الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th September,2004 العدد : 75

الأثنين 21 ,رجب 1425

العبيد رشاني .. بديواني
منير النمر

حينما تقرأ حروفا ينزف منها الافتراء، تُبصر أنك أمام انحطاط ثقافي كبير يصدر عن رجل يفترض فيه أن يكون أبا لكثير من الشعراء والأدباء والمختصين في الشأن الثقافي، وبدلا من ذلك كله يتحول الأستاذ العبيد لغول تهرب منه الثقافة؛ لتحل محلها ثقافة الإقصاء التي تأخذ مبررات شتى؛ لتمرر مآربها الخطرة على العنصر الإبداعي الحقيقي، وفي مقالة العبيد التي نشرت في المجلة الثقافية لجريدة الجزيرة الموقرة (16 أغسطس 2004) تهاوى الغطاء وانكشفت الساق معلنة أنها تعادي كل منتقد صادق فيما ادعى، وبعد كيل التهم التي مارسها العبيد في حق المشاركين بصفة عامة، وفي حقي بصفة خاصة حق لي أن أكشف ما وراء السطور التي اغتصبها العبيد، ووجب علي التبيين للناس، وللمثقفين على وجه الخصوص، فحقيقة هذه الافتراءات التي أطلقها عليّ متعمدا، ومحولا حقيقة الموقف الذي يتجسد في إدارته غير المطوِّرة للنادي لنزاع شخصي مقيت يستخدم فيه الدين كغطاء يضرب به خصومه غير أنه وبسبب الانغلاق لم يعرف أن الزمن ينفتح بين يديه وأن العالم بأسره يرفض مبدأ التكفير وتصنيف الآخرين في دائرة الشيطان وكم بكيت على ذلك العقل المنغلق راثيا صاحبه الذي بلغ من العمر سنين دون أن تنمو في ذلك العمر الحكمة التي تصاحب أمثاله من مزاولي الأدب والشعر، وكم ساءني تصرفه الذي صرح صراحة بفكره المغلق المتشدد حيث كال التهم علي واتهمني بالخروج عن عقيدة المسلمين.
وحيث جاءت مقولته التي تنم عن جهله في الأدب والشعر حيث قال ما نصه: (وتأتي مشاركة الاستاذ منير النمر ليصف إدارة النادي بأنها ممنهجة بشكل روتيني بعيداً عن الجنون الشعري الذي خرّج شعراء عرب من أمثال أمل دنقل ومصطفى جمال وعبدالرحمن منيف. وقد قاده فكره الذي شكّلته هذه الرموز إلى الإساءة إلى النادي الذي كبح جماحه أكثر من مرة. ولو علم أن هؤلاء قد عرفوا بالتجديف والانحراف بقضايا تمس العقيدة لما طلب من النادي ان يتخذهم مثلاً أعلى يُحتذى بهم )وتأتي الكذبة واضحة، وتنم عن عدم دراية، وقراءة للذين ذكرت أسماؤهم
في المقالة السابقة، ولو عرف هذا الرئيس من هو الشاعر العربي الكبير مصطفى جمال الدين لما كان خرفا وواضعا إياه في خانة المجدفين والطاعنين في الذات الإلهية، فجمال الدين رجل متشرع وفقيه ملتزم في ديوانه بمنهج التدين، وكل ناقد عربي يعرف ماذا أعني، ولكن المسكين العبيد يجهل من يكون هذا الشاعر الذي يلي محمد مهدي الجواهري من حيث أهميته على أقل تقدير، ثم أنه طعن في عبدالرحمن منيف الروائي العربي الكبير، بل سيد الرواية العربية على الإطلاق ونسي أن الدولة جزاها الله ألف خير كرمته واعتبرته رمزا في البلاد وكان ذلك مشهودا عندما توفي رحمه الله، فهل الدولة تجهل من يكون منيف، وهل أنت وحدك الذي تعرفه؛ لتضعه في مصاف المجدفين والطاعنين في الذات الإلهية، واعتقد أنك لو انفتحت على كل تلك الرموز التي ذكرتها في مقالتي وقرأتها لوجدت نفسك في زاوية الجهلاء؛ لأن وصفك إياها لا يطابق الموصوف، ومن تلك الحروف المغتصبة الكاذبة تراه يا قارئي الكريم يحاول عبثا حرف الموضوع عن مساره بكيل من التزوير الذي اتحداه ان يعقد بشأنه ندوة في نادي الشرقية واناظره فيها أمام جمع من مثقفي الشرقية والأدباء والشعراء، ليعرف أنه يهرف بما لا يعرف، وواضح لكل متأمل فيما مضى من كتابات الإخوة المشاركين أنهم تناولوا موضوع الإدارة وكيفية مساهمتها في العمل الثقافي، ولم يتناولوا الشخوص التي في الإدارة حيث لم يلحظ أي شتم شخصي كما فعلت في مداخلتك المدعية بالباطل، فكان الدكتور خالد التويجري في نظرك (شاهد زور) والدكتور ناصر الجاسم (خارج عن حدود الأدب والحشمة..) وانه (إباحي) ومن موقعي كشاعر لن أهبط لهذه اللغة التي تدل على تسفل واضح في لغة العبيد، ولكنني أوجه ندائي للمسئولين في قطاع الثقافة، وأطالبهم أن يضعوا الحلول المناسبة لهذا الرجل الذي يصر على شخصنة الموضوع العام، فالنادي يعاني من انغلاق وتصنيف مقيت بحكم ذهابي لأكثر من 4 سنوات منها 3 سنوات متواصلة كنت أحرص على الحضور فيها بشكل دوري، وهذا مالم يستطع احد نفيه، ولكوني واحد من الجيل الشاب لم ألق في هذا النادي أي توجيه،
أو نقد، أو تطوير، أو حتى دعما (معنويا)، بل تركت وكأنني منبوذ وخارج عن دائرة الشعر، وحتى الأمسية التي شاركت فيها في القطيف والذي دعاني لها الأستاذ مصطفى أبو الرز عاملني فيها النادي بشكل غير جيد، وليتخيل القارئ الكريم ما هو شعور الشاعر عندما يطلب منه دون بقية المشاركين أن يسرع في الإلقاء، وكأنه يؤدي واجبا لا إبداعا، ولولا روح الشاعر في جسدي؛ لتخيلت أن ما يقولونه لي صحيح.
من مذكراتي الشابة
1/ لقد حاول العبيد أن يكسبني (قبل مقالتي في مجلة الجزيرة الثقافية الموقرة)، فيقوم بالثناء علي، وغالبا ما كان يسميني ب(ابن النادي) وأتذكر الهرطقيات التي كان يقولها عندما حادثته بشأن محور صحيفة المدينة التي أعمل فيها صحفيا، وقد كان ذلك قبل ان ينزل محور الجزيرة بفترة من الزمن وقد قدم لي إغراءه على طبق من الرشوة غير المعلنة في مثل هذه الظروف العصيبة عليه حيث قال في المحادثة التلفونية الموثقة عليه برغبته في تقديم مجموعتي الشعرية (التي وصفها في رده بأنها تستهين بالذات الإلهية) وذلك ليقوم النادي بطباعتها، ولم تأتِ هذه الخطوة طوال الثلاث سنوات الماضية، والسنة التي تلتها، فلماذا يأتي هذا العرض المفاجئ في هذه اللحظة الزمنية بالذات، وتحت ضغط منه بوضع شهادتي في المحور الذي كنت أعمل عليه كصحفي في جريدة المدينة الموقرة، وحين قلت له إنني صحفي ولا يجوز أن أكون منحازا تضايق قليلا ثم كرر كلمته الشهيرة لي أنت (ابن النادي) ويجب أن تضع رأيك في التحقيق لصالح النادي فأنت تعرف حسنات النادي وهم لا يحضرون... كل ذلك الكلام الذي يشيد بي ويعطيني العروض ينقلب رأسا على عقب بعد معرفة رأيي في محور الجزيرة.
2/ أتذكر ذات مرة يعرفها الصحفيون قبل غيرهم.. قامت إدارة النادي باستدعاء الصحفيين في جلسة إعلامية، واحتدم الصراع بين بعض الإعلاميين وإدارة النادي وكان البعض منهم يضم صوته لصوت الإخوان المشاركين الذين كتبوا في المحاور السابقة ملاحظاتهم غير الحذرة على النادي، وأتذكر هذه اللحظة للآن، وكأنها حصلت للتو...، وبسبب عدم الاكتراث بنا (أنا وشاب آخر) لم نتلق اتصالا يفيد ان تلك الليلة جلسة خاصة بالإعلاميين، وكما جرت العادة توجهنا للنادي في ليلة الأربعاء؛ لنفاجأ بأن الكراسي كتبت عليها أسماء محددة ومن ثم تضايقنا كثيرا وأردنا الرحيل فقال لنا احد الأعضاء في النادي اجلسوا وراء المشاركين...، وقد كان هذا الجو يدور في غرفة المكتبة، وكنا خلف الحضور الذي كان يجلس محيطا بالطاولة المستديرة، وكنا بالقرب من العبيد حيث ان الزاوية التي تكاد تفصلنا عن العبيد بشخصين أهلته ليشير لنا بأصبعه من خلف ظهر الحضور، ويطالبنا بالتحدث لننصره في ذلك الموقف الذي لم يجد له أجوبة مقنعة، وبإشارة من أصبعه وعيناه فهمنا أنه يريد منا أن ننصره، ونقول إن النادي يقدم الكثير من العطاء، وينمي الجيل الشاب...، ولكوني كنت مدركا لهذه النقطة قمت وقلت ما أردت قوله، وليس ما أراده مني.
ما أوردته من مذكراتي الشابة يمثل رسالة بالغة الأهمية لكل من هو مهتم بالشأن الثقافي في منطقة العطاء (الشرقية)، وتبين هاتان القصتان نوعا من فضح هذا الرجل الذي يتهم الآخرين بكيل من التهم الكبرى، وأتمنى في سطر أخير أن يلبي النادي هذه الدعوة بعقد ندوة يحضرها الجميع من رجال صحافة ومن هم مهتمون بالوضع الثقافي في المنطقة الشرقية، وليكون الحوار فيها شفافا وبعيدا عن تلك الأساليب التي غالبا ما يتحلى بها مع شديد الأسف رئيس النادي الأدبي الذي يفترض فيه أن يكون أكثر وعيا وانضباطا في الحروف التي يكتبها، وأن يكون كاسبا لأي جهة مثقفة لا خاسرا لها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved