الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

الدين الإسلامي هو الدين الأوحد
بقلم :عبدالله بن حمد السناني

إن الدين الإسلامي هو خير دين يستمد روحه من السماء فتسعد به أمة من الأمم وتتفق كلمتها وتعظم وحدتها وتكشف عن كيانها ووجودها في الوجود والحجب الكثيفة المتعصية، والدين الإسلامي هو المبدأ القويم كما أن مبلغه العظيم هو خير مرسل في النبيين الذين أرسلتهم العناية الإلهية لإسعاف البشرية من طغيان الشهوات الجامحة والمعتقدات الفاسدة، والتخبط في متائه الآراء ومضطرباتها، وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الخلاصة والروح في عالم النبوة، فإن دينه هو أفضل دين شعشع سناه في ظلمات النفوس والعقول، وقد أتى الدين الإسلامي في وقت متأخر، ولكن لم يتقدم ولم يتأخر عن أوانه بل كان ظهوره من باب وضع الشيء في محله وإبانه، كان آخر الأديان ظهوراً ولكنه كان كخلاصة وفذلكة لما ألقاه الوحي السماوي من الدروس بعد اعمال التعديل وتبديل الفاضل بأفضل منه وتطبيق الجميل المختار على الجميل المختار فالشرع الإسلامي إذاً هو حكيم الشرائع وناسخها نسخ المفضول بالفاضل.
ولكن ذلك لا يقنع المتعصبين لأديانهم الأخرى وإن كانوا يعترفون في قرارات أنفسهم أنه الدين الوحيد الذي لا يقبل التعديل ولا التبديل في مشاريعه وأحكامه التي برزت حكمتها جلية واضحة يحكم عليها بالتصديق بديهياً، أو استسرت وفهمها الخاصة دون العامة أو لم يفهمها الخاصة أنفسهم فيرد حينذاك حكمة تشريعها إلى الشارع، وذلك كثير في شرعنا الإسلامي.
إنك حين تحيل فكرك فيمن اعتنقوا الأديان الأخرى ترى منهم تصرفات عجيبة أشد بالشذوذ كأن يعيش أحدهم عزباً مع استعداده التام للزواج والاقتران بشريكة للحياة أو أن يتزوج فلا يطلق أبداً أو أن يحرم غير محرم إلى غير ذلك من تفوق المرأة على الرجل وتقدمها عليه ووقوفها في مصف الخاص الذي لم تكن يوماً ما قد استحقته أو دانت استحقاقه فنحن نرى في المرأة الغربية وفي المرأة المتشبهة بها من نساء العرب وغيرهم استبداداً واستقلالاً كلياً أو مقارباً لكونه كلياً في شئونها في بيتها وفي الشارع والمجتمع، وذلك كثير مع الأسف في بعض أبناء بلداننا العربية التي تسعى وراء التمدن الأعمى وتترسم خطى الأجانب من السوقة ورجال الشوارع في أخلاقهم وأزيائهم وحركاتهم وسكناتهم وهم مع ذلك يصدفون عن إخلاص فضلائهم وفضلياتهم، فليتهم مع ذلك الانزعاج التقليدي الأعمى يأخذون بمحاسن ديننا وتعاليمه فيكونون بذلك قدوة الأمم ومتجه أنظارهم ومثل تقليدهم فما وافقوهم فيه فللدين الإسلامي بذلك الفصل الأول، ويكون التوافق شاهداً بليغاً بما لديننا من الإحاطة والدقة وحسن الاختيار، وما خالفونا به فلنشتد بمخالفتهم وبذلك نحصل على مقبض التمسك بالدين الإسلامي الحنيف، ما أحسن الدين الإسلامي وأجمله لقد رأى ذلك الغربيون الماديون فدرسوه درساً دقيقاً مستفيضاً لا ليعتنقوه ولكن لما أرادوا فيه من صلاح أوهم وإدراك رغائبهم وأبصروه دين الملك ودين الحياة، فاتخذوا منه دستوراً هو قطب رحاهم الدائرة، رغم تظاهرهم بأنه من إنتاج عقول عظمائهم ورجال الفكر والعقل والقانون منهم.
وإني لأعيذ الأمة الإسلامية أن تفرط بدينها الذي شرفت به دون ما سواها وأصبحت من خير أمة أخرجت للناس، ذلك ما أربأ بها عنه.
فالدين الإسلامي دين علم وأخلاق فلا دين لمن لا خلق له وإن روح الدين هو الصادر عن إرادة الروح وقصد النفس وطمأنينة القلب، أليس من العار أن يتسم أحد بالإسلام ثم هو يسعى وراء بعض أشياء تغاير مبدأه، لجدير بحق هذا أن يقال إنه متذوق غير مستقر في أمره على شيء
كريشة في مهب الريح ساقطة
لا تستقر على حال من التعلق
والإسلام كذلك دين سمح، دين كل زمن ودين كل أرض، ومبدأ الحرية والديمقراطية والمساواة.
لقد انبثق فجره على الأرض فوجدها مفعمة بظلمات الجهالات والخرافات والدهرية والطائفية فانتسخ بسناه تلك الظلمات السوداء وما أسرع ما اتجهت الأنظار فالأفكار فالأرواح إلى مصدر ذلك النور المتألق فأقبلت نحوه منصاعة، ولكنه إقبال لا كإقبال الفراش إلى المصباح بل إقبال المبصر للحق والراضي به والمطمئن إليه، عند ذاك انتشر الإسلام ولم يخلُ منه شبر في أي صقع من أصقاع الأرض، فصار الناس يدخلون في دين الله أفواجا، وكان السعداء هم العرب الذين دعموا ملكهم وحضارتهم عليه فأصبحت الأمة العربية سيدة أمم الأرض وتنعمت بالرفاهية والتمكين ردحاً من الزمن.
ولقد كانت بعض بلادنا النجدية قبل أن يأتي إليها المرشد العظيم الشيخ محمد بن عبدالوهاب شبيهة بها قبل الإسلام فهي مضطربة تملؤها الفوضى وتكتنفها الشرور وتسيطر عليها النزعات الجاهلية المحضة، فحين قر الدين في روعها نجد منه شبراً في صقع من أصقاع الأرض، فصار الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، وكان السعداء هم العرب الذين دعموا ملكهم وحضارتهم عليه فأصبحت المة العربية سيدة أمم الأرض وتنعمت بالرفاهية والتمكين ردحاً من الزمن.
ولقد كانت بعض بلادنا النجدية قبل أن يأتي إليها المرشد العظيم الشيخ محمد بن عبد الوهاب شبيهة بها الإسلام فهي مضربة تملؤها الفوضى ويكتنفها الشرور وتسيطر عليها النزعات الجاهلية المحضة، فحين قر الدين في روعها واستخارت به حصاتها تطورت تطوراً عجيباً فأنجبت العلماء الأفاضل والحكام الراشدين، وعم الأمن والوئام، وفي بلادنا اليوم والحمد لله أكبر برهان على ذلك فهي تتمتع بما جعلها محل غبطة كل البلدان العربية وغيرها وما ذلك إلا بفضل الدين على أيدي القائمين بخدمته والساعين إلى اتخاذه كدستور سماوي خطير كامل.
فما أجدرنا أيها السادة المستمعون أن نحتفظ بديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن نحوط ملكنا بسياجه المتين فلقد ذاق بعض أسلافنا وجل حاضرنا بإضاعة الأمرين فلم يحوزوا الدنيا ولم يحفظوا الدين، فتوالت النكبات وواجهتهم المصاعب التي لقي آباؤنا من قبل أفدح منها فذللوها بفضل إيمانهم وتغلبوا عليها مع أنهم لم يصلوا إلى بعض قوات وعدد الوقت الحاضر، فمصروا الأمصار وفتحوا المدن ورفعوا علم الإسلام على مفرق كل عاصمة وحصن، ولقد يصاب الأعداء من رعبهم أعظم مما تبعثه اليوم المدافع الرشاشة والثقيلة والدبابات والقنابل الخ، وكان موقف خصومهم وما أسوأه من موقف بين أمرين إما أن يعتنقوا الإسلام ويتركوا أديانهم وما ذلك عليهم بيسير وإما أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون.
أفلا يجب أن تتحرق القلوب من الأسى إذا أبصرنا أن المادة انعكست فطغت المبادئ الفاجرة التي إنما تعمل لإشباع نفوس شيطانية تعرت من الأخلاق والفضائل ومقومات الحياة الحرة الطاهرة وانبعث بها أشقى دعاتها فما هي إلا أن دوت في الخافقين فوجدت آذاناً مصغية وقلوباً خالية فتمكنت بسويداوائها، واختلطت بشرايينها.
ولسنا نخاف على الإسلام أن تنطفئ شعلته فإن نوره هو الغالب وهو الصامد الباقي إلى قيام الساعة كما أن له أنصاراً يعضون عليه بالنواجذ ويزيدهم طغيان من سواهم قوةً واستمساكاً، ولكننا نخاف من كثير ممن لم يرزقوا ثباتاً روحياً وعقولاً سليمةً حرةً تصمد بنفسها أن تخدعهم تلك المظاهر الخلابة فتجد من نفوسهم ميلاً وقبولاً لها فيصبحون فيما بيننا بؤرة فساد وشلل، فهم بذور التفرقة وعنصر الخلاف وإن كانوا متجنسين بجنسنا ولكنهم في الواقع أشد خطراً من الأجانب البعداء.
فديننا الإسلامي يدعونا بادي بدء أن نتكتل ونجتمع حتى نكون على قلب رجل واحد موقفنا واحد وهدفنا واحد {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}ويأمرنا أن نستعد وننشئ المصانع لصنع ما نحتاج إليه في محاربة أعدائنا وللدفاع عن أنفسنا وذمارنا، أو نرهب عدواً لله وعدونا، كذلك يندبنا إلى أن نضخم اقتصادياتنا بكل وسيلة مشروعة المال عصب الأمة حتى نتمكن بذلك من بناء حياتنا وملكنا على أساس متين، وما أحسن تنفيذ مشروع (الجامعة العربية) وإظهارها للوجود، إنه لحدث عظيم في تاريخ العرب والإسلام. وإننا لنرجو بعد الله بها كل نجاح ونأمل أن تكون كالأكسجين ترأب فرقتنا وتشعب صدعنا وتجمع كلمتنا على حد سواء، ويا حبذا لو اشتركت الأمم الإسلامية بدورها بعضويتها فتصبح الجامعة العربية والإسلامية فتتسع دائرتها روحياً ومادياً وما ذلك على الله بعزيز.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved