لمن تصلح الدنيا ويصفو شريبها |
وفي كل يوم غارة ونحيبها |
قضت في أهيلي وافتراق أحبتي |
حياة لعمري ليس يقضي عجيبها |
فما تركت بعض الغراب لبعده |
ولا أمن المكر الخبيث.. قريبها |
ومن ذا الذي يلقى المنايا بسيفه |
إذا كشرت في الأقربين نيوبها |
وما بلغت نفس من الدهر مثلما |
تكون الرزايا والعزيز نصيبها |
عليك أبا سامي أصارع زفرة |
تسوق الردى من حيث داوى طبيبها |
فهل أحرق الأحشاء إلا أوارها |
وهل قوّس الأضلاع إلا وجيبها |
بنفسي محمولا على النعش ظلّه |
يسابق إقدام الشبيبة شيبها |
يشّيعه صدق الدعاء برحمة |
إليك إلهي دعوة تستجيبها |
فكم قاوم الآلام ثم تركته |
تجاعيد بسمات رعاها شحوبها |
بحال تريك الصبر من قلب مؤمن |
يقينا بأن الله سوف يثيبها |
واعطت على حكم الزمان تنازلا |
فما اليوم مثل الأمس فيما يصيبها |
طواها الأذى طي السجل فأصبحت |
ملامح قدس حار فيها غريبها |
خسرناك يا وجه المروءة والندى |
ويا رافع الغايات عما يريبها |
خسرناك أستاذاً وحامل راية |
تدور رحاها كيف شاء لبيبها |
قرابة نصف القرن والليل شعلة |
تلظى على رأس اليفاع لهيبها |
تنافح بالإيمان عن مجد أمة |
عوى من وراء السّد للشاة ذيبها |
لعل الذي فيها سمادير غفوة |
وعما قليل تستقيم دروبها |
بأي كتاب يخفر الحفل صوته |
وأنت المعاني ربّها وربيبها |
إليك انتهى سحر القوافي طبيعة |
يتيه على الروض القشيب قشيبها |
لينهزم الحرف الكثيف ضبابه |
ويبقى لنجد شيخها وأديبها |
ذوى القول من بعد السناني واقفرت |
مجامع فيها قيسها وحبيبها |
وكم قاتل بالفأل تدرك راحة |
فقلت وما يرتاح إلا كئيبها |
سروري دفين والحياة مريرة |
واسوأ منهم عالم يستطيبها |
أيا شاعري قومي تناسوك جفوة |
أم الخطب نار لا يطاق ركوبها |
إذا كان فضل المرء ينسى بموته |
فلا حملت أنثى ولا فاح طيبها |
لعينيك هجر الشعر والوتر الذي |
إليه حداة الشعر تهفو قلوبها |