تحصوا ذلك كله عندما يقع هذا الكتاب بأيديكم الكريمة.
* وفي حركة دائبة شجع النتاج الفكري وأصبح بكل فخر واعتزاز الحارس الأمين على خزائن الفكر وكنوز الكلمة. وتوالت الأنشطة الفكرية من إنتاج منبري في ندوات وحوارات وأمسيات ومحاضرات أو من إنتاج مطبوع خرج إلى النور تحت إشرافه ورعايته وتوجيهه، في أبهى صورة وأرفع قدر. بعد غربلته وتمحيصه. ووجد هذا الإنتاج له موقعاً في أرفف مكتبات الأدب والثقافة نقياً.. نظيفاً ثرياً لا تشوبه أية شائبة. لذا كان الرجل ولا يزال ثروة كبيرة للنادي الثقافي الأدبي لا تعوض. وبالتزامه المشرّف ورجاحة عقله وجلي فكره ودقة حصافته وإلمامه بأمور شتى على رأسها الأدب والثقافة.. ويكفي أنه على علم شامل ومعرفة عميقة بالمفكرين والمثقفين والأدباء أسماءً وإنتاجاً، وإذا ما سألته في شأن أي واحد منهم فإنه يجيبك بالتفاصيل؛ فهو متابع وراصد لما يجري في الساحة. ولم يأت إلى هذا المكان عبثاً بل أتى وهو عارف بما حُمل به من أمانة وبما وقع بين يديه من مهام ومسؤوليات أعطاها حقها بكل أمانة. وليس له هدف للوصول إلى درب يعرفه البعض كما يعد ويخطط ويحلم له البعض. فكان هذا الثراء الحقيقي لرجل العلم والمعرفة والأدب والفكر والثقافة. فقد أتاح بما لا يدعو مجالاً للشك الساحات الواسعة في النادي لفرص النماء والتقدم والتطور وبفكره الاحترافي يقيم الإنتاج ويفرز الغث من الثمين. هدفه مصلحة ورقي الفكر الإنساني. وهذه إصدارات النادي على مدى أعوام وأعوام خير دليل وأصدق برهان.
* ولأن الأديب والمثقف لا بد أن يكون واضح المبدأ سليم الفكر بعيدا كل البعد عن المتاهات الفكرية والتوجهات المضللة التي ترمي به في منأى عن الالتزام الديني والفكري؛ لذا كان تمهله وحرصه على أي إنتاج مطبوع يكون في يوم من الأيام وثيقة فكرية بين أيدي الأجيال.
* وإشراقات وضاءة لهذا الرجل أطال الله في عمره في موقع آخر يخدم فيه الوطن الغالي. ولأن الوطن في أشد الحاجة إلى مثل هؤلاء الرجال الأشداء الذين يزرعون السؤدد والعز والكرامة على هامة الوطن. غاياتهم فضلى وأهدافهم سامية وبينة. فتحية لهم من الأعماق ودعاء صادق لهم بالتوفيق والسداد في كل ما يبذلونه من أجل أمن وأمان واستقرار وتقدم وازدهار الوطن.
وبهذه المناسبة أهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة على اختيار هذه الكوكبة المشعة من أبناء الوطن الأوفياء. لدعم مسيرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وما يربطه من أمور تهتم بالفكر والأدب والثقافة.
* وبقيت لي كلمة وفاء لابد أن أدونها في حق معالي الدكتور الفاضل/ راشد الراجح. والذي كان رغم ضيق مساحة مشاركة المرأة في النادي نظراً لما اقتضته الفترة السابقة، لكنه كان رعاه الله يتفهم وبوعي كبير ما معنى مشاركة المرأة في أنشطة النادي التي تناسبها. ويعي أيضاً ما يبلوره فكر المرأة من آراء وأفكار لها ثوابتها وانتماؤها الديني والوطني. فقدر هذا المنتج الفكري الثقافي الأدبي للمرأة.
وعندما طرقنا أبواب النادي للمشاركة في أنشطة النادي منذ عام 1406هـ ما وجدنا إلا التقدير والاحترام والاستجابة لطلبنا وكان التنسيق ضمن لجنة نسائية كنت قد أشرفت عليها جميعا وكان التعامل يتم في خصوصية تامة وأريحية لعرض الأعمال في أجواء نسائية بحتة وكانت على النحو التالي:
1- المعرض الأول لأدباء وكتاب وكاتبات مكة المكرمة عام 1412هـ شاركت فيه الأديبات والكاتبات بعرض نتاجهن الأدبي والكتابي المطبوع وخصص ثلاثة أيام لزيارة النساء.
2- حوار مفتوح مع صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رائد الفضاء العربي المسلم الأول عام 1406هـ عند زيارته للنادي بمكة المكرمة فقد أفسحت إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي لي شخصياً فرصة إهداء سموه الكريم لوحة فنية من عملي لصعوده للفضاء وكان لي الشرف بأن قدمها لسموه معالي الدكتور راشد الراجح وفقه الله.
3- المعرض السنوي الثالث لفنانات مكة التشكيليات لفنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية 1408هـ، تكفل النادي بتنظيم المعرض وتنسيق عرضه وطبع كتاب فاخر بالألوان للوحات الفنانات التشكيليات وخصص ثلاث أيام لزيارة النساء.
4- معرض عن مكة المكرمة والحج بالتعاون مع المركز الإعلامي بمكة وعرض فيه لوحات لفنانات مكة التشكيليات عن المقدسات والمشاعر وبئر زمزم وتراث الحج عام 1408هـ وخصص أياما لزيارة النساء، ولدي الكتيبات والوثائق الخاصة بالمشاركة التي تثبت مشاركة المرأة في النادي منذ زمن بعيد وليس كما تفضل البعض بأنها المشاركة الأولى في العهد الجديد لإدارة النادي وقاموا يتحدثون عنها دون بحث عن صحتها أو تنقيب عن صدقها!!
إضافة إلى الحفلات التكريمية لحافظات كتاب الله العظيم السنوية التي تقام في النادي وتعطي قيمة كبرى لمكانته ومهامه.
أحببت أن أذكر الحقيقة التي يجهلها الجاهلون ويتخذونها ذريعة ليشيروا من قريب أو بعيد إلى ما يقلل من الجهد الجبار لهذا الرجل كما يظنون، وهم مع الأسف لا يعرفون تاريخ النادي وعراقة أعماله ومشاركاته.
أتمنى أن يغير (المعنيون) بذلك ما في قلوبهم وعقولهم تجاه ما أنجزه هذا الرجل والذي يكفيه فخراً ثقة قيادته وأبناء وطنه في فكره وعلمه ورقي أخلاقه.


وفاء بنت حسن منور
قاصة وفنانة تشكيلية

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved