الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th September,2004 العدد : 75

الأثنين 21 ,رجب 1425

قضية أدبي الشرقية تتجاوز الغليان إلى التبخر.. ولكن من سيبقى؟
التويجري والنمر والبقمي والخليفة في تعقيب على ردود العبيد والفزيع
* الثقافية:

تابعتم ما نشرته (الثقافية) حول ملف أدبي المنطقة الشرقية وما أثاره من ردود واسعة على مستوى الوسط الثقافي والأدبي.
وها نحن نواصل ما بدأناه ملتزمين بمبدئنا وقيمنا الإعلامية والأدبية التي تحتم علينا منح الرأي والرأي الآخر حقه الكامل في الطرح والتعبير.
العُبيد.. ماذا بعد فينيقية الخليج؟!
قرأت رد رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي على مشاركتي في محور الجزيرة عن النادي، وإن كنت غير مستغرب من مجمل رده، لأنني أعرفه، فقد استغربت من تلفظ رئيس النادي بكلمات لا تصدر عن مسؤول يدرك قيمة الكلمة، ويدرك مسؤولية المنصب الذي وضعته الدولة فيه، وقد كانت مشاركتي بناء على معرفة مني أنني واضع يدي على قرحة امتلأت قيحاً ودماً فاسداً، وكل من يجرؤ على فتحها فإن عليه أن يتحمل ما سيتناثر منها عليه، ورئيس النادي ينقل الحوار من دائرته المضيئة إلى قبو معتم كقبو ناديه الذي اعتاد على فتل عضلاته فيه كيفما شاء, ولأنه يعلم أنني وضعت يدي على الجرح وضغطت على موضع الألم، فقد هاج وماج وراح يمخرق على عادته، التماساً منه أن يصدقه من لا يعرفني ولا يعرفه، ورغبة منه في تحويل نظر القارئ عن الحقيقة التي نبشتها وسلطت الضوء عليها، كما نبشها المشاركون الآخرون، وإن كان في رده شيء جميل فهي ثورته غير المبررة، خاصة أنني لم أسمه في حديثي، لكن (كاد المريب أن يقول خذوني).
ولكي تتعرف عزيزي القارئ على رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي أكثر تعال معي نستعرض كلامه ونقرؤه بعيداً عن مخرقته وبدعه التي يتقن زخرفتها في عين من لا يعرفه، وسترى من هو العبيَّد من خلاله كلامه، لن أزيد على ذلك إن شاء الله، وحبذا أن تأتي بالعبيد معك ليستفيد وليتجرع الحسرة والعبرة من كأس واحدة. (هذا أوان الشد) (وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى).
1 يقول العبيد: (هل من حق التويجري أن يتحدث عن مؤسسة لا ينتسب إليها وليس من أعضائها).
عزيزي القارئ! هذا الكلام معناه
أن النادي الأدبي شأن خاص، كما يفهم العبيد، ونتيجة لهذا الفهم، فالعبيد لا يتصور أن يكون النادي حقاً للجميع، ونتيجة لهذه التخيلات وما أكثرها عند العبيد فهو لم يكتف بجعل النادي وقفاً على من يريد، بل تعدى ذلك إلى أن يجعل النادي حقاً خاصاً لا يحق للآخرين أن ينتقدوه، فهو مثل بيته، ومؤسسته الخاصة، وبناء على هذا الفكر العجيب، يجب على الصحف أن تعين أشخاصاً من كل جهة، يقومون بتوجيه النقد لها، ولا يحق لشخص أن ينتقد جهة لا ينتسب إليها، أما أن يكون هناك كتاب وصحفيون يضعون أيديهم على مكامن الخلل في جهة ما، فهذا لو كان الأمر بيد العبيد لأقفل بابه وازدرد مفتاحه، وعلى الجامعات أيضاً في كافة أنحاء العالم أن تغلق أبواب دراستها العليا، وعلى مراكز البحوث أن تفعل ذلك أيضاً، وتسلم المفاتيح للعبيد، لأنه ليس من حق أي باحث حسب قوانين العبيد أن يكتب في شيء لا ينتسب إليه، وهكذا، وكل من يتكلم بغير شروط رئيس النادي فهو شاهد زور! والسؤال: لماذا يعتقد رئيس النادي أن مناقشة شأن النادي الأدبي كمناقشة شأن سرقة في جنح الظلام؟ ما السبب؟ ولماذا هذا الشعور؟ هذا إن كان العبيد يريد بالانتساب الانتساب الرسمي، وأما إن كان يريد أنني لا علاقة لي بالشأن الأدبي، فهذه طرفة أدبية تسجل في كتب الأدب للتسلية، إذ كيف يكون من يحمل ثلاث شهادات في اللغة العربية (بكالوريوس وماجستير ودكتوراه) لا علاقة له بالأدب! ليبين لنا رئيس النادي من يكون؟
بأي شيء أباح لنفسه أن يقول: فلان له علاقة بالأدب وفلان ليست له علاقة بالأدب؟ ولو افترضنا أنني ليست لي علاقة بالأدب مطلقاً فهل هذا سبب يمنعني من الكلام في نادٍ أدبي؟ ما علاقة كلامي في كوني منتسباً للنادي أو غير منتسب؟ لماذا يدع العبيد الموضوع الأصلي وينتقل إلى هذه المهاترة؟ مع أنني لم أذكر اسمه في كلامي أصلاً! وإنما قرأت واقعاً لا يستطيع أن ينكره
ولو حبّر ألف صحيفة وملأها بألف أكذوبة، ولو جاءت شيطان الإنس والجن معه ظهيراً.
2 ويتابع العبيد قائلاً: (ولم يدخلها مرة واحدة عبر تاريخها الممتد طيلة خمسة عشر عاماً) وكرر هذا الكلام في رقم (7) فقال: (يسخر التويجري من واقع مؤسسة لا يعرفها ولم يدخلها مرة واحدة).
لاحظ عزيزي القارئ أن العبيد هنا ينفي أن أكون قد دخلت النادي الأدبي مرة واحدة، لاحظ هذا النفي، وكأنه قد أحاط علماً بالغيب، أسألك عزيزي القارئ: لو كنت مسؤولاً في أي مكان عام هل تستطيع أن تجزم بأن فلاناً من الناس لم يدخل هذا المكان مرة واحدة؟ ألا تلاحظ معي عزيزي القارئ كيف يتجاوز العبيد حد المعقول؟
يدعي عدم دخولي النادي فبيننا المباهلة إن شاء.
فهل تقبل هذه المباهلة؟ إن كنت تقبل فقل: آمين، عبر صفحة المجلة الثقافية. على أن دخولي وعدم دخولي لا دخل له في الموضوع أصلاً، لكن العبيد يريد أن يلبس على القراء بهذا الكلام، على عادته في ردوده.
3 ويقول العبيد: (إنني أعرف أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وما دام الأمر كذلك فإن التويجري يعتبر في هذه القضية شاهد زور). شاهد زور! أما وجدت وصفاً آخر، أم أنك لم تجد ما ترد به، فرحت تمخرق على القراء.
أجبني: كيف تُبيح لنفسك أن تتهم إنساناً تكلم في شأن عام بأنه شاهد زور، وفي نفس الوقت تُبيح لنفسك أن تدعي أنه لم يدخل النادي الأدبي مرة واحدة طيلة خمسة عشر عاماً؟ من شاهد الزور أهو الذي يتكلم في شأن عام بعيداً عن ذكر فلان وفلان أم الذي يدعي أن فلاناً من الناس لم يدخل مؤسسة عامة مرة واحدة طيلة خمسة عشر عاماً؟ وليس بعيداً عن شهادتك هذه قولك: (وإذا كان التويجري يغتر بدرجته العلمية التي أقحمته في جامعة الملك فهد إقحاماً) إلى آخر تجنيك فيه على تحقيق وإحياء كتب التراث، فأنت
بناء على قاعدتك لا شأن لك بهذا الأمر، فكيف تشهد فيه؟ ولم أتعرض لاسمك، أما أنت فرحت تصفر وتصفق وتزعق بما لا يضر ولا ينفع؟ ثم ماذا يفيدك أن تدعي أن فلاناً شاهد زور، وهو يشهد ومعه أمة تشهد بما يشهد؟ دعك من الشاهد وانظر في الشهادة إن كنت تبحث عن الحق، وأما أنت عزيزي القارئ فتابع معي لتعرف العبيد أكثر أي شاهد هو وأي رئيس ناد.
4 ويقول العبيد: (إنه بتدارس اسم الدكتور التويجري تبين أنه لم تعرف له مشاركة في أي منتدى ولا أي نشاط ثقافي سواء على مستوى المملكة أو المنطقة ولذلك لم يرد اسمه في أية موسوعة أدبية بخلاف غيره من أدباء المنطقة).
وحقاً هذه الدنيا مليئة بالعجائب، قل لي أيها العبيد: تدارست مع من حتى توصلت إلى هذا التبين؟ من هم هؤلاء الأفذاذ الذين تدارست معهم؟ لأنك وإياهم بحاجة إلى معرفة أصول الدراسة! أجبني أيها الفذ كيف تيسر لكم أنت ومن تدارست معهم أن تعرفوا أنني لم أشارك في أي نشاط ثقافي؟ كم من الوقت قضيتم في تدارسكم هذا؟ بل كيف أجزت لنفسك أن تطلق مثل هذا الحكم وتتعدى به المنطقة إلى المملكة؟ من شاهد الزور؟ أهو الذي يشهد على واقع ناد أدبي أم الذي يدعي أن فلاناً من الناس بتدارس ليس له نشاط أدبي لا في المملكة ولا في المنطقة؟ وقبلها شهدت إنني لم أدخل النادي مرة واحدة! ثم ما هذه النتيجة الباردة التي لا تمت للعلم بصلة، والتي تقرر فيها أن كل من له نشاط أدبي قل أو كثر يجب أن يكون اسمه مسجلاً في موسوعة أدبية، وكل من لا يسجل لا شأن له بالأدب؟ أليس من حق المختص في البلاغة أو النحو أو النقد إذا لم يكن قاصاً أن ينقد القصة؟ ما هذا الكلام العاري عن العملية! يا رئيس النادي لقد رسبت في الامتحان أنت ومن معك، وما قولك إلا نتائج فاسدة بنيت على قواعد فاسدة أسستها لتبعد نظر القراء عن الحقيقة، لأنك لا تدري كيف تهدم ما قلته في
ناديك، فرحت تخبط خبط عشواء، وتؤسس بناء على ماء، وتمخرق وتضلل، وتسحر عيون الناس، مع أنك تعلم أنه يكفيني مساهمة ثقافية أنني أدرس المواد العربية في جامعتي.
وأما مناشطي الثقافية الأخرى، فهي ليست من شأنك، قلت أو كثرت، فلا تحد عن الموضوع الأصلي، أنصحك بهذا مع يقيني أن الحيدة متغلغلة فيك.
5 ويقول العبيد: (وإذا كان التويجري يغتر بدرجته العلمية التي أقحمته في جامعة الملك إقحاماً فإن ذلك لم يظهر على جهوده العلمية التي بدت متواضعة ببحثه في الماجستير والدكتوراه الذي لم يتعد تحقيق كتاب قديم، وذلك أبعد ما يكون عن الإبداع والابتكار، في حين أن أغلب الجامعات في العالم العربي لا تمنح درجة علمية لمن يقدم بحث تحقيق...) ولي على هذا الكلام ملاحظتان رئيستان وفيما سبق وما سيأتي رد على بعض ما جاء فيه أيضاً:
الأولى: أن قول العبيد: (فإن ذلك لم يظهر على جهوده العملية...) متناقض مع كلامه المذكور قبله، فعلى أي شيء تعود الإشارة في قوله: (ذلك)، أهو على الاغترار أم على الإقحام؟ وفي كلتا الحالين كيف يبني العبيد عليهما عدم ظهور جهودي العلمية؟ كيف يمكن أن يظهر الغرور أو الإقحام جهوداً علمية؟ إن هذا الكلام لغو لفظاً وتركيباً ومعنى لا قيمة له كبقية كلام العبيد:
الثانية: أن قول العبيد: (كتاب قديم) فيه تعال على كتب التراث الإسلامي وسخرية ما كنت أظن العبيد يجرؤ على التفوه بها، ولكن (جعل اللسان على الفؤاد دليلاً)! والآن ما هو الجديد الذي فيه إبداع وابتكار عند العبيد؟ عد عزيزي القارئ إلى آخر كتابه (الأدب في الخليج العربي) تجد فيه إشارة إلى كتب للمؤلف تحت الطبع من بينها كتاب بعنوان (تحقيق فينيقية الخليج)، وحقق الأمر في اللغة
معناه: أثبته وصدقه، فالعبيد من خلال هذا الكتاب يريد إثبات فينيقية الخليج، لاحظ عزيزي أي عناء يتجشم، وأي تحقيق يتبنى، وهو بهذا يذكرني بالقوميين الذين كتبوا عن فينيقية سوريا وآشورية العراق وفرعونية مصر، رغبة في إحياء تاريخ وثقافة قد طمسها الإسلام، أهذا هو الجديد الذي يدعو إليه العبيد؟ لماذا يسخر العبيد من تحقيق كتاب يحمل بين طياته لغة القرآن وآياته، ويتبنى تحقيق فينيقية الخليج؟ وربما كان الجديد عند العبيد أن تبدأ الكتب من دون البسملة كما فعل هو في كتابه الأبتر (الأدب في الخليج العربي)، والذي يقول فيه أيضاً ص (6) موجهاً كلامه إلى القارئ يطلب منه أن يدعو معه للخليج ب(السير مع القافلة العربية المتحررة) فأي سير يدعو إليه العبيد؟ وأي تحرر؟ أهذا هو الإبداع والابتكار؟ أهذه هي الجدة؟ عد واقرأ عزيزي القارئ، وعد يا رئيس النادي واقرأ، وإذا أردت المزيد من البيان فلا مانع عندي، ونصيحتي لك أن تتراجع عما قلته وتعتذر.
6 ويقول العبيد: (يقول التويجري: من المضحك أن من أهداف النادي نشر الأدب والثقافة بين أعضائه) في حين أن هذا النص الذي أضحك التويجري وضعته الرئاسة العامة لرعاية الشباب ضمن اللائحة، فهل يعقل أن يصدر مثل هذا التعبير من أستاذ جامعة يحترم نفسه). بل هل يعقل يا رئيس نادي المنطقة الشرقية (الأدبي) أن يصل بك الأمر إلى أن تتخلى عن الأمانة العلمية في نقل النصوص وصولاً إلى خداع القراء الذين يحسنون الظن بك؟ ألهذا الحد وصل بك الادعاء؟
ألم تكتف بشهاداتك المضحكة، وبمخرقتك المسلية، وبتبجحك وزعمك، فرحت تتقول عليّ ما لم أقله موهماً القراء أنه كلامي؟ أهكذا يكون رئيس ناد أدبي؟ أتظن أن الحال على صفحة المجلة الثقافية كالحال في قبو ناديك المعتم؟ عزيزي القارئ إليك النص كاملاً وأنت الحكم, وهو: (ومن ادعاءاتها المضحكة في كتيبها (ألبوم الصور) أن من أهداف النادي: نشر الأدب والثقافة بين أعضائه! هل تعلم أخي القارئ منذ متى لم توزع عضوية النادي؟ لم توزع منذ زمن طويل! وهي أصلاً لم توزع إلا مرة واحدة بعد إنشاء النادي، وبصورة انتقائية! بل إن من صاروا أعضاء للنادي ظل بعضهم كمن لا عضوية له، وبعضهم لم يعط بطاقة العضوية أصلاً، وبلغني أن بعضهم سحبت البطاقة منه!! فهل تحقق هذا
الهدف يا إدارة النادي؟!). فسبب الضحك كما ترى ليس من الهدف نفسه، كما يريد أن يصوره العبيد غير الأمين في نقله، وإنما من تبجح إدارة النادي بهدف هي على الواقع لا تحققه، ولأن العبيد يعرف ذلك راح يعبث بالنص ليخدع القارئ، بل والرئاسة العامة لرعاية الشباب ليوهمها أنني أضحك على نص وضعته، لاحظ عزيزي القارئ كيف يزج العبيد بالرئاسة, وكأن المشكلة في نصها، لا في تطبيقه هو، وسيأتي بعد قليل كيف أن العبيد يلح على تحويل الموضوع إلى قضية أمة بصورة نفعية، مع أنه يسخر من تحقيق تراثها كما سبق بيانه.
7 ويقول العبيد: (أشار إلى كتيب إعلامي طبع خصيصاً لرجال المال والأعمال لشحذ همهم عن طريق الخبر والصورة للإسهام في المبنى الجديد للنادي). سبحان الله! أنت وضعت عنواناً للكتيب هو: (نادي المنطقة الشرقية الأدبي خمسة عشر عاماً من العطاء 14101425هـ)، ومن حقنا أن نحاسبك على ما جاء في مضمونه، وأما أن تقول: لشحذ همم التجار وما أشبه ذلك، مما تبدع فيه من المخرقة العبيدية، فلا طائل تحته ولا يغتر به أحد، واعلم أن همم التجار تشحذ لو كان هناك عمل حقيقي ملموس في الواقع، أما الكتيبات التي تلمعك وتلمع ناديك المزعوم من خلال صورته الباعثة على الدهشة والاستنكار، فلا تشحذ الهمم، بل تحبطها.
8 ويقول العبيد: (فهو يسخر من واقع يكرس النص الحضاري للأمة لغة وتراثاً وشعراً (...) ولذلك لا بد من تسمية الأشياء بأسمائها لأن النادي أمانة ومسؤولية وقيادة فكر وأعظم الخداع هو خداع الأمة بفكرها وثوابتها).
لاحظ أخي القارئ هذه العبارة, فأنا من خلالها أسخر، وأخدع الأمة, والعبيد وناديه يكرسان النص الحضاري للأمة لغة وتراثاً وشعراً، لاحظ هذا التضخيم له ولناديه وكأنه يتكلم عن مجمع لأدباء الأمة، بل كأنه يتكلم عن تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، الذي تعلق بهذا النادي! (قَدْكَ اتَّئبْ أربيتَ في الغُلَواءِ) يا رئيس النادي! خفف الوطء، فقد ملأت الدنيا ضجيجاً! ما شأنك أنت بالتراث وأنت تسخر من تحقيقه؟ وما دخل اللغة وأنت لا تعتبر المتخصصين فيها ممن لهم شأن بالنادي والأدب، أنا أنصحك أن تعيد النظر في طريقة تعاطيك مع الأمور: إدارة وكتابة. وراجع عبارتك: خداع الأمة
بفكرها وثوابتها؛ لأن معنى هذا الكلام أن آلة الخداع هي الفكر والثوابت، وهذا غير ما تريد إلصاقه بي يا رئيس نادي المنطقة الشرقية (الأدبي)! فرحمة الله على اللغة بين يديك. ثم أعد النظر مرة أخرى ستجد أن هذا الكلام بناء على تعبيرك ألصق بك وأليق، وقد علم القارئ الكريم من هو الذي يتاجر بفكر الأمة وثوابتها.
9 ويقول العبيد: (يقول التويجري: (تدعي إدارة النادي أن من أهداف النادي نشر الوعي بين أفراد المجتمع، ولا أدري عن أي وعي يتكلم؟ لم ألمس شيئاً يستحق الذكر)، ثم علّق فقال: (وهذه طامة كبرى ألا يدرك أستاذ جامعي ماذا يعني نشر الوعي في أفراد المجتمع). بل الطامة الكبرى أيها العبيد ألا يفهم رئيس ناد أدبي لغة العرب، وقد تعبت وأنا أعلمك, وأكثرت على القارئ، ولولا أنها مسؤولية لتركتك، فخذ هذه الفائدة أيضاً، نعم لا أدري عن أي وعي تتكلم، لأنني لم ألمس وعياً ينشره النادي، أما الوعي نفسه فهذا لم أتعرض له، لكن عدم وعيك لِما يقال أفهمك هذا الفهم السقيم، فرحمة الله على اللغة وعلى النادي بين يديك. هذا إذا أحسنا الظن بالعبيد عزيزي القارئ، أما إذا لم نحسن الظن به, فالعبيد قد فهم النص لكنه أراد أن يخدعك على عادته، ولأجل ذلك راح يعبث بالنص وحذف منه ما يمكن أن يفتح عينيك.
وذلك من قولي (ولا أدري) إلى (يستحق الذكر)، وهو دون عبث العبيد: (ولا أدري عن أي وعي تتكلم ولا أي مجتمع شخصياً لم ألمس شيئاً يستحق الذكر). فقولي: (ولا أي مجتمع) يجعلك عزيزي القارئ تتساءل: وكيف لا يدرك المجتمع؟ ويدل على أنه قصد هذا العبث أنه غيرَ الفعل قبل النص المحذوف فجعله (يتكلم) بدلاً من (تتكلم) ليعيد الضمير على مجهول، فيظهر من كلامي أنني أجهل الوعي بشكل عام، والعبيد له في مثل هذا العبث سابقة. هل تلاحظ عزيزي القارئ مع من يتعامل أدباء المنطقة الشرقية؟
10 ويقول العبيد: (والأقبح من هذا أن يتجاهل محاضرات شخصيات بارزة...) بل الأقبح أيها العبيد أن تزج بهذا الموضوع، علماً أن مثل هذه الدعوات في عمر النادي قليلة، كما أن النادي لا يقوم بالمطلوب من أجل جعل محاضراتهم مفيدة مؤثرة في المجتمع.
11 ويقول العبيد: (بالنسبة
للإصدارات يقول إن بعضها لا يستحق أن يقرأ ونقول له اقرأ ما يستحق ودع ما لا يستحق.
ولعل الذي يراه التويجري لا يستحق القراءة هو إنتاج شباب علينا أن ننمي مواهبهم ونشجعهم على النشر ونأخذ بأيديهم إلى سلم الثقافة.
ولكن دعني أسألك.. لماذا تجاهلت الكتب التي طبعها النادي لأساتذة أفاضل في جامعات المنطقة؟ ولِمَ تجاهلت الرسائل العلمية لعدد من الباحثين والباحثات؟ ولماذا تجاهلت مؤلفات للأدباء والشعراء والقصاصين من أبناء المنطقة الذين يستحقون الإشادة؟).
وهذا أيها العبيد من الفهم السقيم أو هي رغبة منك في خداع القارئ، فأنا أقول بعضها لا يستحق أن يقرأ، وهذا معناه أن بعضها يستحق أن يقرأ، وأما فلان وفلان، فأنا لم أذكر أشخاصاً بأعيانهم، ولا يهمني التشهير بأحد، إلا من أبى، ومن المعلوم أنني لو ذكرت أسماء من يستحقون أن تقرأ مطبوعاتهم، فهذا تعريض واضح بالآخرين، لكن العبيد لا يفهم هذا ويريد مني أن أقول فلان يستحق وفلان لا يستحق، لأن هذا هو أسلوبه، والأهم من هذا هو لماذا تتاجر أيها العبيد بالشباب المستحقين لتنمية مواهبهم في قولك: (ولعل الذي يراه التويجري لا يستحق القراءة هو إنتاج شباب علينا أن ننمي مواهبهم ونشجعهم على النشر ونأخذ بأيديهم إلى سلم الثقافة)؟
ألم تقرأ رد مساعدك خليل الفزيع وهو يقول عن الأديبات الفاضلات اللاتي شاركن في المحور: (لقد كان الأسوأ في طرح ملف النادي الأدبي في الشرقية هو مشاركة بعض الأقلام النسائية المبتدئة)، وقوله: (وأخرى مستاءة لأن النادي الأدبي لم يطبع رائعتها الشكسبيرية) فمن نصدق؟ وأين ما تدعيه من تنمية المواهب؟ عد واقرأ كلامك ثم اقرأ كلام مساعدك، وأعلم أن الناس تقرأ وتفهم.
12 ويقول العبيد: (وهذه الزمرة التي يتزعمها التويجري تمارس فكراً لا يقبل إلا أن يكون أحادياً يمارس سياسة الإقصاء ناسين أن تشكيل الفكر كما يريدون ووفق أهوائهم ليس بالأمر السهل. إنهم قد يكتسبون بريقاً في الصحافة لكنهم لا يكتسبون شرعية). هكذا يقول العبيد.
وأدع لك عزيزي القارئ التعليق
على هذا النص، انظر إلى العبيد كيف ينظر إلى الآخرين وكيف ينظر إلى نفسه، وتأمل قوله: (شرعية).
واعذرني إن كنت قد أطلت عليك أو أدخلتك فيما لا حاجة لك به، فقد دفعني العبيد إلى ذلك حينما زج بنفسه وراح يشتمني ويشتم المشاركين بما لا يليق، فكان لزاماً علي أن أبين أهم النقاط التي يجب أن تبين من خلال رده عليّ، شعوراً بالمسؤولية ورغبة في إيضاح الصورة أكثر، لتعلم أي ناد هو نادي المنطقة الشرقية الأدبي، ولتعرف رئيسه أكثر، من خلال كلامه الذي لا يستطيع أن يتبرأ منه، فالحمد لله الذي أنطقه وأشهده على نفسه، وما عليك عزيزي القارئ إلا أن تضيف شهادته على نفسه إلى شهادات المشاركين في المحور والمداخلين وشهادات آخرين شاركوا في محاور مختلفة وشهادات المتحاورين من داخل النادي، المطبوعة في مجلته، وهي شهادات كثيرة تبين أن هناك خللاً كبيراً.
ويبقى عزيزي القارئ أن تتساءل: ما هي الأسباب التي تجعل كثيراً من المثقفين يبتعدون عن النادي ويستوحشون من الدخول إليه؟ وستجد الجواب في رد العبيد ورد مساعده خليل الفزيع.
وفي الختام آمل أن تعود الإدارة إلى رشدها، وأن تتعاطى مع الأمور كما ينبغي أن تكون عليه إدارة ناد أدبي، وإذا كانت غير قادرة وردودها تدل على ذلك فخير لها أن تريح وتستريح، ولتعلم أن أدباء المنطقة الشرقية قد ضجروا منها وضاق بهم صبرهم، ولكلّ ليلٍ فجر، وفجر هذا النادي آتٍ لا محالة بإذن الله.


د.خالد التويجري

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved