الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th June,2005 العدد : 109

الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1426

يا صاحبي
يحيى السماوي أستراليا

(إلى أخي الشاعر المبدع أحمد الصالح: صدى لقصيدته (المغرب المشرق) المنشورة في المجلة الثقافية العدد 102)
داويت جرحي والزمان طبيبُ
بالصبر أطحن صخرة وأذيبُ
لا أدعي جلداً.. ولكن للهوى
حكم يطاع بشرعه المحبوبُ
أسلمته أمري وأعلم أنني
حطب.. وأما دربه فلهيبُ
أحببته حتماً عليّ لأنهُ
كلي: صباً وطفولة ومشيبُ
جربت أن لا أستجيب فعابني
شرفي.. وهدد بالخصام نسيبُ
هو من غصوني المورقات جذورها
هل للغصون من الجذور هروبُ؟
حيناً ينيب ضُحاي عن ديجورهِ
غماً... وحيناً عن ضحاه أنوبُ
عاندته يوماً فعاند معزفي
لحني وجف على فمي التطريبُ
ورأيت أن العاشقين تعاضدوا
ضدي.. وقالت بالجفاء عَروبُ
كتب الوفاء عليَّ دون إرادتي
فاللوح قبل ولادتي مكتوبُ!
قد ثاب لو أن الجنون يثوبُ
وأجاب لو أن القتيل يجيبُ
صب ولا كالآخرين: ضلوعهُ
نخل.. وأما قلبه فشعوبُ
قد كان أقسم أن يموت على هوى
وإن استخف بعشقه المحبوبُ
ضاقت به قبل الديار هواجسٌ
وتقاذفته ملاجئٌ ودوربُ
ما أن يكحل بالشروق جفونهُ
حتى يخيط المقلتين غروبُ
يمشي به الوجع المذل ويرتعي
دمَه اشتياقٌ أن يطل حبيبُ
تلهو بزورقه الرياح وتستبي
أيامه أنى أقام خطوبُ
(ليلاه) في حضن الغزاة سبيئةٌ
أما العشير فسيفه معضوبُ(1)
أجل.. البلاد نجيبةٌ يا صاحبي
والنهر النخل الجريح نجيبُ
لكن بعض (رؤوسنا) يا صاحبي
جبلت على فسَد فليس تثوبُ
غرسوا بنا سل الشقاق.. فليلنا
متأبد.. وصباحنا معصوبُ
بتنا لفأس الطائفية محطباً
فلكل حقل (سادن) و(نقيبُ)
علل العراق كثيرة.. وأضرها
أن الجهاد (الذبح) و(التسليبُ)(2)
وطن ولكن للفجيعة.. ماؤهُ
قيحٌ.. وأما خبزه فنحيبُ
مسلولة أنهاره... ومهيضةٌ
أطياره.. ونخيله مصلوبُ
(قومي همو قتلوا أميم أخي) ولا
ذنب سوى أن القتيل قريبُ(3)
أكذوبة تحريرنا يا صاحبي
والشاهدان: الظلم والتعذيبُ
أكذوبة حرية الإنسان في
وطن يسوس به الجموع (غريبُ)
مدن تباد بزعم أن (مخرباً)
فيها.. وطبع (محرري) التخريبُ(4)
وحشية تندي لقسوة نابها
خجلاً ضباع قفاره والذيبُ
أكذوبة أن يستحيل غزالةً
ذئب.. وحقلاً للأمان حروبُ
ما لي أبثك يا نديم قريحتي
شجني وفيك من الهموم سهوبُ؟
هل نحن إلا أمة مغلوبةٌ
رأت المشورة ما يقول مريبُ؟
ما نفع توحيد اللسان لأمةٍ
إن لم توحد أذرع وقلوبُ؟
هي أمة أعداؤها منها.. متى
طار الجناح وبعضه معطوبُ؟
من أين يأتينا الأمان و(بعضنا)
لعدوّنا والطامعين ربيبُ؟(5)
ومدجج بالحقد ينخر قلبه
ضغن إذا قاد الجموع لبيبُ
حاز العيوب جميعها فكأنهُ
مأوى رأت فيه الكمالَ عيوبُ
أعمى البصيرة فيه من خيلائهِ
مسٌّ ومن صدأ الظنون رسيبُ
إن قام يخطب فهو (عنترة) الفتى
و(الحارس القومي) و(الرعبوبُ)
أما إذا شهر الحسام عدوهُ
عند النزال فإنه (شيبوبُ)!
وهو (الأديب الفيلسوف) وفكره
فلسٌ بسوق حماقة مضروبُ
هل نحن إلا أمة مغلوبةٌ
فإلامَ يشكو العاشق المغلوبُ؟
لا بد من غرق السفين إذا انبرى
لقيادها (المنبوذ) و(المجذوبُ)
يا (صالحاً) في الدنييين أرحمةٌ
هذا الهوى؟ أم لعنة وذنوبُ؟
أجفوا نعيم المارقين وإن سعى
لي منه صحن بالقطاف خضيبُ
لو كنتُ خباً لاغترفت وإنما(7)
كفي كقلبي زاهد وقشيبُ
باق على هذا الهوى ولو انه
سبب به عاش الشقاء تروبُ(8)
ثلثا دمي ماء الفرات وثلثه
طين بدمع المتعبين مذوبُ
شكراً تقي العشق باسم صبابتي
(والشكر موصول به الترحيب)(9)
(1) المعضوب: مَنْ لا ناصر له. ومن معانيه: الضعيف
(2) إشارة إلى الجرائم التي شوهت الوجه الناصع للمقاومة الوطنية المشروعة
(3) تضمين من البيت العربي الشهير
قومي همو قتلوا أميم أخي
فإذا رميت أصابني سهمي
البيت إشارة إلى جريمة احتلال الكويت من قبل صدام حسين.
(4) إشارة إلى جريمة دك المدن العراقية بساكنيها والتي تقوم بها قوات الاحتلال تحت ذريعة البحث عن بعض الإرهابيين.
(5) في البيت وما بعده إشارة إلى زعيم عربي مفرط النرجسية وضع خطة إرهابية لاغتيال قائد عربي كان قد جند نفسه لخدمة الأمتين العربية والإسلامية.
(6) كثيراً ما تكون بعض القيادات العربية، السبب الجوهري لدمار شعوبها واحتلال أوطانها، ولعل النظام العراقي السابق خير مثال.
(7) الخب: المخادع، المراوغ، الانتهازي.
(8) تروب: اللصيق بالتراب كناية عن الفقر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved