الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 06th February,2006 العدد : 139

الأثنين 7 ,محرم 1427

الصراع الحضاري في الرواية المصرية
* الثقافية - ع.م:
الصراع والحضارة لفظتان تحتويان في تكوينهما فضاء تتعدد فيهما الدلالة والإيحاء، وعند اجتماعهما تكونت تركيبة لغوية تجمع كل ما في اللفظتين من اضطراب وانعدام مركزية دلالية وضمت إليه ما يؤديه انضمام عنصرين متباينين من معنى يجمع بين تحديد كل واحد منهما للآخر وإدخاله في محيط دلالي جديد، وانعكس كل هذا التنوع والاختلاف وإن شئت الكثافة على المقولات التي تتناول هذا المصطلح أو تنبثق منه، كما انعكس على كل الممارسات التي تتغياه أو تتجافاه.
الصراع الحضاري مصطلح زئبقي يشتد حيناً ويلين حيناً آخر ويمد حيناً ويجزر حيناً آخر كأمه اللعوب - اللغة التي تمارس التمويه والتعمية كما هي أداة لكشف الإفصاح والإبلاغ.. فهل يمكن أن تتحول هذه الأداة الشموس - اللغة أساس تبنى عليه العلاقة بين الأمم؟ وهل الذين يقبلون هذا التركيب اللغوي ويؤمنون به يقعون في فخ اللغة أم يتخذون اللغة فخاً؟
سؤال أرجو أن يكون مشروعاً..
هذا ما اختاره الدكتور إبراهيم بن محمد الشتوي تقديماً لكتابه الجديد (الصراع الحضاري في الرواية المصرية) حيث تقوم فكرة الموضوع في أساسها على أن الصراع بين الحضارة العربية والإسلامية والحضارات الأخرى قد انتقل من الصراع في الثغور ودوائر البحث العلمي إلى داخل الوطن العربي منذ حملة (نابليون) وهو ما انعكس على الرواية العربية، وتسعى الدراسة إلى رصده وتحليل مظاهره وعلاقاته ببنية الرواية الفنية، في حين اتجهت أكثر الدراسات حول هذا الموضوع إلى دراسة الاحتكاك الحضاري خارج البلاد العربية، ولعل هذا أبرز الفوارق بين دراستنا والدراسات الأخرى التي دارت حول موضوع الصراع الحضاري.
الصراع الحضاري في الرواية المصرية موضوع بكر وخصب لما يتسع به من سعة وشمولية لجميع أنواع الصراع الحضاري، فهو موضوع يتناول الصراع بكل أنواعه وبكل مفاهيمه التي تبدأ بمنطلق الاحتكاك وتنتهي عند الصراع العسكري. كما يتناول الحضارات المتعددة التي أعلنت عن نفسها في البيئة المصرية ومثلتها الرواية العربية في مصر من حضارة فرعونية أو قبطية أو غربية أو اشتراكية أو حضارة الإسلام العظيمة وتعني الدراسة بمعالم الصراع في الرواية ومظاهره والوسائل الفنية التي اعتمدها الكاتب في بناء أعمالهم الروائية.
وقد بنى الكاتب البحث على مقدمة وتمهيد وبابين يتكون كل باب من أربعة فصول.
ففي الباب الأول خصص الباحث الفصل الأول لاتجاهات الرواية الموضوعية للصراع الحضاري وقسمها خمسة اتجاهات هي الاتجاه الذاتي والصراع والاتجاه النفسي والصراع والاتجاه الاجتماعي والصراع والاتجاه السياسي والصراع ثم الاتجاه التاريخي والصراع.
أما الفصل الثاني فكان بعنوان (الصراع بين الاتجاه الإسلامي والحضارة الغربية) وفيه تحدث عن الاتجاه الإسلامي والحضارة الغربية والاتجاه الإسلامي والماركسية والاتجاه الإسلامي والتيارات القومية.
الفصل الثالث تناول الصراع الحضاري بين الاتجاهات الأخرى، وخصص الباحث الباب الثاني للدراسة الفنية، ففي الفصل الأول منه تناول أثر الصراع في بناء الشخصيات من حيث شخصيات الرواية والصراع الحضاري والعلاقة بين الشخصيات في الرواية والعلاقة بين شخصيات الرواية والواقع، ومدى تعبير الشخصيات عن الصراع وفي الفصل الثاني تناول الصراع، فتحدث عن بناء الأحداث من حيث الصراع ومقومات الحدث الروائي وسماته والصراع ومنطقيات الحدث وأثر الصراع في ربط الأحداث الجزئية بالمحور الكلي للرواية وصلة الأحداث الجزئية بالشخصيات. أما الفصل الثالث فتحدث فيه الباحث عن لغة السرد والحوار في الرواية كما وقف عند الرمز والأساطير والأحلام ومدلولها في النص وجاء الفصل الرابع خاصاً بالصراع والزمان والمكان فتناول الباحث الزمن الروائي والزمن الواقعي وتعدد الأزمنة والأمكنة في الرواية ومعالم المكان وأثره في الرواية ثم اختفاء الزمان والمكان في الرواية.
وختمت الدراسة بخاتمة لخصت فيها أبرز ما توصل إليه الباحث من نتائج.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved