الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th June,2005 العدد : 109

الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1426

علماء الأندلس.. إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوروبية

تأليف: شوقي خليل
دمشق: دار الفكر 2004
***
يتناول هذا الكتاب مقدمة هامة عن إسبانيا وأهلها وأحوال المسلمين حالياً فيها، ثم يبحث في الإبداعات المميزة للعلماء الأندلسيين، وأثرها في النهضة الأوروبية، ويبين انتقال الحضارات بين الجوار، ودور الحضارة العربية الإسلامية في الأخذ من سابقاتها وتطويرها، ومواصلتها العطاء بكل ما هو حضاري رائع.
ويؤكد حقيقة تاريخية تنفي وجود (المعجزة اليونانية) المقتبسة أصلاً في كثير من العلوم من الحضارة العربية في شرقي المتوسط ومصر. ويثبت إعادة المسلمين التفكير والنظر في العلوم اليونانية من خلال منهجهم العلمي الذي يزعم الغربيون ابتكاره، وهو الذي أسدته الحضارة الإسلامية إلى العالم بعيداً عن علوم اليونان، والقائم على تحقيق النصوص وتوثيقها بأدلة هي ذروة سنام البحث العلمي، وعلى التجارب العلمية المتكررة للوصول إلى النتيجة العلمية السليمة قبل تقديمها للناس. ويبين أنه في الوقت الذي عاشت أوروبا فيه أعصراً وسطى مظلمة، تحققت إبداعات اندلسية مميزة، أثرت في النهضة الأوروبية بحكم الجوار، بقيمة علمية باسقة، قام بها العلماء الأندلسيون.
عباس بن فرناس، والزهراوي، وجابر بن الأفلح، وصاعد بن عبد الرحمن، وإبراهيم السهلي، وابوعبيد البكري، وابن الزرقالة، وابن باجة، والإدريسي، وابن زهر، وابن العوام، ومحمد بن رشد، وابن الرومية، وحسن الرماح، وابن الحاج، والبرزالي، وابن خلدون، والقلصاوي.
ويسجل تأثير العرب في الموسيقى وفن العمارة وتنظيم الطرقات والشوارع الإسبانية.
من الكتاب: الزهراوي (427هـ 1035م). أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، طبيب جراح، عالم بالأدوية وتركيبها، ولد في الزهراء، نشأ فيها ودرس الطب على علمائها، وبرع فيه حتى أصبح طبيب الحكم الثاني، الذي كان عصره يزدهي بألق حضاري، يشع من جامعة قرطبة ومن مكتبتها التي ازدانت بنحو 400 آلاف مجلد في مختلف العلوم والفنون والآداب.
وأبو القاسم الذي عرف بين علماء أوروبا باسم Albucasis أول من أسس علم الجراحة في العالم، والأول الذي مارسها بين الأطباء العرب، وأجرى عمليات جراحية أحجم غيره من إجرائها، وأبدع منهجاً علمياً صارماً لممارسة العمل الجراحي، يقوم على دراسة تشريح الجسم البشري ومعرفة كل دقائقه، وبين ذلك لطلابه في كتابه: (التصريف لمن عجز عن التأليف).
وهو أول رائد للطباعة، فلقد أبدع الخطوة الأولى في هذه الصناعة الحضارية، وسبق فيها يوحنا غوتنبرغ الألماني بمئات السنين، ولقد سهى الكثير ممن درسوا ما أنجزه الزهراوي من مبتكرات وإبداعات، عن هذه الرائعة الحضارية الإنسانية التي ظهرت في المقالة الثامنة والعشرين من كتاب التصريف، إذ جاء في الباب الثالث، منها ولأول مرة في تاريخ الصيدلة والطب، وصفاً دقيقاً لكيفية صنع حبوب الدواء وطريقة صنع القالب الذي تطبع فيه أو تحضر بواسطته أقراص, وهذه الأسطر تعطي الزهراوي حقاً حضارياً لكي يكون المؤسس والرائد الأول لصناعة الطباعة, وصناعة أقراص الدواء، حيث اسم الدواء على كل قرص منها، هاتان الصناعتان اللتان لا غنى عنهما في كل المؤسسات الدوائية العالمية، ومع ذلك فقد اغتصب هذا الحق وغفل عنه كثيرون.
وأبدع الزهراوي بعض العمليات الجراحية، وكان أول من ابتكرها ومارسها عملياً مثل: في مجال الجراحة النسائية: فقد كان الأول في معالجة الجنين وإخراجه في حالة سقوط يده أو ركبته أو تقدم أرجله على الرأس. معالجة ووصف ولادة الحوض التي تنسب الآن الى الدكتور فالشر Walchr كما يقول زيغريد هونكه وكان الزهراوي قد سبق إلى معالجتها بنحو 900 سنة, وفي الجراحة العظمية, كان متقدماً على غيره في معالجة التهاب المفاصل، ومعالجة انتشار السل في فقرات أو خرزات الظهر، أو ما يسمى اليوم بالداء البوتي كما تقول هونكه نسبة إلى الطبيب برسيفال بوتي Porre، الذي سبقه الزهراوي إلى اكتشافه ومعالجته بنحو 700 سنة، ووصف الأعراض الناتجة عن إصابات العمود الفقري، وترك فتحة في رباط الجبس في الكسور المفتوحة، وكان الأول في استخدام ذلك بين الأطباء، ووضع جهاز للشد المتواصل الآلي المستخدم في عملية إرجاع العظم المخلوع، وابتكر أدوات الجبر، ومعالجة الكسور وبتر الأعضاء أو نشرها. وفي القثطرة: يعد الزهراوي أول من وصف عمليتها، وصاحب فكرتها الأولى وابتكار أدواتها، وأجرى غسيل المثانة البولية، وأدخل بعض السوائل إليها بواسطة أدوات ابتكرها ورسم صوراً لها.
وفي الجراحة العامة: يعد أول من أجرى عملية شق القصبة الهوائية، وهو أول من نجح في إيقاف نزيف الدم في أثناء العمليات الجراحية وسبق غيره من الأطباء في الوقت الحاضر بما يزيد على 500 سنة، وكان هذا العمل فتحاً عظيماً في عالم الجراحة ادعاه لنفسه الجراح (امبروازباري) عام 1552م والزهراوي أول من صنع خيطانا لخياطة الجراح، وأول من مارس التخييط الداخلي، وأول من طبق في كل العمليات التي كان يجريها في النصف السفلي للمريض، رفع حوضه ورجليه قبل كل شيء، مما جعله سباقاً على الجراح الألماني (فريدريك تردلينوبورغ Tredelenburg بنحو 800 سنة، الذي نسب الفضل إليه في هذا الوضع من الجراحة، مما يعد اغتصاباً لحق حضاري من حقوق الزهراوي المبتكر الأول لها، وهو أول من فهم ووصف مبدأ انتشار الأورام السرطانية وشروط معالجتها. يقع الكتاب في (96) صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved