الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 6th October,2003 العدد : 31

الأثنين 10 ,شعبان 1424

أعراف
رسائل العرفان إلى عبدالعزيز المقالح
محمد جبر الحربي

صباحٌ له لون صفائك وبهائك وحضورك الوقور العالي والقريب، وله عطر حبيبتك صنعاء، وجمال بلقيس، وروح المدينة المنورة، وعزة الجبال، وكرم الغمام، وقبول السفوح والسهول.
صباحٌ كله صنعاء القصيدة كما ترى التي «كانت امرأة/ هبطت في ثياب الندى/ ثم صارت مدينة.»، وصنعاء العاصمة «هي عاصمة الروح/ ابوابها سبعةٌ/ والفراديسُ أبوابُها سبعةٌ / كل بابٍ يحقق أمنيةً للغريب/ ومن أيِّ بابٍ دخلتَ/ سلامٌ عليك/ سلامٌ على بلدة/ طيّبُ ماؤها طيبٌ/ في الشتاءات صحو أليفُ/ وفي الصيف قيظ خفيف/ على وابل الضوء تصحو/ وتخرج من غسقِ الوقت سيدة في اكتمال الانوثة/ هل هطلت من كتاب الأساطيرِ؟/ أم طلعت من غناءِ البنفسجِ؟/ أم حملتها المواويلُ من نبعِ حلمِ قديم؟!»
صباحٌ لا يشبه إلا نهوضك من الحلم النبيل إلى الواقع الأنبل الذي عشت عمرك تشذّب اشجاره، وتحنو على الوان الطفولة في ساحاته ونواحيه، وتسقي بماء القصائد مدنه وضواحيه..
صباحك صباحنا الذي عودناك على القلق فيه بأسئلتنا وضجيجنا، وعودتنا فيه على هدوء العارف، وتواضع العالمِ، وبسمة المؤمن السعيد، فيا سيدي لا تلم تكأكأنا عليك ان رأينا فيك «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
ويا أيها الكبير لا تحزن إن سألناك ماذا فعلت بنا؟!
وما هذا الذي حملت عنا؟!
ومن أين أتيت بكل هذا الجمال والجلال لتحتوينا لا كما يفعل الحواة
وآسرو الجمال بل كما يفعل القادرون على التمام ؟!
وكيف استطعت لم شملنا، نحن الذين فرّقنا الاستعمار بأيدينا؟!
كيف اجتمعنا على وِردك، ومعينك اليمني الطاهر؟!
كيف نهلنا وعللنا ونسينا كعادتنا ان نقبّل صفحة الماء؟!
واليوم وأنت الفارس بعيون اوروبا وحضور باريس الطاغي
كيف لو كنت فارسنا وجوادنا العربي الأصيل؟!
وأنت أنت كذلك، وأهل لذلك كيف لو كنا صهيلك واحتفاء الشمس بك؟!
فماذا أنت فاعل أيها الكبير؟!
ليس لك إلا ان تصفح عنا وعنهم كما فعلت عبر السنين
ليس لك إلا ان ترضى بنا وبهم
قساة وان أحبوا..
سلكوا دروب النكران، وشوارع النسيان ولم يعودوا..
لم تعلمهم العواصم، ولا الثقافة معنى التواضع، وما علمتهم ورود الشكر، وسنابل العرفان.
هكذا هو الإنسان ما أكفره!!
وهكذا هي الأوطان يا مبدعنا نحبها وتقتلنا..
فما ذنبنا اذا كان الشفاء في أكف سهولها وقامات جبالها؟!
وما ذنبنا ان كانت الداء والدواء..
ثم تجاوزت فأصبحت الخصم والحكم؟!
ما ذنبنا ونحن قد كتمنا حبها وادعته الأمم، نحن الذين حين احرقنا الحب لم نلعن الدرب وانما كان عتابنا مقة، وبوحنا زلالا للقلوب العابرة العطشى.
أيها المقالح العظيم السلام عليك.
وعلى مدينتك السلام الذي انت تنشده، وتنشده بصوت رخيم:
صباحا جميلا
ومعذرةً يا ابنة الشمس
لا شيء في شفتيَّ سوى قبلةٍ من كلام
ولا شيء تحمله راحتي غير باقة حب مدلهةٍ
كنتُ خبأتها في دمي
وأتيتُ لأزرعها تحت أقدامك العاريات
ولا شيء في وتري غير «دندنة»
شاء حظي التقاط «مقاماتها»
وهي عابرة
تحت شباك بيت قديم
اتيت لأنثر بين يديك مقاطعها
واقول لمن ترتدي حزن عيني
واشواق قلبي: سلاما سلاما.»
* فرنسا تمنح الشاعر والناقد والمفكر اليمني عبدالعزيز المقالح وسام الفارس.
* المقاطع الشعرية المقوسة قصائد للشاعر المقالح من ديوانه «كتاب صنعاء» الصادر عن رياض الريس للكتب والنشر.


mjharbi@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved