في كتابه (أزمة الإسلام.. الجهاد المقدس والإرهاب السييء)
برنارد لويس يقرأ أحداث 11 سبتمبر وعلاقة الإسلام بالغرب منذ الحروب الصليبية إلى اليوم
* الثقافية عبدالله السمطي:
|
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 سعى الأمريكيون إلى تفسير ما حدث، تفسيرا موضوعيا، بعد ان أخذ الحدث بعده الإعلامي الصاخب، وكان السؤال الجوهري يتمثل في: ما السبب الذي دفع بهؤلاء المتشددين الإسلاميين إلى القيام بهذا الحدث؟ ولماذا يشعرون بمثل هذه العداوة النفسية نحو العالم الغربي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية؟ هذا السؤال كان أساسياً في الكثير من التحليلات والمقالات والدراسات والكتب التي صدرت في العالم الغربي بعد أحداث 11سبتمبر، ومن بين هذه الكتب ما كتبه صاحب نظرية (صدام الحضارات) صامويل هانتجتون، حيث أصدر عدة كتب من بينها كتابه (ما حصل من خطأ) الذي يقرأ فيه الحدث تبعاً لطبيعة العلاقة بين الإسلام والغرب، ويبين فيه استياء الجاليات الاسلامية في أمريكا من حال أوطانها الإسلامية الأصلية، وما تعانيه من تمزق، وبُعد عن ركب الحضارة الراهنة، بيد أنه يعود تاريخيا إلى الاحتلال الأوروبي للبلاد العربية والإسلامية، والأثر السلبي له، كما يبرز الهيمنة الأمريكية على تحولات المنطقة العربية السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين.
وفي كتابه الأخير (أزمة الإسلام.. الجهاد المقدس والإرهاب السييء) الصادر في مارس 2003 يستكشف برنارد لويس مصادر الخصومة الإسلامية للغرب، ويبين كيف يشوه المتطرفون الدين الإسلامي الذي هو دين عبادة وسلام، ويرصد من جانب آخر الاختلاف الجذري بين الحياة الأمريكية التي تعتمد على المنجز المادي والحرية، ومنها الحرية الجنسية، والقيم الإسلامية التي ترفض طبيعة هذه الحياة، لذا فإن النوادي الليلية، والأماكن التي يمس فيها الرجال النساء علناً، تتعارض دائما مع القيم الإسلامية، بل وتصبح عرضة للتفجيرات في بعض الأماكن. ويرى لويس ان الديمقراطية الغربية هي التي تهدد المتطرفين، وهم يسعون إلى الخلاص منها وعدم انتقالها لبلدانهم.. إنه تاريخ قلق بين الإسلام والغرب منذ الحروب الصليبية وإلى اليوم.
ويسعى برنارد لويس في كتابه إلى تقديم صورة تاريخية للصراع بين الإسلام والغرب خلال السنوات الـ 1400 الأخيرة للعلاقات الإسلامية الغربية، ويصرّح لويس بأنّ المسلمين عندهم ذكريات طويلة من المجابهات مع الغرب.
ويلاحظ لويس أن في الدين الإسلامي، العالم منقسم إلى دارين: دار الإسلام الذي فيه الحكومات الإسلامية تحكم والشريعة الإسلامية تسود، ودار الحرب وهي بقيّة العالم المحكوم من قِبَل (الكفار).. ثم يتناول مفهوم (الجهاد) في الإسلام ويرى أن الإسلام قدم فرقاً بين (الاستشهاد) و(الانتحار)، ويؤكد طبقاً لفهمه لهذا الفارق أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي من قبيل الانتحار، وهي هجمات غير مبررة تبعا للشريعة الإسلامية أو القانون الإسلامي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
