الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th December,2005 العدد : 132

الأثنين 3 ,ذو القعدة 1426

وميض
ما بعد وكالة الثقافة (3)
عبد الرحمن السليمان

تعتبر صالات العرض المجهزة رافداً هاما لتقديم النتاج الفني التشكيلي بالطريقة الأكثر صحة وجمالا، لقد عانت الساحة التشكيلية المحلية طويلا من مسألة القاعات، وكانت الجهات المنظمة للمعارض تضطر لإقامتها في أماكن متفرقة ما بين مدرسة أو فندق أومجمع تجاري، أوغير ذلك ولم تظهر قاعات العرض المجهزة بشكل جيد إلا في جدة من خلال بعض المؤسسات الخاصة، وفي الثمانينيات جهزت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قاعتين في مكتبيها بالدمام وجدة، وقد استفيد منهما للعروض الخاصة بالرئاسة أومكتبيها ولبعض العروض المتفرقة من خارج المكتبين، إلا أن القاعتين لم تستثمرا بالطريقة الأفضل لسبب أنهما تقعان في مقر المبنى بل وفي داخله، وما يتبع ذلك من إشكالات عديدة.
ومع تعددها وتفرقها فإنه لم تتوفر قاعات تابعة للمؤسسات الرسمية كمكاتب اوفروع اوالمقار الرئيسية للجهتين الأكثر علاقة بالفن والثقافة، الساحة التشكيلية المحلية بحاجة الى تنظيم جديد بإنشاء قاعات عرض اوتجهيز أماكن محددة للعرض وفق متطلبات من أهمها ان تتبنى ذلك وزارة الثقافة والإعلام في أماكن ثابتة أقرب الى الناس من أن تكون القاعة في دائرة حكومية، ثم تجهيز المكان بالمستلزمات المطلوبة كالمكاتب والمستودعات والاستاندات بل ان القاعة يمكن أن يكون لها برنامجها الخاص، وأن يتم تكليف فنان اومختص يمكنه إعداد برنامج العروض الموسمية للصالة وتكون بمثابة المقر الرئيسي للمعارض الأهم التي تشهدها المدن التي يتم إنشاء القاعات فيها، بل وتكون الأكثر استقطابا لعروض الفنانين التشكيليين، كما انه يمكن استثمار القاعة في أخذ نسبة محدودة من قيمة المبيعات إذا تمت، إن المعارض الكثيرة التي شهدتها المدن السعودية ذات الصفة الرسمية تنتهي بانتهاء الافتتاح الذي يشهد العدد الأكبر من الحضور سواء من المدعوين أوالفنانين المشاركين.
القاعات الخاصة مع عددها الأكثر في جدة وقلتها في الرياض والمنطقة الشرقية أسهمت في رفع كم النشاط الذي تشهده جدة على سبيل المثال ومن خلال هذا النشاط كانت المتابعة الإعلامية أكثر وضوحا في تسليطها الضوء عليها.
لم تشهد الساحة التشكيلية خاصة والثقافية عامة وطيلة العقود الأربعة الماضية إلا القليل جدا من الكتب التي تعني بالفن التشكيلي بل أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تطبع سوى كتاب واحد في العام 2000 هو (مسيرة الفن التشكيلي السعودي) أما الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فلم تطبع كتابا واحدا، وأصدرت في العام 1408 عددها الوحيد من مطبوعة (مجلة) سمتها الفن التشكيلي، وقامت بعض الأندية الأدبية بطباعة البومات مصورة لأعمال بعض الفنانين وهما اثنان، خليل حسن خليل في جيزان وفؤاد مغربل في المدينة المنورة وأصدر نادي الطائف كتابا حول الفنان الراحل محمد السليم.
وظهرت جهود المؤسسات الخاصة في هذا الإطار من خلال مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع ومؤسسة الفن النقي، بجانب ادوار متفرقة لمؤسسات أخرى في إصدار بعض المطبوعات ذات العلاقة بالفن التشكيلي، من ذلك فالواضح ان الساحة بحاجة إلى تفعيل هذا الجانب بالدعم المادي وبالمسابقات والتشجيع الذي يسهم في إثراء المكتبة الثقافية بالإصدارات المختصة، والوسائل الداعمة والمشجعة لهذا الجانب كثيرة لعل أهمها الدعم المالي للمشاريع التأليفية إذا وجدت الوزارة أن الإصدار يستحق ذلك، وكذلك الإعلان عن مسابقة دورية للتأليف في موضوع محدد، ومكافأة المؤلف بطريقة مشجعة وبالطبع طباعة كتابه الفائز، كذلك تبني طباعة الكتب ذات المستوى الجيد ومكافأة مؤلفيها، اعتقد أن وسائل دعم التأليف كثيرة وان ذلك سيترك أثرا إيجابيا على ساحة عانت لعقود من التغييب الذي ظهر في بعض المطبوعات العربية، أما ما يمكن أن تسهم به مجلة متخصصة في مجال الفنون التشكيلية فاني أرى أن تكون مثل هذه المجلة(الإصدار) أكثر تعميما في الوقت (الراهن) بان تكون شاملة (الآداب والفنون المسرحية والموسيقية والتشكيلية والتراثية) وغيرها، وتترك المجلة المتخصصة في المجال التشكيلي لفترة قريبة لاحقة.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved