حبيبنا.. الشعر في وجداننا قدرُ |
وديمة للهوى.. هتانها الفِكَرُ |
في شعرك الشوق يدعوني فأتبعه |
وتستبدُّ بسمعي.. تلكمُ الغرر |
عفواً أبا وائل ألقيت من تعبي |
إلى الحروف.. فكاد الحرف يستعر |
بأبها لغة.. تحلو قصائدنا |
وأي قافية يَسرى بها الخَدَرُ |
وأي حب لك الأضلاع تخزنه |
تذوب في وجه الأشعار والفكر |
إليك ألقى تباريحي.. وموجدتي |
وذكريات كأحلى ما روى خبر |
أيام ألقت علينا الأرض بهجتها |
إلى أحاديث فيها يقصر السهر |
بين (المصفر) و(الصفرا) ملاعبنا |
كشتات ما شابها هم ولا أشر |
(عنيزة) انها الأرض التي زويت |
فيها المحاسن فهي الروض والوطر |
وفي ثراها الصِّبا عذب تفيؤه |
يا شاعري إنها الموال.. والوتر |
جادت بأحباب لا نختار غيرهم |
لنا بحبهمو ظل.. ومُدَّخَرُ |
آباؤنا.. في القلوب البيض قد سكنوا |
وإخوة.. حبهم كالغيث ينهمر |
لله أيام.. ما زلنا نعانقها |
ذكرى يطيب بها في ليلنا السمر |
تفيأ القلب فيها.. من صبابته |
عهداً.. به للصِّبا وردٌ به صَدَرُ |
أيام كاد الهوى في القلب يفضحني |
ما كان ينفع في طبع الهوى الحذر |
كان الزمان ربيعاً في دفاترنا |
والآن.. لا شفة تغري ولا حور |
ألقت علينا الدواهي.. من حبائلها |
واستحكما في دمانا الجبن والخور |
(القدس) في قبضة الجلاد دامية |
ونحن في حضرة الجلاد نعتذر |
كم في (فلسطين) فاض الدمع من كمد |
وكم بها يستباح العرض والعمر |
تعيش بين دموع الثاكلات وفي |
ربوعها تُسلب الأرواح تحتضر |
قامت تسوم بها الأحرار شرذمة |
(شارون) ملء ثياب الحقد يأتزر |
عفواً أبا وائل أحزان أمتنا |
قد أثقلت كاهلاً أزرى به الكِبَرُ |
لي في الحديث إليك اليوم تسلية |
لعل ليل الرزايا اليوم يندحر. |
لعل نسلوا بدنيانا.. مواجعنا.. |
والنفس يشرق في آمالها القدر |
حبيبنا.. لم يعد في القلب متسع |
العمر صوح.. والافراح تنحسر |
لم يبق إلا لنا الايمان راسخة |
جذوره وبعون الله ننتصر |
فإن لله أياماً.. بشائرها |
سيغطشُ الليل في آفاقها السحر |
حبيبنا.. ألقت المأساة في كبدي |
ما ضاق عن همها يا شاعري بشر |
فجئت أرسل أحزاني على مضض |
بين الحروف فهزتني بها العبر |
أقمت في زحمة الأحداث مغترباً |
فما أقال عثارى عندها السفر |
والآن.. أُلقى إليك العين مبصرة |
لكننا في زمان.. خانه البصر |
فانثني وحنين الشعر.. يطلبني |
وأشعل القلب بالذكرى وانتظر |
لعل طارقة.. بالخير.. توقظنا |
على حكاية حب.. ما بها كدر |
لعلنا نبدأ التاريخ ثانية |
يقودنا (طارق) للنصر أو (عمر) |
يستأصل الردة (الصديق) معتصماً |
بالله في الحق.. لا يبقى ولا يذر |
حبيبنا.. ضجَّ بي.. ما لست تجهله |
من حالنا.. وبمن ضلوا.. ومن غدروا |
عذراً إليك.. إذا كدرت صفوكم |
لي فيك قلب إلى الأحباب يبتدر |
لي فيك قلب.. وعين جِدُّ مبصرة |
ما خان صائب رأي عندك النظر |
حبيبنا.. أنت عندي ملء ذاكرتي |
والعمر تشرق في الذكرى له صور |
إليك مني.. ومن أم البنين ومن |
أحبابنا.. هاتف بالحب يأتمر |