الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th September,2004 العدد : 75

الأثنين 21 ,رجب 1425

باب حكم ما جاء في نقد أدبي الشرقية
تابعت بشغف ملف أدبي الشرقية والتي فتحته مشكورة (الثقافية) حيث إنها اتاحت للجميع حرية الرأي، ولم يلفت نظري في هذا الملف الثري والمتنوع القضايا التي أثيرت من قبل المنتقدين والمعاتبين بقدر ما فعلت ردود المتحدثين باسم النادي الأدبي بالشرقية والتي كانت حافزي للمشاركة، فمعظم الملاحظات والمشاركات معروفة ويناقشها الكبير والصغير في الوسط الثقافي وفيها ما يتعدى نادي الشرقية ليشمل بعض النوادي الأدبية بشكل عام، وهذا ليس عذرا لأحد (فكثرة الخطاء لا تبرره)، ولكن ما أردت أن اخصه في مشاركتي هذه حول ما أثير هو (لغة الحوار) وبالذات تلك اللغة التي استخدمها المتحدثون باسم النادي سواء المشاركون بأسمائهم المعروفة أو غير ذلك!
في المستقبل القريب ستستضيف منطقتنا الحبيبة الحوار الوطني الرابع الذي خصص لقضايا الشباب! وحسب متابعاتي الإعلامية أو على صعيد المنتديات والصوالين الأدبية فإن معظم منتقدي النادي الأدبي من الشباب المثقف!، وهذا يضعنا أمام عدد من النقاط:
أولها: يجب أن يعترف الجميع وعلى رأسهم نادي الشرقية الأدبي بوجود أخطاء وتقصير، وان يلتزم الجميع بالموضوعية في النقد في إطار حواري متسامح.
ثانيا: الاعتراف مجرد خطوة أولى نحو الحل ولا يكفي ان نعترف حتى
(تذهب الخطيئة) ومن غير الصحي ان ننشغل في معركة نزع الاعترافات وننسى الهدف الأسمى في تصحيح الأوضاع، وليس كما يريدها البعض!
ثالثا: من احدى وظائف المؤسسات الثقافية (نشر الوعي) ولا يتم ذلك إلا بوعي وإدراك للرسالة من قِبل المؤسسة قبل ان تبدأ بتوعية الناس، فمثلا كيف تنهى أبناءك عن التدخين وأنت تدخن؟!
فلا يكفي النادي ان ينشر الوعي ولغة الحوار بإقامة بعض الندوات او إصدار بعض الكتيبات ولغته الرسمية تفتقر لذلك ، وما هو موقفي كشاب مهتم بالثقافة وانا أقرأ ردودا للمسؤولين في الصروح الثقافية والتي بذلت الدولة الكثير من المال والجهد لتشييدها بغية محاربة الجهل والتعصب والفكر المنغلق وهي تفتقر للغة الحوار ورحابة الصدر والتسامح، وعدم قدرتها على استيعاب المعارضين وامتصاص حنقهم مستخدمة لغة قمعية في تلك الردود واستخفافا واضحا وتهكما جارحا، خصوصا ونحن في هذه الأيام بأمس الحاجة لوحدة الصف وانفتاح الأفق لمحاربة الفئة الضالة ومكافحة فكرها المتعصب ونظرتها الإقصائية للآخرين، واذا افترضنا ان بعض المنتقدين خرج عن الموضوعية او بالغ او استخدم لغة جارحة فهو على حد قول رئيس النادي لا
محمد البقمي الدمام
يملك (شرعية)، ولا يمثل إلا نفسه، فما بال المتكلمين عن النادي ينساقون لما استنكروه من الغير ويستخدمون نفس اللغة وهم لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون مؤسسة ثقافية حكومية تعبر عن المثقفين وتسير في النسق العام لسياسة الدولة، أين الوعي بالظروف الراهنة؟!، اذا كان الغير يعبر عن نفسه هل تعبرون عن أنفسكم أيضا ام عن مِؤسسة تابعة لسياسة عامة وضمن إطار ثقافي شامل؟
وما أبلغ المثل الذي يستحضرني وانا اتابع تلك الردود والمجسد لهذا الوضع (اذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة اهل بيته الرقص).
رابعا: من أهم مفردات لغة الحوار أن نبقى في الفكرة او الطرح المختلف عليه دون التعدي لذات المحاور، فالاختلاف في الفكرة ينتج فكرة أخرى ويصنع فكرا حيا قابلاً للاستمرار والعطاء بدل الانكفاء في جوف الأفكار المقولبة والمتكلسة!، هذا إذا كان الهدف هو البحث عن الجديد وتقييم القديم.
ولكن للأسف ما قرأته كان دون مستوى الحوار وهدفه في ما أظنه مجرد درء للمنتقدين والذود (عن السياسة المثلى).
إن الأستاذ عبد الرحمن العبيد او كما نحب ان نسميه كغيرنا (الشيخ) إجلالاً وتقديراً لشخصه الفاضل كيف لا وهو بجانب كونه رئيسا للنادي الأدبي يدير جمعية لتحفيظ القران الكريم وهو معروف بفضل أخلاقه وطيبته وبساطته وتواضعه الجم، خرج على الحوار وتعدى الى المحاور وهذا لا يليق بمثله، فكون البعض مدرسا في منطقة نائية او دكتورا لم ينتج دواوين ولا (معلقات) او شاعرا له اعتقاداته الخاصة فما علاقة كل ذلك بموضوع النقاش؟!
لماذا نتعرض لذوات المحاورين ونفتش عن السير الذاتية؟ وما اهمية وظائفهم ومراكزهم الاجتماعية في الفكر الذي يقدمونه؟
ما الفرق في كونهم فقراء او اغنياء، حلاقين او خبازين، مهندسين او أطباء، ساعاتية او جواهرجية، هل هذا يرجح او يجرح في حجتهم؟
خامسا: الرضا عن النفس واضح من خلال تلك الردود وهنا يجب ان نقف وأبين فيما ارى امراً طالما كان سببا في تراجعنا الحضاري وتكرار أخطائنا، وهنا السؤال موجه للقاري الكريم: كيف تصحح أخطاءك وانت لا تعترف بوجودها؟
وكيف تطور نفسك وانت تراها تقارب الكمال؟
وكيف تقبل النقد وانت تعتبر جميع من ينتقدونك يدفعهم الحقد والانتقام والتشفي والعدائية و تتصف آراؤهم بالسطحية والتوتر؟
سأدع الإجابة لكم، واعود للشيخ العبيد وهو قد أعترف ببعض الأخطاء ولكن بطريقته فهو يعولها الى طبيعة البشر أي ان الكل خطاء والله غفوراً رحيم، ولكني هنا سأقف عند بعض النقاط من (الأخطاء) كمصطلح ذي دلالات متعددة أو ما اسميه (بثقافة الخطأ)، نحن في مجتمعنا نتعلم ونُعلم كيف لا نقع في الأخطاء ولا نتعلم ولا نُعلم في حالة وقوعنا فيها كيف نتصرف.
وكأننا نتعامل مع الأخطاء مثلما نتعامل مع الموت لا يأتي سوى مرة واحدة ولا أحد يعرف متى ولا كيف ومن يموت ليخبرنا، فإذا وقعنا في الخطأ فهو (مقدر ومكتوب) وهذا (طبع البشر)، وكأننا نجده عذرا ومتكأ لكي لا نعمل على إصلاحه!وبذلك نستمر في دائرة الأخطاء حتى يصبح نقيضها خطاء ومن ينتقده (مخطئ)!
اما السيد خليل الفزيع فلم يعترف (إطلاقا) بوجود أخطاء وسماها (سلبيات) تشوب الكل، وهذا لا يثير عجبي فهو الاستاذ المثقف القاص الشاعر المفكر المحاضر رئيس تحرير جريدة يومية عريقة سابقا وحاليا نائب رئيس تحرير مجلة ثقافية دورية بالنادي الأدبي! وهو من جيل (الرواد) الذين اذا تُنكر لهم (فعلى الأدب والأدباء في بلادنا السلام) على حد قوله، فكيف لشخصية فريدة في مثله الاعتراف بالخطأ؟ اعتقد ان هذا يفسر أخطاء (الفزيع) المتكررة، واستغرب وقد يستغرب المتابع معي لهذا الملف وقد يسأل سؤالا بديهيا: لماذا لم يرد خليل الفزيع على مداخلة الدكتور محمد بودي التي كانت أقوى المشاركات وأكثرها موضوعية بل هي اقرب للدراسة؟ مع ان الدكتور خصه بنقد علمي واضح وتحليل دقيق موردا مقتطفات من نصوصه على رؤوس الأشهاد، لماذا لم يتجرأ على الرد وهو على حد قوله يبحث عن الحقيقة والآراء السديدة والأفكار الناضجة والمقترحات البناءة، لقد أعجبني أسلوب الدكتور كما أعجبت الكثير منهجيته وموضوعيته وقوته وهو ابن (النادي)، لماذا لجأ الفزيع لسياسة (التجاهل) هل هو نوع من الهروب عندما (قُرع الحجة بالحجة) بعيدا عن (الملامح الضبابية)؟
اذا كان خليل الفزيع يحث على المصداقية والرزانة والتجرد من الهوى والابتعاد عن (الضبابية) الى (شمس الحقيقة الساطعة)، لماذا لم يمارسها مع منتقديه وأخص هنا المشاركات النسائية والذي تعامل معهم الفزيع باستعلاء واضح وتهكم وسخرية وأسلوب لا يليق مع سيدات محترمات ساهمن في الحركة الثقافية، لماذا لم يحاول الأستاذ الفزيع التعلم من الدكتور محمد بودي في اتباعه
النهج العلمي والموضوعية؟ لماذا لم يوضح لنا الفزيع (رائعتها الشكسبيرية) بطريقة علمية تليق (بشكسبير)، لماذا استخدام الألفاظ المبتذلة مع السيدات؟ الم يعد هنا احترام لخواص المجتمع؟ الا أنهن سيدات يحولن خجلهن واحترامهن دون الرد عليك تتعامل معهن هكذا!، ولكن يكفيني أن القارئ قرأ لك تلك العبارات التي (كقمة جبل الثلج) ولا يعوزه الاستنتاج، لقد كان الرد استفزازيا ومشينا وخارج إطار الثقافة وأدب الحوار، واستغرب ما هو رأي رئيس النادي في طريقة رد الأستاذ الفزيع! كيف اعتمدها وأجازها له وهو الشيخ الحريص على (ثوابت المجتمع والأدب والحشمة)؟
هل الفزيع يتكلم باسمه أم باسم النادي الأدبي بالشرقية؟
سادسا: سياسة التصنيف والإقصاء هي سياسة (مريحة) لمن اراد التخلص من منتقديه وطريقة استخدامها ايضا سهلة فعليك (عزيزي المستخدم)
اولا: تصنيف الخصم حسب شكله او كلامه او مجتمعه
ثانيا: ايجاد قواسم مشتركة بين الخصم وفئة سيئة السمعة ينفر منها المجتمع ثالثا: إلصاق الخصم مع تلك الفئة
رابعا: اخذ قسط من الراحة ثم عاود العمل بدون إزعاج لان هناك آخرين سيتولون مهمة الإقصاء.
وسنضرب مثالا لمن استعصى عليه الامر:
(الشاعر منير النمر خصم، سيتم تصنيفه بالاسم ثم بكلامه فهو يدعو لجنون الإبداع مثل أمل دنقل و مصطفى جمال وعبد الرحمن منيف (جنت على نفسها براقش) فقد وفر علينا الخطوة الثانية والثالثة (بعض الخصوم غير حذرين!)، رابعا: لا داعي للقلق.
وفي الختام
اتمنى من رئيس النادي الأدبي بالشرقية الأستاذ الفاضل عبد الرحمن العبيد ان يدعو لملتقى عام يناقش فيه جميع القضايا والإشكاليات وتراجع فيه مسيرة النادي، يدعو فيه دون استثناء القادحين قبل المادحين، بصرف النظر عن مواقفهم، فهم أبناء الوطن والكل يعمل ضمن هذا الصرح، فالناس لا تجتمع على باطل وليس كل من نقد ناديكم يحمل حقدا او ضغينة.


* كاتب وباحث

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved