الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th June,2005 العدد : 109

الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1426

مسارات سياسية

تأليف: حسين كنعان
القاهرة: دار الخيال، 2005
***
إنّ عقلية الصراع بقيت ملازمة للإنسان منذ بدأ هذا الإنسان يتعاطى ويتفاعل مع الإنسان الآخر. وتاريخ الصراع بدأ منذ وعى الإنسان تاريخه. وصفحات التاريخ مليئة بهذه الحقائق، وما دام الإنسان في حالة صراع مستمر، فعليه أن يدرس ويخطط استراتيجية ليواجه بها حالة الصراع إذا حدثت. ليس من الضروري أن تكون حالة الصراع عسكرية، فالصراع له جوانب عديدة يمكن أن تسبق حالة المواجهة العسكرية ويمكن ألا تتحول إلى مواجهة عسكرية، فإما أن تتجمد، أو أن تبقى صراعاً سياسياً، اقتصادياً أو اجتماعياً محدوداً. وقد فسّر البعض الصراع بأنه حالة مرضية، وبالتالي يجب التوصل إلى استئصال المرض وإلغاء مسبباته، بينما البعض الآخر ينظر إلى الصراع كحالة قائمة ومستمرة ولا مناص منها؛ لذلك يجب التركيز على دراسة السلوك والتصرفات المتعلقة بحالات الصراع عند هؤلاء المشاركين بها ودراسة الاستراتيجية التي يرسمونها ويخططون لها.
إنَّ دراسة استراتيجية الصراع ممكن أن تأخذ رحاها في عالم الفكر على الأسس التالية: أولاً: ممكن أن نكون نحن ذوي علاقة بالصراع، وحتى إذا لم نكن من المشاركين في الصراع، ولكن بدون شك نكون من المتأثرين بمجريات الأمور. ثانياً: مهما يكن من أمر، فإننا ما دمنا نعيش على وجه الكرة الأرضية ونعيش في نظام دولي لهيكليته ونظامه، فإننا والحالة هذه نعيش حالة صراع دائم لم يتوقف منذ فجر التاريخ. ثالثاً: ما دامت إمكانية علاقتنا بالصراع واردة، فعلينا إذن أن نفكر كيف نربح دون أن نرمي أنفسنا في معارك خاسرة. بهذه المقدمة يتناول موقع النيل والفرات الإلكتروني هذا الكتاب بالعرض والتحليل:
(من هذا المنطلق تأتي تلك المسارات السياسية التي يهدف منظرها الدكتور حسين كنعان إلى التعريف بحالة الأشياء التي تلتصق بحالة الصراع والتعرض بالأدوار التي يسلكها المشاركون في حلبة الصراع مهما كان لون هذا الصراع وشكله، وأيضاً فَهْم الأدوار التي يقوم بها المشاركون. وهذا يساعد على تكوين رؤية واضحة عن السلوك الحقيقي عند الآخرين وعن الطريقة التي يصنعون بها قراراتهم والمؤسسات التي تعمل على اتخاذ القرار، فإذن الكل ضالعون ومشاركون في الصراع.
هذا، وإن دراسة اتخاذ القرار والاستراتيجية في حالة الصراع ليست دراسة عن ساحة المعركة، وعدد القتلى والجرحى والأسرى، إنما عن القوى الممكنة للدخول في الصراع عند نشوبه أو الاستعداد له.. إنها ليست فقط عن الأعداد الذين لا يحبون بعضهم، إنما أيضاً عن الشركاء الذين لا يثقون ببعضهم ولا يوافقون على آراء بعضهم البعض. فإن تعرض الدكتور كنعان في هذا البحث إلى الطريقة التي يعزز بها القرار السياسي في الولايات المتحدة ومصالح أمريكا الفوقية، فإنه في الشرق الأوسط مع أخذ القدرة العسكرية كوسيلة تحقيق للسياسة الفوقية يمارس ذلك؛ لأن الولايات المتحدة هي إحدى الدولتين العظيمتين التي تؤثر على طبيعة الصراع الإقليمي والدولي، مع العلم بأن العالم الذي نعيش فيه الآن هو من تركيبة ما أفرزته الحرب الثانية، وعلينا أن نتعاطى معه كواقع دولي، كما أنه ليس من الضروري أن يقاس هذا الواقع بموازين القانون الدولي والحق المطلق بقدر ما يجب أن يقاس بالواقعية في منهجية وموضوعية؛ لأنه لو كان هنالك حق تعترف به كل الدول الكبرى والصغرى لما كان هنالك صراع مصالح، ولا كانت هناك امتيازات دولة على أخرى...).
يقع الكتاب في (280) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved