الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

هل انقرض الأديب الشامل؟

أصبح هذا العصر عصر التخصص، حتى في الأدب نفسه. صار التخصص سمة له؛ فما عدنا نرى الأديب الشامل الذي يكتب في الشعر والنثر، يكتب في القصة كما ينظم في الشعر، يتعاطى الرواية كما يؤلف في المسرح، وغير هذا وهذا يأخذ بنصيبه في الفلسفة والخاطرة والمقالة.
رحم الله (الجاحظ) فقد كان أديباً موسوعياً شاملاً، ورحم الله (العقاد) فقد كان كذلك.
أتراها الهِمَمُ التي فَتُرَتْ أم الطموح الذي قَعَدَ بصاحبه فألجأه إلى التخصص الضيق المحدود؟
إن الأدب كله طموح، بل أساس الرغبة فيه الطموح الذي يدفع صاحبه إلى المزيد من التأليف في فنونه، وإلى المزيد من الكتابة في مختلف فروعه،
وليس للأدباء من عذر في كسلهم أو تقاعسهم عن الإحاطة بفنون الأدب، وأن يكون لكل واحد منهم سهم أو سهمان أو ثلاثة على الأقل في فروع الأدب وألوانه.
وليست الاستزادة من الأدب أي لونٍ من ألوان الطمع أو الجشع فإن يكن كذلك فهو طمع محمود، وجشع يُغبط عليه صاحبه. نعم.. كنت ولما أزل أعجب بالأديب الموسوعي الشامل الذي يأخذ من كل علم بطرف، ثم يتوسع في الأدب وفنونه فيحيط بها علماً، ويمارسها في اقتدار وقدرة.
ولعل آخر الأحياء الذين يتوسعون في الأدب، ويكادون يكونون الموسوعيين الأدباء، والأدباء الشاملين ممن بقوا أحياء إلى يومنا هذا: الدكتور غازي القصيبي والشيخ أبو عقيل الظاهري والطبيب الأديب عبد السلام العجيلي؛ فقد تجاوزت همم هؤلاء الثلاثة؛ فما تقيدوا بفن واحد من فنون الأدب، ولا اختاروا ضربا واحدا من ضروبه، بل جربوا أنفسهم في كل نوع، وذهبوا معه إلى أقصى مدى، ولم يستحوا من إظهار مواهبهم إلى الملأ. أما كونهم نجحوا أم لم ينجحوا فهذا متروك للمتلقين، لكنهم في النهاية أدباء موسوعيون، وأدباء يستحق أن يطلق على الواحد منهم لقب (أديب شامل).. وكفى بذلك فخراً ومجداً.


بدر عمر المطيري

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved