الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 06th February,2006 العدد : 139

الأثنين 7 ,محرم 1427

مؤكداً نشاطه التشكيلي
ميرزا الصالح ومعرض جديد في الرياض

*إعداد: محمد المنيف
الفنان ميرزا الصالح أحد رموز التشكيل السعودي ورواده في المنطقة الشرقية يعد من أوائل التشكيليين الذين ساهموا من خلال تواجدهم المستمر في معارض المنطقة الشرقية أو على مستوى معارض الوطن، والفنان ميرزا حسين عبدالله الصالح من مواليد مدينة صفوي بالمنطقة الشرقية بالسعودية - يعمل مدرساً للتربية الفنية بالمرحلة المتوسطة،منذ أن حصل على دبلوم معهد التربية الفنية بالرياض عام 1972- 1973م رافق عدداً من المعارض ضمن الأسابيع الثقافية كما أشرف على تنظيم عديد المعارض داخل المملكة وخارجها،كمعرض المغرب،أما في مجال معارضه الخاصة فقد أقام أول معارضه الشخصية في حي نجمة برأس تنورة (أرامكو) كما أقيم له معارض في كل من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة،والجمعية التشكيلية بالكويت ،وجمعية الثقافة والفنون السعودية وأقام معرضين شخصيين بنادي الصفا،وفي مدينة جدة على قاعدة المركز السعودي للفنون التشكيلية... وله مشاركات في عمان والبحرين وسوريا والأردن،وله مؤلفات مطبوعة منها شعر بالعامية بعنوان: (شراع بلا مرسى) و (ثرثرة الروح) بالفصحى وله كتاب عن نقوش الحناء،وآخر عن روائع نقوش الحناء العربية بستة أجزاء و(روح الفن) ومخطوطات معدة للنشر،صمم شعارات عدة لشركات ومؤسسات حكومية في المملكة العربية السعودية.
أما ما يمكن الإشارة إليه فهو في استعداده حالياً لإقامة معرضه الجديد في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بالرياض.
***
ميرزا يحترم أطر أسلوبه الخاص
معرفتي بالفنان ميرزا الصالح تعود إلى مرحلة الدراسة في معهد التربية الفنية جعلتني أكثر قرباً من تجربته كما كانت تجارب الكثير من التشكيليين الرواد على الساحة أمثال الفنانين محمد سيام وعبد الحميد البقشي وعبدالله الشلتي وعبدالله نواوي وغيرهم كثير لا يتسع المجال لاستعراضهم مع ما نأمله في أن نعطي لكل منهم حقه من التوثيق والتذكير بعطائه ومساهماته.
كان الفنان ميرزا منذ البداية نشطاً وباحثاً عن نهجاً خاصاً في تشكيل اللوحة رغم أن تلك البدايات لم تتعد الاسكتشات أو الرسوم التحضيرية وصولاً إلى المشاركات في معارض المعهد إلا أن موهبته وخبراته أخذت تبرز خلال حياته العملية لتي أكد فيها تجاربه الأخيرة فكان لها حضورها المباشر والفاعل من خلال المعارض الفنية التي أقيمت في القطيف أو الدمام إلى إن وجد له مقعداً في قطار التشكيل السعودي حيث شارك مع أول انطلاقة الحركة التشكيلية ومنها المعرض السنوي للفنون التشكيلية بالدمام في صفر 1396هـ وفي المسابقة الأولى للفنون التشكيلية في ذي القعدة 1397هـ، امتداداً إلى بقية المشاركات والمعارض اللاحقة المحلية والدولية التي تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون، مساهماً بتجاربه وبحثه في مجال الزخرفة والنقش بأسلوب معاصر أكمل به مراحل التأسيس إلى مرحلة التنفيذ الجاد، واضعاً نصب عينيه معاني الفن وقيمه الإبداعي وأهميته في الارتقاء والسمو بالروح والوجدان مانحاً إبداعه مساحة كبيرة من الحضور شكلاً ومضامين جمالية من خلال المحاولات الجادة للتطوير والأخذ بأسلوبه إلى مناخات ومحطات أكثر تواصلاً مع المتلقي دون تخلٍ عن الروح، بحرية تكفل له التحرك واختيار سبل التنفيذ واختيار الخامة،برزت في تجاربه الأخيرة التحول الجديد في الملامس أو الألوان منحته ديناميكية دون خروج عن الأطر التي انطلق منها فالمتابع لمسيرة الفنان ميرزا الصالح يرى في كثير من أعماله تبسيط واختزال الزخرفة مع تحرك بإيقاع متتابع للخطوط ومليء الفراغ بألوان تظهر تارة ذات شفافية وتارة متضادة دون نشاز مع ميل في تشكيله بعض أعماله إلى تحريك الخط واللون لإيجاد نسيج رمزي تتخلله عناصر من الواقع وأخرى من نسج الخيال تأخذ المنمنمات فيها موقعاً مع ما تأخذه بعض إيحاءات الزخرفة الإسلامية خصوصاً النباتية كما تناول في أعمال أخرى أيضاً جماليات العلاقات الهندسية.
***
تجارب وخامات جديدة
ومع أن الأعمال التي عرف بها الفنان ميرزا الصالح ظهرت بتقنيات التلوين الزيتي أو الاكرلك فقد خاض أيضاً تجربة الملمس البارز من خلال استخدامه المعاجين وألوان الميتاليك والغراء مستخلصاً إيقاعاته اللونية المباشرة إلى الإحساس بالحركة والتموج ،مستخدماً حس الريليف محققاً نقلة أتاحت له مساحة من التعبير الشامل أحال بها الشكل الثابت المستلهم من الواقع المعتاد إلى نص بصري يعتمد على الإيحاء أكثر بعداً عن الحرفة مانحاً من خلاله للمتلقي فرصة للتخيل والتأويل.
هذا التوجه والتحرك نحو خامات وتقنيات أخرى أعطت للفنان ميرزا منظوراً جديداً خرجت فيه على التداعيات والرموز الزخرفية المباشرة إلى رهافة أسلوب مفعم بموضوعات ذات المنحى التجريدي الصرف، ظهرت في معرضه الثامن كإشارات تحوّل وانتقال في تشكيل الفكرة و الأسلوب.
والحقيقة أنني حين كنت أنوي الكتابة عن هذا الفنان كزميل ورقم واسم فاعل في مسيرة التشكيل السعودي عامة وفي المنطقة الشرقية بشكل خاص تراكمت لديّ الكثير من المحطات والتجارب التي مر بها، منها ما كنت على علم به ومنها الجديد الذي مازلت أجهله خصوصاً الأعمال الصغيرة إضافة إلى تجربته في معرضه الذي أقامه في سلطنة عمان.. فقد حقق الفنان ميرزا الكثير من النجاح وتلقى الكثير من إشادات النقاد والمتابعين على مستوى الخليج، مع ما يحمله من قناعة بإبداعه ابتداء من تعامله بوجود اللون عنصراً هاماً في اللوحة، وربطه بما يمكن تسميته بالبحث داخل الشكل العائد من مؤثرات المحيط المادية والحسية جامعاً الأضلاع الثلاثة (المادي) وهو المتصل بعناصر الواقع الثابت من زخارف ونقوش على الجدران والأبواب أو المنسوجات أو المتحرك والمثمثل في استخدامه بشكل نادر للوجوه أو الشخوص ومن ثم استلهامها و أعادت صياغتها من جديد برؤية خاصة، والضلع الثاني يتحدد في الزمان المتعلق بتاريخ المفردة وارتباطها بالموروث، أما الضلع الثالث فهو في قدرته على إيجاد نسيج متكافئ بين تلك المصادر وبين ثقافته البصرية والمعرفية لمحيطه التشكيلي محلياً وعالمياً ومتطلبات البحث عن الجديد فيها وكيفية التواصل مع ما يحدث من تبدل وتغير في حركة الفنون العالمية وإمكانية مسايرتها مع إبقاء روحه المحلية وعلاقته بواقع قيمه وتقاليده.
ولهذا فالفنان ميرزا لديه القدرة على تشكيل المثلث وربط أضلاعه بشكل متكامل ومتماسك تبين لنا في مختلف مراحل إنجاز أعماله التي يبحث من خلالها إلى إشارات ورموز تشعرك أحياناً بشيء من الواقع الحي كما أشرنا كالحركة اليومية في حياتنا العامة ويدفع بك إلى البحث عن مصدر هذا الإيحاء من بين عناصره وخطوطه التي يعيد من خلالها ولادة جديدة للشكل على سطح اللوحة، لذا فالمشاهد يصبح شريكا مع الفنان في بحثه عن الوجود المرئي من بين كم هائل من الرموز والدلالات والأثر.. جاعلاً من اللوحة توثيقاً للأثر الذي يدل على طريقة فهم المغزى الجمالي، في أعمال الفنان ميرزا تتحرر من الروح التقليدية في الرسم إلى رؤية إبداعية جديدة للأشياء، منتقلاً بالمشاهد من النص كرمز ثابت إلى الوعي بها كشكل قابل للتشكل مرة ثانية، وكأني به يقول إن المكان الذي نراه في الواقع متبدل الخواص.
كما هي المتاهات الحادة في الخطوط، والمبالغة في تطويعها وتسخيرها لبناء اللوحة والتعبير عنها بتوافق أحياناً دون خلاف أو اختلاف قد يحدث صدمة للبصر وتجاهلاً من البصيرة عند المتلقي. هذا الوعي المتطور بالمحيط من قبل الفنان ميرزا سيحقق له إنجاز لوحات تأخذه إلى مساحات أبعد من جغرافية المكان معلناً بذلك أن ليس ثمة شكل نهائي أو استقرار للمشهد البصري. منتظرين بشغف معرضه الجديد في الأيام القليلة المقبلة.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved