| ذكرى لعينيك أيها الناسي*
|
*شعر/ فيصل أكرم
(1)
عاديٌّ، كشخصٍ آخر..
ينتظر المصابيح التي تتدلّى
إلى منتصف الذين يفتِّشون عن ذنوبهم
في مفترقات الطُرُق.
(2)
يخرج أبداً..
ويتعطّر بالماء والريح
يتعطّر أبداً..
ليخرج للماء والريح
(3)
في ليلةٍ قصيرةٍ أخرى
كان يتابع أطولَ عمرٍ عاشه آخرون
وكان الليل من أجل الآخرين
ولكنه كان يتابع..
وكان يقول في سرِّه: كدتُ أعيشُ،
لولا أنّ العمرَ أقصرُ من عمري..
وهذه الليلةَ أطولُ من هذا الليل.
(4)
ككل المخلصين
كان يودّ التخلّص من كل المسافات التي
لم يقطعها بعد..
يسافر حيناً،
ويغمض عينيه على أوّل لمحةٍ لحلمٍ كان.
وككل المخلصين
كان يتطبّع باللمحة حتى اصطدامها بأخرى
فيخرج منكسراً..
يخرج ككل المخلصين.
(5)
كان خاطئاً..
عندما اعترفت خُطاه بخطيئته
فلم يعترف إلاّ بخطاه.
كان خاطئاً..
ولكنّ الاعتراف كان أكبر من الخطيئة وحدها
كأنها دون خُطاه..
(6)
من مكانٍ آخر
كان ينزل، حتى لا يضحّي بالطلوع إلى آخر مكان.
هل كان يدور حول نفسه؟
اسمع: أنتَ هكذا..
وهكذا، لو كنتَ تسمع، ستضحّي بكَ نفسُكَ
وأنتَ لا تزال تدور حولها..
(7)
دائماً، إلى سابع وقفةٍ يمشي..
دائماً يمشي، ويخلص في المشي
من أجل الوقفة السابعة.
***
*(اعتذار):
تعتذرُ لهذي الشمسْ؟
حتى للظلّ ستعتذرُ..
وسترجع وحدك قبل الناس، ودون الناس
تلاحقُ نفسكَ بالأنفاس،
وتبقى وحدك تنتظرُ..
ستقولُ: تعبتُ من الأعذار،
وهذّبني وقعُ الأقدار..
تفتّق عن شفتي عطشٌ،
وتخطّاني بللُ الأمطار..
وسوف أُرَدُّ إلى الأسفار، وسوف أتوبُ وأعتذرُ.
* (تحسُّب)
تتحسَّبُ في كل الأشياء،
وتحسب شيئكَ محسوباً؟
لا شيء لديك سوى الإعياء،
وقلبك يبقى مقلوباً..
تتقلّبُ أنتَ عليه مناماً،
يقلبُ فيك الصبح ظلاماً،
يتركك رهين الإيماءة، حتى من تحت الإغماء
كأنكَ كفٌّ تتفتّح في كلّ عزاءْ.
* (افتراض):
تفترضُ بأنّ الغائب سوف يعودْ؟
لا ماء سيكمن في الصحراء بغير سدودْ
وأنتَ ترشُّ الرملَ برملٍ
أنتَ تدقُّ الطبلَ بطبلٍ
أنت تواعد كلَّ زمانكَ بالموعودْ
وستفقدُ موجوداً حيناً، وستوجدُ من أجل المفقودْ
* (تدابير):
يتدبَّرُ بُعدكَ بعضُ الأرضِ
وأنت عميقاً تتدبّرْ
وتفتش في ثِقلِ الأحمال - على كتفيك - عن الميزان
وأنت تسير وتتكبّرْ
والآن سيُفرضُ فيك الفرضُ، بطول الطولِ وعرض العرضِ
وأنتَ توثّر بالتدبير، على التقصير
وبالتدبير على التقدير.. ستتأثّرْ.
***
* (المناوبات الممكنة):
1- أن تعتذر لكل ما لم تستطع له غير الرجوع إليه كلّما احتاج منك الرجوع به إليك.
2- أن تحسب حساباً عظيماً لكلّ ما سقط منك أو سقط عليك أو أسقطك عن حساباته.
3- أن تفترض بأن الوعد الذي قُطع عليك سينقطع لك ويتقطّع فيك ومن أجلك.
4- أن تتدبّر وحدك كل الأمور التي جعلتك عاجزاً حتى عن تدبير أمرك أو التأثير فيه.
* من (نصف الكتابة/ ج2 - يصدر قريباً في بيروت).
f-a-akram@maktoob.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
