قصص قصيرة
منصور العتيق *
تخاريف عقل متيقظ
|
لقيط
مدينة نفطية.. خادمة وطفل..
وقبل الشروق يتحول الطفل إلى لقيط.. ويدخل رصيف ما.. دائرة الاهتمام.
ورغم القرف: كانت ملامح اللقيط (صحراوية)، الأنف دقيق أشم.. لكن العينين.. آسيوية!
(أفف)!
تركت الزيف يتمطى، لن أزعج المأساة.. ولن أسمح للأسئلة بالنزيف..
على رصيف قريب رأيت متسكعاً بملامح صحراوية.. الأنف دقيق أشم.. لكن العينين.. آسيوية!
(حضور..)
الدقائق التي تستضيف حضورها.. كانت كفيلة بجعلي إنساناً.
كانت تعرف كل أخطائي.. رغم ذلك تجلس بهدوء، كأنَّ الأخطاء سطور أخرى في السيرة الذاتية.
لكنها لم تعد تأتي!
كنت أنتظر موتها فعلاً.. عاشت طويلاً.. وكان تحزن أكثر مما ينبغي!
(إن شا الله تطمنت على (أم أيوب)
سألوني.. هززت رأسي موافقاً.. وقلت:
(ماتت!)
لم أكذب.. (تطمنت) عليها فعلاً!!
(شرود)
يعبث في أذنه بعود قطني.. الشرود يملؤه.. رغم أنه من الأسلم أن يظل متيقظاً.
(...)
لم يثقب شروده.. إلا خروج العود من الأذن المقابلة!
(نهم!)
يتناول ما أمامه بنهم، عندما امتلأ انتبه إلى أنه لم يبق شيئاً لمن لم يأكل من الباقين.
انتحب باكياً بشدة، دائماً يخطئ خارج العقل والحسبان، ويأتي في غمرة الجوع على كل أكوام العلف.
لم يكن حماراً يحترم نفسه في يوم من الأيام!
(طفلة..)
شقاوتها كانت غريبة: كانت مولعة بقص شعر الدمى.. وخلق شوارب ولحى عليها.. كانت (تؤرجلها)!
كبرت.. كانت ذكورة المجتمع حولها لا تحتمل شقاوتها.. وكان مجتمع الذكورة يمتدحها بعبارة غريبة.. مستفزة:
(أخت رجال!)
وكانت، رغم كل الدمى المسترجلة، تغضب!.
* الطائف
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
