الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

وميض
تشكيليو الأحساء
عبد الرحمن السليمان
أطلقت الأحساء قبل أكثر من ثلاثين عاماً فناناً تشكيلياً ما زال العديد من فناني المملكة يتذكرونه ويتحدثون عنه، خصوصاً أولئك الذين تعلموا معه في معهد التربية الفنية بالرياض، وقد تخرج منه في العام 1972.
ولم يزل عبدالحميد البقشي يعمل معلماً للتربية الفنية في إحدى المدارس المتوسطة في مدينته الأحساء مكتفياً بتحقيق جانب محدود من دوره كفنان تشكيلي وكمعلم، وهو الذي ينعزل لفترات عن ممارسة دوره في المجال التشكيلي وراضياً بهذا التغييب القسري الذي يفرضه على نفسه أو يدعيه.
هي حالة من الانعزال يضع الفنان البقشي نفسه فيها وكأن الفن أو دوره كفنان تشكيلي محسوب على الأحساء خاصة والمملكة عامة، انتهى بتلك المشاركات الأولية التي أقيمت أواسط السبعينيات وبعد تخرجه من معهد التربية الفنية في الدمام والأحساء أو الرياض فيختم بمعرض شخصي احتضنته مدينته (الأحساء) عام 1979 قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الفن أو التربية الفنية.
بدأ الفنان عبدالحميد البقشي مع وجود أسماء أخرى أكبر سناً من البقشي لأن هذا الفنان أثار كثيراً من التساؤلات سواء في فنه الذي عرضه مبكراً ولأعوام محدودة، أو لغيابه الذي يذكّر بالاعتزال المبكر لبعض النجوم، ومع أن نجومية الفنان البقشي لم تزل في ذاكرة من شاهدوا أعماله الأولى إلا أن هذا الغياب كرس له مكانة لم يحظ بها أحد في الأحساء حتى الآن.
أسماء أخرى من بينها: محمد الصندل، أحمد السبت، أحمد المغلوث، ربما هم أكثر من جايلهم البقشي، ومع أن بعضاً من الأسماء غير المعروفة في الساحة التشكيلية الأحسائية قد بدأت نشاطاً مدرسياً إلا أنها لم تأخذ المكانة التي احتلتها مثل تلك الأسماء وإن تلقى بعضها تعليماً فنياً تربوياً خارج المملكة.
بداية الأنشطة التشكيلية في الأحساء بدأت مدرسية مثلما هي في كل المدن الأخرى إلا أن هذه الأنشطة لم تتصل بقوة وتندفع للساحة التشكيلية المحلية إلا ببطء شديد، حضرت الأسماء الأحسائية في العروض المبكرة (المركزية) وحققت مستوى بارزاً، لكن تواصلها قلّ بشكل واضح فيما بعد إلى حد التباعد أو الغياب.
روح المبادرة ربما كانت محدودة لدى البعض أو أن الفنانين كانوا سريعي التأثر بأي حادثة أو موقف، إلا أن الجيل الشاب فيما بعد حاول السعي لتواجد كان متفرقاً فحضرت أعمال توفيق الحميدي وأحمد العبدرب النبي ثم سامي الحسين وسعيد الوايل وأخيراً تغريد البقشي.
عندما نقيس علاقة التواجد أو الحضور بين الفنانين في المنطقة الشرقية ونتخذ المدن مجالاً للمقارنة فإننا سنلحظ أن المستوى البارز لفناني الأحساء في الفترات الأولى تم تجاوزه من جانب فناني القطيف التي نشط أبناؤها بعد قيام جماعة للفنون التشكيلية في مركز الخدمة الاجتماعية فيها، كما كان حضورهم الواضح في العروض والمسابقات الجماعية على مستوى الداخل وحتى خارج البلاد، أما الدمام فأسماؤها المعروفة قليلة وقد تتحرك بشكل أكثر نشاطاً وتأثيراً نظراً لتوفر بعض الإمكانات التي قد تساعد على مثل ذلك.
قامت الجهتان الرسميتان المعنيتان بالفن التشكيلي في الأحساء (مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون) بدور كبير كما هو في معظم المدن السعودية، لكن ما هو متوفر في جدة أو الرياض مثلاً غير الذي يتوفر في الأحساء، على الأقل قاعة العرض أو المتابعة الإعلامية أو حتى اقتناء الأعمال، المشاريع الفنية التجميلية، تشجيع رجال الأعمال وغيرها، لكن ماذا عن المستوى الفني للفنانين وما هو النشاط الشخصي أو الفردي لهم سواء على مستوى المدينة أو على مستوى المملكة؟ هنا السؤال الأهم عن ساحة تشكيلية لم تخل من مبدعين حقيقيين لا يقل مستوى بعضهم عن زملائهم التشكيليين السعوديين أو العرب، فأسماء عبدالحميد البقشي ومحمد الصندل وأحمد السبت ومحمد الحمد وسامي الحسين وربما آخرين تستوقف للتأمل والدرس.


aalsoliman@hotmial.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved