على أسوار بابل
صراع الفصحى والعامية في الشعر العربي المعاصر
|
تجربة يوسف الخال
تأليف: جورج طراد
بيروت: رياض الريس، 2002م
****
تتعرض اللغة العربية، دورياً، لهجمات منظمة تهدف إلى إعلان وفاتها وحصر إرثها بعاميات ومحكيات يحلو للبعض أن يطرحها لغة للحياة والمستقبل. علماً بأن العامية يمكن أن تكون وعاءً آخر للإبداع يعني أنها وعاء رديف ممكن. أما أن تطرح على أنها بديل كامل، فهذا ما يؤدي إلى بلبلة لا طائل تحتها. والمشكلة أن الفصحى تُضرب دائماً من بيت أبيها. فغالبية الذين ارتدوا عليها وصوبوا إلى صدرها سهامهم إنما اشتهروا بفضلها وتعلموا في ميادينها فنون الرماية..! بهذه المقدمة يرصد جورج طراد، واحدة من أبرز المحاولات الموصوفة لقتل الفصحى على يد (العربية الحديثة) كما يصفها المؤلف التي رفع لواءها (يوسف الخال) أو (مجلة شعر). وبصرف النظر عن قيمة (الخال) الشعرية وعن دوره في الحداثة، فإن ما تركز عليه دراسة (طراد) هو المشروع اللغوي البديل الذي جسده، (الخال) في عدة مؤلفات ولاسيما في (الولادة التانية). ومن خلال مئات الأمثلة والشواهد الحية، يظهر الباحث تهافت (العربية الحديثة) وعجزها عن أن تكون اللسان البديل، ويستنتج أن العربية الفصحى تطورت، فعلاً وباتت قريبة من الناس، ومن حياتهم اليومية من غير أن يسجنها أحد من خلف أسوار بابل التي تحتشد حولها حراب العامية والمحكيات بين الحين والآخر.
تناول المؤلف طرحه من خلال عدة فصول، جاءت على النحو التالي:
الفصل الأول: ماهية الحداثة: تناول فيه الحداثة بشكل عام، وحداثة يوسف الخال بشكل خاص، مستعرضاً ماهية الحداثة وسماتها، ومتوقفاً عند مفهوم يوسف الخال للحداثة، ومنهياً إلى النظر في العلائق الممكنة بين اللغة العربية والحداثة.
الفصل الثاني: مواقف من تطوير اللغة: وفيه قام المؤلف بقراءة التطوير اللغوي العربي في العصر الحديث، لأنه يبين مدى تأثر يوسف الخال به، وخطورة تغاضيه عن نتائجه، ثم تناول المقترحات التطويرية للشعراء واللغويين المعاصرين.
الفصل الثالث: يوسف الخال واللغة العربية:
قد تكون أهمية (اللغة العربية الحديثة) عند يوسف الخال نابعة من الجانب التنظيري أكثر ماهي ناجمة عن تطبيقاته لما بشر به، لذلك يتولى هذا الفصل دراسة نظرياته، بدءاً بأولوية اللغة في الإبداع، ووصولاً إلى تطبيق المحكية لغة، ومروراً بنقده محاولات أخرى في المجال نفسه.
الفصل الرابع: انعكاسات لغة الخال على شعره: وهو الجزء التطبيقي من الدراسة وفيه قام المؤلف بإحصائيات وأرقام مأخوذة من لغة الخال الشعرية في (الولادة التانية) وتتعلق بالجوانب التالية: تأثير اللغة البديلة في حجم القصائد، تأثيرها في تنوع الحركة والسكون في قوافيه، انعكاسها على وتيرة استخدام الأفعال، ظاهرة تراجع الذاتية، وتيرة استخدام حروف الجر، استمرارية البنية الفكرية.
الفصل الخامس الأخير: مآخذ على لغة يوسف الخال: ويركّز هذا الفصل على التناقضات التطبيقية في الطرح اللغوي ليوسف الخال من خلال عدة جوانب، حصرها المؤلف في المحاور الرئيسية التالية: اضطراب لغة الخال في التصوير الإملائي، اضطراب لغة الخال في الاستخدام الدلالي، عدم وجود قاعدة لغوية موحدة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
