الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th June,2005 العدد : 109

الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1426

مطالعات
أسامة علي أحمد في ديوانه الجديد: (اجتراح الكتابة) توامض شعري يصور الحكمة ويعيشها
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* اجتراح الكتابة (شعر)
* أسامة علي أحمد
* الرياض (ط1) 2005م
****
يضم الديوان الجديد (اجتراح الكتابة) للشاعر السوداني أسامة علي أحمد بين دفتيه هالة إنسانية تتوامض بشكل مدهش، وهذه الهالة مصدرها فكر الشاعر وقريحته التي برع من خلالهما في تدوين هذه الصور الشعرية المعبّرة عن واقع أليم يعيشه الشاعر وعالمه.
قصيدة (سقوط) فاتحة العلاقة الشعرية بين (أسامة) وحياته، فحينما يصور (الشيب) وكأنه عالم سفلي مخيف، نراه وقد أدرك الحقيقة وصور الحكمة العربية في كل معانيها بين سقوط ووقار، ومحاولات يائسة للتصابي المكشوف، ففي هذه الومضة يبرع الشاعر في رسم المسافة الفاصلة بين (السواد شباباً) و(البياض كهولة) ليكشف للقارئ وبشكل خاطف رحلة الإنسان ومآل باقي أحلامه إلى الشيخوخة التي تأتي والشخص الكادح لا يزال يمني النفس بتحقيق بعض الأهداف.
القصائد في الديوان ترجمة حقيقية لرؤية الشاعر الأليمة.. تلك التي تصور اليقظة الأولى لبركان الحياة في الإنسان لا سيما حينما تكون قادمة من مهد الطفولة سائرة نحو أرماسها في المدن اللامعة والنائية.
لم يقف الشاعر في (اجتراح الكتابة) عند الممكن ليناجيه إنما عبره نحو المستحيل الصعب ذلك الذي لا يستقر إلا في الأحلام المؤجلة على نحو قصيدة (سُهاد):
(ماذا أقول وفي دمي
جثث الأغاني طافيات..
ماذا أقول.. ولا أماني
ولا ظلال ولا ضياء
والأمس في جب التلاشي ميت،
وغدي كما أمسي يموت
بين يدي..)
(الديوان ص 29)
فهو في هذه القصيدة يعجز عن البوح بفأل، إذ لا شيء يبهج في هذا الزمن، حتى الموت لم يعد في الأشياء المحسوسة إنما أصبح موتا في المعاني والقيم التي ظلت هي الرهان الأخير.
يظهر في اضمامة هذه القصائد أن الشاعر شغل بأمر الحزن، وعني به كما ورد في جل القصائد، فلم يغفل أي شاردة أو واردة من قاموس الحزن الذي يسكنه ويصنع من تفاصيله هيئة المملكة الذي سنعيشه الآن جمعاً، فبراعته تجلت في رسم معادلة الحياة منذ اشتراك طرفين في تكون حياتنا حتى دخولنا النفق المظلم لفرط همومنا ومكابراتنا التي يعجز الشاعر عن ترتيب أوراقها المبعثرة.
تراوح قصائد الشاعر أسامة بين التوسط والقصر لأن الفكرة في كل قصيدة محددة المعالم لذا تأتي الشعرية متدفقة بحدود معينة ترسم شكلها ومسارها بشكل فاتن جميل:
(عيناك مثل غمامتين
تخالفان سجية الهطلانْ
أطباعُ الغمام، وترحلانْ)
(الديوان 45)
يقع ديوان اجتراح في (60 صفحة) من القطع المتوسط رسم لوحة الغلاف الفنان فيصل المشاري، وهو الديوان الثاني للشاعر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved