الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

حاجة الثقافة إلى الإعلام

هل الثقافة بحاجة إلى الإعلام ؟!
من السهل أن نجيب على هذا التساؤل بالقول إن كليهما بحاجة إلى الآخر، ولكن المتغيرات البشرية الطبيعية من عصر إلى آخر، ومن زمن إلى ما يتلوه، ومن بقعة إلى ما اختلف عنها أو ماثلها من بقاع يدفع إلى معطيات تتلازم مع الإجابة على ذلك السؤال، والمملكة العربية السعودية ما هي إلا جزء من ذلك العالم وسكانها.
تفترض الحياة المعاصرة التكيف مع المتغيرات ولكن هذا التغير له محدداته وأطره التي تتلازم مع المعتقد أولاً ثم العادات والتقاليد، وإذا ما أطلقنا لأنفسنا العنان في ظل هذه المحددات نؤمن أن لنا خصوصية ثقافية تجعل من ساحتنا الثقافية صعبة المراس إلا من قبل مواطنيها، أو من جاورها إلى حد ما؛ لذا نجد أن هذه الثقافة تتأثر بكافة المتغيرات سلباً وإيجاباً، من هنا يبدأ دور وزارة الثقافة التي لا بد أن تعمل في حيوية واستمرارية لتحقيق الطموحات الثقافية ولا تختنق بالبرامج الثقافية التي وضعت منذ زمن بعيد بالنسبة للعصر الحالي الذي يشهد سباقاً ثقافياً غير محدود متعدد الاتجاهات والتفكير والعناصر والأساليب أو أن تقوم بتعديل هذه البرامج لمحاولة الوصول الذي لم يشهد تباطؤاً أو توقفاً.
إن الرموز الثقافية في الماضي تعتمد بالدرجة الأولى على التنظير والأدلجة الموجهة لخدمة مبادئ معينة أو رموز طالما تجاوز الكثير منها الزمن ومن يعيشه، إلا أن الوعي الذي التزم بمعالم محددة لم تتغير بتغير الزمن منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم يجعل من هذه الملامح ذات خصوصية تتكيف بكينونتها مع كل المتغيرات، ثم إن الأدلجة كانت تركز على جانب معين فكري أو فلسفي ربما سقوط ذا أو ذاك أو تغيره أفقده صلاحيته عند التطبيق، ومن هنا تصبح مهمة وزارة الثقافة صعبة. هذا من جانب، ومن جانب آخر: هل الثقافة مقصورة أو محصورة في عنصر واحد كالأدب مثلاً أو أنها عناصر متعددة وشتى، ومتعددة المشارب والأشكال ما يجعل مهمة وزارة الثقافة سهلة وبإمكانها تقديم المساهمة في الميدان الثقافي المتعدد المشارب لخدمة الثقافة على وجه العموم، ومن ثم خدمة كافة أطياف المجتمع..
وبعد هذا التقديم لا يزال السؤال قائماً:
هل الثقافة بحاجة إلى الإعلام أو العكس؟
إن الحقيقة تلزم وتوجب حاجة الإعلام الماسة إلى الثقافة وأن الإعلام ليس إلا وسيلة لنشر هذه الثقافة وخدمتها بكافة وسائله وأنماطه وأشكاله المتعددة ليجد الأذن المناسبة الصاغية لذلك الإعلام الذي يستفيد حيوية وبعداً تأثيريا وحضارياً يستحق بموجبه أن يكون إعلاماً ذا قيمة في المجتمع، ولكن من يحدد الخطوات التي يجب أن يأخذها الإعلام من أجل خدمة هذه الثقافة؟!
لا جدال في أن السياسة الإعلامية هي أحد وأهم أسس هذه الخطوات ليبقى الدور الآخر على المثقف في ثنائية مع المتلقي، ولعل وزارة الثقافة تدرك ذلك الدور من خلال بحثها ومتابعتها ووضعها الخطط التي ترى أنها مناسبة لذلك المجتمع، ولكن الأهم من هذه الخطوات من يضع الحدود للطرح الثقافي ومن من المثقفين يكون طرحه مفيداً وناجعاً ! وهل وصل المطروح إلى السقف المحدد من خلال السياسات الإعلامية وحاجات المجتمع وما يتناسب مع العادات والتقاليد والأطر العامة لذلك المجتمع؟! والله الموفق.


د.عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشعيل

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved