الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

فشلنا الثقافي«6»
من أسقط أعمدة المسرح..؟
خالد أحمد اليوسف

وكأن تاريخنا الثقافي لا بداية له..، بل لم يبدأ بعد، ولم يتحرك ولم يتكون..؟، وكأن الراحل أحمد السباعي ومعه صفوة من قمم الحجاز الأدبية والثقافية لم يفكروا أو يكتبوا مسرحا مقروءا أو ممثلا على أرض المسرح!!، وكأن التاريخ لم يتحرك منذ نصف قرن؟؟، نعم لم يسجل أو يدون للأجيال أن من أسقط مسرحنا في البداية رضي أن يبقى ساقطا إلى الأبد دون أعمدة أو إضاءة أو ستارة، والأسباب الواهنة المحبطة لا حصر لها؟!، رغم تعدد المدارس المسرحية والمناهج التمثيلية، نعم هناك عدد من العقول الضعيفة المتخلفة التي تتجدد في كل عقد من حياتنا لتلغي وجوده نهائيا، لهذا لن يكون له وجود أو كيان، وليهنأ هؤلاء الفاشلون بما يتم الآن في بعض مدننا ، فقد لجأ كثير من منظمي أنشطة الصيف لاستيراد المسرح من خارج الحدود.. نعم من خارج الحدود، وأقول لا ضير في ذلك حينما يكون لدينا مسرح من أجل المنافسة واكتساب الخبرات ممن سبقنا، لكن أن تكون الساحة كلها للمسرح المستورد فهذا ما يكشف السوأة الثقافية التي يجب وضع حد لها!!، فشلنا مسرحيا وأجزم أن كثيرا من المثقفين يتفقون معي؟ ، حيث إن دراسات وكتابات عبدالله العطاس وناصر الخطيب ونذير العظمة وغيرهم تناولت الجانب التاريخي والنقدي التحليلي مع التأكيد بأقلامهم على أن مسرحنا لم يبدأ بعد؟!!.
ولي شخصيا مع المسرح حينما كنا نأمل وجوده محطات لو سار على ما كان لوصل إلى البناء والاكتمال المبهج، كنا صغارا في المراحل الابتدائية، وكان جوارنا معهد إمام الدعوة العلمي في حي دخنة، وفي الجهة الأخرى شرقا معهد الرياض العلمي، وكان لهما نشاط مسرحي استمر لسنوات طويلة، قدما خلالها مسرحا مدرسيا نثريا وشعريا لا غبار عليه، واعتبر نواة للمسرح التاريخي الإسلامي، ومن المؤكد أن هناك ما يشابهه في مدننا الأخرى مع اختلاف الأسلوب والطريقة !.
المحطة الثانية مازلت أذكر المراكز الصيفية التي أبرزت أسماء لا حصر لها في النشاط المسرحي متعدد الأساليب والمناهج، قبل أن يوجه أو يكرس إلى منهج واحد !!؟، أما المحطة الثالثة فهي مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال منابرها المتعددة: الأندية الرياضية وهي الاجتماعية والثقافية والرياضية بيوت الشباب جمعية الثقافة والفنون الأندية الأدبية، وقد نفذ من كل هذه الإدارات مسرحيات متنوعة متعددة المناهج والأساليب، ثم نفذت الرئاسة لهذه الإدارات مهرجانا مسرحيا سنويا خلق التنافس والتجدد والكتابة من مختلف الشرائح الثقافية، وكالعادة لم يستمر وأهمل كغيره.
وجاءت المرحلة التالية التي خصص وحصر المسرح فيها تنفيذا ومتابعة وإدارة بجمعية الثقافة والفنون التي لم تقصر في تهدئته وتخدره إلى أن نام نوما عميقا هانئا، وتحوله من الجماهيري إلى النخبوي رغم انتشار الفروع في كل المناطق، ووقفت الجمعية أمام كل الأنشطة المسرحية الجماهيرية الأخرى، ولم يعد لدينا إلا مسرح المناسبات أو الاحتفالات أو المهرجانات، أما الجماهير الذين هم القاعدة والصدى الحقيقي والنافذة المهمة للتلقي فقد أهملته الجمعية، لذا لم يعد المسرح مهما وانتهى..!، فهل من مغيث لإنقاذ مسرحنا من فشله وسقوط عثرته؟؟، هل نسمح بتعدد المنابر والأصوات والمدارس المسرحية؟؟، هل يسمح بإنشاء الفرق المسرحية وفي كل المناطق والمدن لكي ينشىء عندنا كم من الكتاب والممثلين، وبالتالي سنجد التنافس قائما بين كل هؤلاء الذين سيصلون بالنهاية إلى عمل مسرحي جماهيري ونخبوي فاعل، مثل دول كثيرة أعطت المسرح اهتماما عمليا واقعيا للفترة نفسها فتجاوزتنا بمسافات تفوقنا كثيرا.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved