الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th September,2004 العدد : 75

الأثنين 21 ,رجب 1425

تنشر سناها عربياً وعالمياً
شمس الثقافة والفنون بالشارقة تزيح ظلمة التخلف الجمالي
* من الشارقة محمد المنيف:

يتمتع الفن التشكيلي الخليجي بتواجد مشرف على مستوى العالم العربي والغربي عبر كثير من الجهود التي تقوم بها كل دولة من دول المجلس حيال فنانيها مع ما يقدمه مجلس التعاون ممثلاً في ما يسعى إليه وزراء الثقافة لتحقيق التلاحم والتعاون بين أبناء المنطقة، وقد نتج عن هذا التوجه تحقيق الكثير من المكاسب الثقافية ومنها على سبيل المثال إقامة المعرض الدوري لفناني دول المجلس، خصص له جائزة تحمل اسم (السعفة الذهبية) وبما أتيح للفن التشكيلي من مساحة مشرفة في الأسابيع الثقافية الخليجية فكان من نتائج هذا التلاقي والتمازج في العطاء الإبداعي تقارب في تحديد هوية وخصوصية المنطقة التي تشترك في مناخ اجتماعي واحد مؤطر بقيم وتقاليد ثابتة قوامها التراث والتاريخ الأصيل من هذا المنطلق وسعياً في معرفة والتعريف بأبعاد الفن التشكيلي في هذه البقعة الرائعة من بقاع الأرض وتوثيقاً للجهود التي تبذلها كل دولة من دول مجلس التعاون من دعم للفن التشكيلي وللفنانين نبدأ معكم في هذا التقرير عن واقع الفن التشكيلي في إمارة الشارقة مع ما ننوي تقديمه في قادم الأيام من تقارير مماثلة عن مسيرة هذا الفن في بقية دول المجلس لنتعرف على مدى تجربة والعمر الزمني والحضور الدولي والمحلي في دول المجلس مع أن لكل فنانيها الكثير من هذه الإنجازات والخبرات لهذا يسعدنا أن نبدأ مشوارنا الأول من دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً مجمع الفنون بالشارقة.
سباق مع الزمن
عندما تجاوزت حدود الوطن الأم المملكة العربية السعودية إلى حدود الوطن الشقيق الإمارات العربية المتحدة وتسلمي لعدد من المطبوعات السياحية أصبحت في حالة عدم القدرة على ترتيب أجندتي للاستفادة من كل لحظة في حركة الزمن الذي أجزم إنه سيكون سريع الذوبان أمام محاولتي الاطلاع على الكثير مما يستحق الزيارة في مختلف إماراتها السبع في العقد الفريد على شاطئ خليجنا العظيم ولكون بداية زيارتي تنطلق من الشارقة فقد شعرت أني في حاجة إلى فترة أطول لاستيعاب والتعرف على ينابيع ومناهل واقعها الثقافي عامة والتشكيلي على وجه الخصوص باعتبارها الأكثر حيوية ومساهمة في هذا المجال على المستوى الخليجي مع ما أحمل في ذاكرتي من المعرفة غير المباشرة من خلال ما يصلني من بروشورات ومطبوعات عن واقع التشكيلي في هذه الإمارة الذي يحظى باهتمام كبير ومباشر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبما تقوم به دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة التي برئاسة الشيخ عصام بن صقر القاسمي من تخطيط ووضع برامج يتم تنفيذها من قبل إدارة الفنون بمتابعة وإشراف من مديرها الأستاذ هشام المظلوم بحيويته وديناميكيته المتألقة ليتحقق من خلال الإدارة إنجاز الكثير للفنون في الشارقة والخليج والعالم العربي حتى تردد صداه لدى مختلف الفنانين والمثقفين في وطننا الكبير عبر مختلف وسائل الإعلام، من صحف ومواقع على الإنترنت والقنوات الفضائية مقتربين بها من تحقيق الحلم التشكيلي الذي يتمناه كل التشكيليين العرب، ومنهم الفنانون في المملكة باعتبارهم نتاج سنوات تتجاوز الثلاثين عاماً هي الجزء لأكبر من عمر الفن التشكيلي السعودي الذي حظي بالكثير من الاهتمام والدعم من قبل المسئولين في حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ممثلاً بما قامت به الرئاسة العامة لرعاية الشباب من تواجد جعلنا نشعر بالاعتزاز والفخر بكل ما نقدمه مع ما ينتظر الفن التشكيلي السعودي من خطوات يتم الإعداد لها في اجتماعات اللجان الاستشارية بوزارة الثقافة والإعلام.
إطلالة على التشكيل الإماراتي
قبل أن نستعرض تلك المنجزات في
إمارة الشارقة علينا أن نعرج ولو بشكل مختصر لنتعرف على تاريخ الفن التشكيلي في الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، ففي مطلع الخمسينيات وبعد تأسيس وقيام اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة توجهاً كبيراً للتنمية والاهتمام بالمشاريع التنموية الشاملة في جميع المجالات، ومنها جوانب الثقافة والفنون التشكيلية والمسرحية إلى آخر منظومة الإبداعات الإنسانية ففي مجال الفنون التشكيلية تم تنظيم أول معرض لفناني دولة الإمارات العربية المتحدة في المكتبة العامة بمدينة دبي عام 1972 فكانت فترت السبعينيات هي الفترة الأكثر حركة في مجال الفنون تشكيلية حيث وضعت الجهات الحكومية المحلية الفن التشكيلي في قائمة اهتماماتها، إذ تلاها في عام 1975 قيام وزارة التربية والتعليم والشباب بإرسال بعثات دراسية من شباب الدولة لدراسة الفنون الجميلة أكاديمياً إلى الخارج مثل أمريكا ومصر، وبريطانيا، والعراق, وفي عام 1980 عاد بعض هؤلاء المبتعثين وكان من أهم ما تحقق لهم مباشرة إشهار جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، التي قامت بمهمة الإشراف على جميع المعارض الفنية التي أقيمت داخل الدولة بالتعاون مع الجهات المختصة مثل الهيئة العامة للشباب والرياضة ووزارة الإعلام والثقافة، ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
بداية المشوار
كانت بداية مشواري تتوجب أن أعبر طرق زهت بجمال حضارة معاصرة أضفت على الشارقة جمالاً على جمال حضارتها الأصيلة لينتهي بنا الطريق في حي الشويهين وهو منطقة أثرية تقع على واجهة بحرية تغص ببواخر النقل يحيط بها سوق شعبي يكتظ بالمتسوقين من مختلف أرجاء الخليج برزت من خلال هذا الواقع البيئي والاجتماعي ملامح الماضي وأنماط البناء القديم مع ما أضفى عليها المعنيون من إعادة ترميمها بلمسات أعادت لها شبابها ليتحول هذا الحي في عام 1993م إلى منطقة للفنون على مساحة تبلغ اثني عشر ألفاً من الأمتار المربعة تمت فيه المحافظة على خصائصه المعمارية المحلية التي تؤكد هوية وروح شعب الإمارات. كان دخولي للموقع عشوائياً لم أختر الوجهة الصحيحة في
بادئ الأمر نتيجة شعوري باللهفة الجامحة للوصول إليه بكل السبل لعلمي أن كل الطرق تؤدي إلى روما، فوجدت نفسي أمام مبنى كبير شامخ شُيِّد على النمط الأصيل لمباني الشارقة القديمة، علت واجهته لافتة أنيقة في شكلها ذات قيمة كبيرة في معناها تحمل جملة (متحف الشارقة للفنون) وقبل أن أتجه إليه لفت نظري ساحة جميلة توزعت فيها المقاعد والطاولات شغل بعضها بعدد من مرتادي الموقع الذي اتضح أنه تابع لمقهى يسمى (مقهى الفنون) وجدت فيه فرصة لشرب فنجان من الشاي لأعد عدتي للجولة الأهم فتبين لي أن المقهى يقع في وسط محيط غايتي التشكيلية فأمامي تقع جمعية الشارقة للفنون التشكيلية وإلى اليسار برزت لافتات كتب على إحداها (معهد الشارقة للفنون) والأخرى (رواق الفن) ولافتة تحمل اسم (المركز العربي للفنون)، عناوين وأسماء يسيل لها لعاب التشكيليين ويتعطش لمثلها الكثير، خصوصاً بهذا الحجم والتعدد في التخصصات التي تصب في نهر هذا الفن وتسقي بيادره وحدائقه المنتشرة في مختلف أقطار عالمنا العربي.
جمعية الشارقة للفنون التشكيلية
لم أجد عذراً بعد هذه الاستراحة القصيرة في أن أبدأ جولتي عبر البوابة الأولى لمعرفة ما يشتمل عليه الموقع فوقع اختياري على مقر جمعية الشارقة للفنون التشكيلية وكان لقائي الأول مع الأستاذ سيد بدوي سكرتير الجمعية الذي رحب ترحيباً قدّم فيه فروض الضيافة مع ما أتاحه لي من تعرف على بعض الجوانب عن الجمعية شكلت إضافة جديدة لمعلوماتي السابقة عن هذا المرفق الثقافي الإبداعي الحيوي ومنها التشكيل الجديد لإدارتها خلفاً لمجلس إدارتها السابقة برئاسة الأستاذ محمد يوسف علي والأستاذ عبدالرحيم سالم نائباً له مع بقية الأعضاء ممن لم يسعفني الحظ بلقائهم مع أنني أعرف إنجازاتهم ودورهم البارز في الجمعية عبر ما يتناقله من التقى بهم من الفنانين من المملكة في مناسبات إقامة معارض وملتقيات خليجية لتأتي بعدهم الإدارة الجديدة على النحو التالي: الأستاذ
محمد أحمد إبراهيم رئيساً لمجلس الإدارة الأستاذ محمد كاظم نائباً للرئيس والأستاذ أحمد شريف أميناً للسر والأستاذ ناصر عبدالله أميناً للصندوق والأستاذ خليل عبدالواحد مشرف أنشطة والأستاذة فوزية بوشلي عضواً والأستاذة ليلى راشد عضواً والأستاذ سيد بدوي سكرتيراً للمجلس.
معرض للفنانين الصغار
وفي المساء كان لي فرصة حضور افتتاح رسمي لمعرض رائع أقيم في مقر الجمعية عرض به مجموعة من أعمال فنانين صغار أعدت لهم الجمعية دورة في الفنون التشكيلية وكان من ضمن الحضور الأستاذ هشام المظلوم مدير إدارة الفنون، والفنان الكويتي المعروف سامي محمد أحد رواد النحت العربي والخليجي، والأستاذ أحمد شريف أمين سر الجمعية، والذي أحاطني أيضاً بكرم أبناء الشارقة وحسن استقبالهم للضيوف عندما شعر أنني قادم من المملكة قبل أن أقدم نفسي وإبداء رغبتي بالتعرف على نشاط الجمعية وعن جديد الفن التشكيلي في الشارقة أخذني بعدها إلى مكتبه وكان الحوار رائعاً وغنياً بكل شيء عن الفن والفنانين في الجمعية، مضيفاً الكثير على ما جمعته عنها سابقاً من معلومات عبر موقعها على الإنترنت، فقد أشهرت الجمعية رسمياً بموجب القرار الصادر عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية رقم 411 بتاريخ 159 1980 بحيث يكون مقرها الرئيسي في إمارة الشارقة ويفتتح فرع لها في رأس الخيمة.
وبموجب القرار تحصل الجمعية على دعمها المالي من وزارة الإعلام والثقافة بشكل سنوي، وكذلك من حكومة الشارقة ممثلة في دائرة الثقافة والإعلام.
ويهدف إنشاؤها إلى الاهتمام بالفن التشكيلي الإماراتي ورعاية المواهب الشابة وصقلها بالدورات التدريبية وتمثيل فناني الإمارات للفنون التشكيلية في المحافل الرسمية المحلية والدولية ذات الاختصاص ودعم الفنانين المحليين وتقديم الدعم المعنوي والإعلامي والدفاع
عن حقوق الفنانين المنتسبين، كما على الجمعية إعداد وإقامة الأنشطة الفنية للأعضاء، ومنها معارض فنية داخلية وخارجية، إقامة الدورات التدريبية للهواة في شتى مجالات الفنون التشكيلية.. الرسم بالرصاص، والفحم التصوير الزيتي والمائي، الجرافيك، التصوير الضوئي، كما تشتمل برامجها على نشاط ثقافي متمثل في محاضرات فنية ثقافية خاصة بالفن التشكيلي، عروض لشرائح فنية، ندوات تشكيلية، كما تصدر الجمعية مجلة تحمل عنوان (تشاكيل).
متحف الشارقة للفنون
جئت صبيحة يوم آخر جديد وكنت هذه المرة بصحبة عائلتي التي حرصت على أن تتعرف على متحف الشارقة للفنون هذا الصرح الإبداعي الكبير الذي لا يمكن إيفاؤه حقه في سطور قليلة للتعريف به بشكل مفصل فقد أنشئ عام 1995 وتم افتتاحه رسمياً في 9 أبريل 1997، ويتبع لإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام، يقع في قلب مدينة الشارقة وقد خُصص للفنون الجميلة والنشاطات المماثلة.
وجاء موقعه في منطقة الشويهين التي تضم تلك المرافق التشكيلية ما يجعله منسجماً مع بقية المباني التراثية الموجودة في المنطقة.
ويضم معرضاً يحتل أدواراً ثلاثة، ينتقل خلالها الزائر من دور إلى آخر عبر سلالم انسيابية، حيث يبدأ الزائر بالمرور بمكتب الاستقبال الذي يقوم عليه عدد من الموظفات والموظفين يرشدك من فيه إلى خط سيرك.. فمن الجهة اليمنى يوجد قاعات للمعارض الجديدة التي أقيم منها الكثير منذ افتتاح المتحف بلغت ما يزيد على ثلاثة وثلاثين نشاطاً بما فيها المعارض الفردية وعدد من المعارض والأنشطة المختلفة.
وفي الاتجاه الآخر يأخذك المتحف عبر ممر واسع تقع على جانبيه غرف مفتوحة عُرِضت على أضلاعها الثلاثة أعمال متنوعة الطرح غالبيتها من المدارس والأساليب الحديثة المعاصرة لفنانين عرب وأجانب تجد من خلالها الكثير من الأعمال التي شاركت في بينالي الشارقة، كما يضم المتحف عروضاً للفنون البصرية الأخرى في غرف مستقلة لا تنفصل عن بقية الغرف أو سياق العرض، كما تتوزع في المتحف وضمن العرض العام الكثير من قطع النحت المتنوعة التقنيات والخامات لفنانين عرب وعالميين يبرز من بينهم الفنان سامي محمد الذي خصص له جناح يليق بريادته.
المركز العربي للفنون
مبنى جميل يحمل اسم المركز العربي للفنون يقوم على إدارته كما علمت الفنان والكاتب والناقد طلال معلا أحد رموز التشكيل العربي والرجل الملتهب نشاطاً وتفاعلاً مع الفنون في الشارقة وأحد أركان البينالي.. يأتي هذا المبنى في نمطه ضمن سياق النسق العمراني للموقع يأخذك سلَّمه المباشر والمكشوف على ساحة مقهى الفنانين إلى مكاتب وصالة عرض صغيرة يشعرك مظهر الكتب والأوراق والملفات بأن هناك مهام كثيرة مناطة بهذا المقر تعرفنا عليها بعد لقائنا بالفنان والباحث في المركز الفنان إسماعيل الرفاعي مع ما نعرفه من أن المركز تأسس في أبريل 2001م برعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، ويقوم المركز بكل ما يتعلق بالدراسات والبحوث وإعداد البرامج الخاصة بالأنشطة الفنية على مستوى الدولة، ضمن خطة دائرة الثقافة والإعلام وإدارة الفنون، إضافة إلى ما حققه المركز من جملة أهداف من أهمها الحفاظ على التراث التشكيلي العربي ونشر الفن التشكيلي العربي في أصقاع العالم وتأكيد الهوية والشخصية الإبداعية والعربية وحضورها ضمن مفردات العالم الجديد، وتدعيم أواصر التعاون مع الفنون الإسلامية، وإبراز الوجه الحقيقي للمبدع العربي كفاعل في الحركة التشكيلية العالمية وتدعيم سبل البحث والاختيار في الفنون العربية المعاصرة، وتوثيق العلاقة بين المبدعين والتأكيد على دورهم الفاعل في الإنجاز الحضاري والإنساني يداً بيد وبما يكمل المهمة الإبداعية الإنسانية، وتبادل الخبرة والاهتمام والدعم مع المراكز العالمية المماثلة والمساندة للفنون العربية.
ومن إنجازاته التي تستحق المتابعة والاقتناء مجلة (الصورة) وهي مجلة فصلية تعنى بالفن التشكيلي العربي، تصدرها دائرة الثقافة والإعلام إدارة الفنون، وينفذها المركز العربي للفنون التابع للدائرة والإدارة، يرأس تحرير المجلة عصام بن صقر القاسمي ويعدها هيئة تحرير متخصصة تتمثل في الفنان طلال معلا والأستاذ هشام المظلوم والأستاذ محمد الجزائري والفنان إسماعيل الرفاعي وقد صدر منها عددان، تضمن العدد الثاني مجموعة من المقالات التحليلية والنقدية لكتاب متخصصين، كما أن المجلة تظهر بشكل مدروس من حيث الطباعة ونوعية المادة وقيمتها الفكرية.
الجدير بالذكر أن المركز نال عام 2001م جائزة الإبداع الذهبية في مهرجان القاهرة التلفزيوني عن الفيلم الذي أنتجه بالتعاون مع تلفزيون الشارقة.
رواق الفن
بعد خروجي من المركز العربي مودعاً من قبل الأستاذ والفنان الرفاعي الذي شملني بروح ومشاعر فياضة بالترحاب مع ما حظيت به منه من معلومات عن المركز وإنجازاته التي يعتز بها كل إماراتي وخليجي في مجال الفنون اتجهت نحو باب وضع عليه لافتة كتب عليها رواق الشارقة للفنون أضيف إليها اسم آخر هو بيت الشامسي وهو عبارة عن منزل يتوسطه فناء كبير تحيط به العديد
من الغرف تحول البعض منها إلى مراسم لنخبة من الفنانين والغرف الأخرى إلى مكاتب إدارية وصالات صغيرة لعرض أعمال الفنانين.
وكان من حسن الحظ أن التقي دون سابق موعد أو معرفة مباشرة مع مشرف الرواق الفنان محمود حسو المعروف بنشاطه على مستوى الإمارات والعالم العربي، الذي أبدى ترحيبه الذي دفعني لتكرار الزيارة خلال فترت بقائي في الشارقة رغم ضيق الوقت فكان اللقاء فرصة للحديث عن هموم الفن وشئونه وشجونه، وعن الرواق ودوره في مسيرة الفن التشكيلي في الشارقة وعلى مستوى الإمارات العربية والخليج بأنه يشكل ملتقى للفنانين التشكيليين، ينشطون في إطاره، ويتبادلون الخبرات والتجارب الإبداعية، من خلال عدد من المراسم والورش الفنية التي تقوم إدارة الفنون بتوزيعها على الفنانين المحترفين المداومين على إنتاج أعمالهم الإبداعية.
معهد الشارقة للفنون
في الجانب الآخر من الساحة وأمام المركز العربي للفنون يقع معهد الشارقة للفنون هذا المعهد كان الأكثر حركة وحيوية من بين بقية المرافق نظراً لكون زيارتي جاءت في فترة الإجازة.. فالنشاط في تلك المرافق يكون أكثر زخماً وتفاعلاً في فترة الموسم الدراسي التي يكون الجو فيها بارداً ومنعشاً ودافعاً للنشاط بعد عودة الموظفين والفنانين إلا أن معهد الشارقة للفنون كان واقعه النشط يعود لوجود دورات صيفية لمرتاديه لتلقي مختلف التقنيات، اقتربت من البوابة الصغيرة التي تؤدي بالزائر إلى ممر يقع عليه مكتب الاستقبال وسلم يأخذك للمعرض الدائم للمعهد كما يشتمل الدور الأرضي على عدد من القاعات المخصصة لتلقي الدروس، هذا وقد تم افتتاح هذا المعهد في التاسع من أبريل 1997 الهدف منه رعاية الموهوبين وتقديم هذه الرعاية بشكل مستمر للدارسين فيما بعد الحادية عشرة من العمر، ويتولى مجموعة من الفنانين والأساتذة التدريس في المعهد والإشراف على تنفيذ المنهاج العلمي والأكاديمي في التصوير (الرسم والتلوين) والجرافيك والنحت والخزف وتاريخ الفن والتذوق والنقد الفني والتصميم وبعض الفنون التطبيقية.
دائرة الثقافة والأدوار المتميزة
قبل الختام يمكن لنا أن نعرج قليلاً لنعترف على بعض ما تقوم به دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في مجال الفنون التشكيلية التي تقوم على تنفيذها إدارة الفنون التابعة لها، ومنها إعداد وتنظيم بينالي الشارقة الدولي للفنون.
المعارض الفردية والجماعية:
المعرض السنوي لفناني الدولة.
معرض فناني رواق الشارقة للفنون.
معرض خريجي طلبة معهد الشارقة للفنون.
معرض عيون عربية.
معرض التصوير الفوتوغرافي.
المعرض الكاريكاتيري (بصمات السخرية).
إضافة إلى إشرافها ومتابعتها ودعمها لكل المرافق الإبداعية لمختلف مشارب الثقافة والفنون.
بينالي الشارقة
لبينالي الشارقة الحق أن نتوقف عنده رغم ضيق المساحة أمام ما يمكن أن يكتب عنه مع أنه قد أخذ نصيبه الأكبر في الانتشار واستقطاب ولفت أنظار الفنانين في العالم العربي وكثير من دول العالم التي شارك فنانوها في دورات البينالي السابقة، فالبينالي كما أشير إليه في أحد إصداراته تظاهرة ثقافية تشكيلية دولية يقام كل سنتين في إمارة الشارقة بمساهمة الدول العربية والأجنبية، تهدف إلى تأطير وتوجيه الحركة التشكيلية العربية، وإبراز الدور الحضاري والثقافي للفنان العربي وتحقيق الحوار الفاعل والجاد مع الفنون العالمية وخلق علاقات طيبة مع الأفراد والمؤسسات والهيئات الفنية.
افتتح أول بينالي في الرابع من أبريل عام 1993 ويستمر متتبعاً أهم الاتجاهات الفنية الدولية بأعلى سوية من الأداء تديرها لجنة عليا منظمة ولجان فرعية منبثقة عنها تصوغ كل دورة من دوراته حسب التوجيهات والضرورات الفنية المذكورة في نظامه العام، ويمكن الحصول على كافة الاستمارات والاطلاع على الشروط والمواعيد بمراسلة إدارة الفنون.
تقام على هامش البينالي ندوة دولية
لبحث قضية من قضايا التشكيل، إضافة إلى فعاليات أخرى كما يتم طباعة دليل عام للبينالي ومجموعة من البروشورات والكتب الفنية والتي برزت بشكل كبير في دورة البينالي السادسة، حيث أنجز عدد كبير من الكتب والنشرات المتخصصة التي لا يمكن أن يستغني عنها أي فنان أو مهتم بالفنون التشكيلية، نذكر منها الجدير بالذكر أن اثنين من فنانينا التشكيليين السعوديين قد حققا مراكز متقدمة في البينالي.. فقد حصل الفنان عبدالرحمن السليمان على الجائزة الثالثة في دورة البينالي الثالثة عام 1997م، وحصل الفنان محمد الغامدي على جائزة التصوير عام 2001م.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved