الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 6th October,2003 العدد : 31

الأثنين 10 ,شعبان 1424

قراءة في العدد
بقلم :اللجنة

في العدد الماضي كانت «المجلة الثقافية» كريمة مع قارئها.. فقد استضافته المجلة على وجبة طعام شهية تشتمل على أنواع مختلفة من الأطباق.. ووضعت إلى جانب هذه الوجبة، سلة فواكه متعددة الأصناف.. مما جعلنا في حيرة من أمرنا!!.
فإن أكلنا من كل طبق من أطباق الوجبة العديدة فسنشبع.. ونحرم أنفسنا من أصناف «سلة الفواكه».. وان أكلنا من بعض أطباق «الوجبة» حتى لا نشبع.. لنأخذ نصيبنا من بعض أصناف الفواكه.. فإننا في هذه الحالة سوف نحرم أنفسنا من بعض أطباق «الوجبة».. ومن بعض أصناف «سلة الفواكه».. ويبدو أننا نميل إلى الخيار الأخير.. وشيء خير من لا شيء.. و«بعض الربيع ببعض العطر يختصر».
ولن تكون «المجلة» أكرمنا.. لهذا سنقابل كرمها بما هو أكرم، وذلك بزيادة مساحة القراءة للعدد الماضي.. حتى نتمكن من الإلمام بأكثر عدد ممكن من النصوص.. وليس كلها بالتأكيد.. ونحب أن نهمس في آذان المسؤولين في المجلة إن كرمها هذا هو امتداد.. أو نتيجة لكرم الكتَّاب الذين نتمنى ازدياد عددهم.. فالمجلة تصدر من الكتَّاب.. وإلى الكتَّاب، والقراء في آن.
قضية.. خطيرة!!
ولنبدأ رحلتنا مع كاتبنا العزيز (علي محمد العمير) لأنه طرح قضية خطيرة في مشهدنا الثقافي.. ولعلها قضية العدد التي ندعو إلى تناولها بشكل واسع من أقلام كتَّابنا الأعزاء، لأنها قضية حيوية مؤرقة.. ونتمنى سماع الأصوات «الرسمية» المسؤولة مسؤولية مباشرة عنها مثل «الجامعات».. و«الأندية الأدبية».. و«جمعية الثقافة والفنون».. وقبل كل ذلك «وزارة الثقافة والإعلام».. أما «دور النشر» فهي مجرد شركات تجارية ربحية «لاتهش.. ولاتنش».
ودون أي مجاملة نجد أن صديقنا «العمير» لم يطرح قضية خطيرة.. بقدر ما طرح مشكلة كانت تتوارى تحت شبكات «عنكبوتية».. فمزّق هذه الشبكات.. و«بان المختبئ».. وكشف «المستور عليه» لأسباب أبدى بعضها.. تاركاً البعض للجهات الرسمية المسؤولة.. ولذكاء وفطنة المرشحين بالشأن الثقافي والأدبي.
وإذا كان الصديق العزيز (العمير) قد ناقش القضية التي لم نستطع تلخصيها لتشعبها من خلال بعدها المحلي فإننا نحاول من خلال هذه السطور أن نتجاوز بها من خلال «بعدها العربي» بواسطة ما أطلق عليه «بالنشر المشترك».. وبهذا فإن المطلوب مناقشة هذه القضية الثروة من خلال البعدين المحلي، والعربي».. فهل بلغنا.. اللهم فاشهد!!.
حكاية.. سحارة
زميلنا المتحرك دائماً (عبدالحفيظ الشمري) الذي نشرت له في العدد أربعة نصوص قصيرة.. ولقاء مطول مع ضيف العدد المكرم العلامة الاستاذ الكبير (سعد بن عبدالله الجنيدل).. وهو ما دأبت عليه المجلة مشكورة في تكريم رموزنا الكبيرة التي كان لها أثرها، وتأثيرها في حياة، ومجتمع، هذا الوطن المعطاء.. أثار في موضوعه «المعادلة» الذي ينشر تحته قضية بين طرفين، أو قطبين يضعهما بين «بما أن».. و«إذن» فقد كان قطبا المعادلة هما الدكتوران (عبدالله الغذامي.. وعبدالرحمن السماعيل).. والقضية هي كتاب «حكاية سحارة» الذي رأى في البداية أنه «مسرد أدبي» صادر عام 1999م، ثم رأى فيه أنه «رواية» في شكل جديد.. في الوقت الذي يرى (السماعيل) في الكتاب إنه أقرب إلى الشعر في مدلولاتها منه في السرد!!.
ولكي لايتوه القارئ في المصطلحات النقدية، واختلافاتها.. فإن الحكم في هذه القضية تبقى (للغذامي) بصفته ناقداً من ناحية.. وصاحب كتاب (حكاية سحارة) من ناحية أخرى نقول هذا الكلام لعدم اطلاعنا على كتاب (حكاية سحارة) الذي مضى على صدور عشرة أعوام دون أن يعرف.. ولثقتنا في رأي (الغذامي)، ومصداقيته.. أم أنه يود أن يكون من «المسكوت عنه)؟ السؤال موجه لصديقنا (الغذامي) حتى لاتبقى المسألة معلقة في ذمة التاريخ!!.
الليلة.. والبارحة
وكعادة صديقنا الأديب الذي لم يعرفه «الطب» عن «الأدب» (عبدالسلام العجيلي) الذي نعده مكسباً للمجلة.. كعادته في ربط أحداث وقعت في (الماضي) تتداعى في ذاكرته لاسقاطها على أحداث في (الحاضر).. كأنه يريد أن يقول للقارئ عبارة «التاريخ يعيد نفسه» .. والجيد في طرح (العجيلي) أنه يمتلك أسلوباً أدبياً من النوع «السهل الممتنع»، فهو يزجك في (دهاليز) التاريخ، ومنعطفاته، وتعرجاته، وتأويلاته.. ليسقطها في أحداث العصر دون اعتساف مخل.. أو استطراد ممل.. فهو حيناً يربط «العام»، «بالعام» وحيناً يربط «العام» بالخاص في غير ما تكلف مثقل.. أو تحيز معتل!!.
طرفة.. على الجسر
صديقنا (محمد أحمد الشدي) يتفق في موضوعه «طرفة.. على الجسر» عن رؤية مأساوية من منظور يمزج الروح الشاعرة.. بالمنظور المسرحي.. والتقطيع السينمائي.. والتراجيديا اليونانية.. والربط التاريخي الذي «يراوح» بين «التكثيف» للأحداث.. و«التلميح» للشخوص. .. و«القضية» الضائعة بين «الظالمين» على السطح.. و«المظلومين» تحت الأنقاض!!.
لقد قال أشياء كثيرة بعثرتها رياح «التاريخ» المجنونة في مواقف، وأسماء تمد أعناقها من بين «القمة».. قالها وهو يحاول مشاهدة أمور عديدة في «كرنفال» غرائبي مثير للدهشة!!.
ونسأل صديقنا «الشدي» هل فهمت شيئاً مما قلناه؟ إجابتك على سؤالنا هذا هي إجابتنا نفسها بعد قراءتنا لموضوعك «المكثف» بشكل يعتم على القارئ الذي لايجيد فك الرموز والمغاليق وفتح «الطلاسم» !! ومع ذلك فقد كنت من الناحية الفنية «الأسلوبية» مبدعاً.. ومتألقاً بما لم نألفه من خلال كتاباتك.. أما صدر البيت الشعري الذي لم يرد في موضوعك مكتفياً بالعجز.. فالبيت كاملاً هو:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند!!
مع صديقنا.. البواردي
المتابع لما يكتبه صديقنا الأديب الشاعر (سعد البواردي) من خلال «صومعته» التي يصر عليها يشعر ان ليس كالشعر من يعرف الشعر.. وكما يقول المثل السائد «أهل مكة أدرى بشعابها».. وجميل أن يكون حاضراً بعد قطيعة سنين في الغربة، والاغتراب.. إلا أننا نجد ان «صومعته» قد أخفت علينا صوته الشعري، الذي نخشى معه أن تذبل «زهوره».. وتهجره «فراشاته»!!
وفيما يكتبه صديقنا «البواردي» نجده يزاوج بين المدرسة «التأثيرية».. والمدرسة «الانطباعية» في قراءاته بحيث إنك تستطيع من قراءتين، أو ثلاث معرفة قراءاته الأخرى.
والمدرستان على أهميتهما، وانحسارهما أمام القراءات الجديدة.. إلا أننا نجد أن أي ناقد لا يستطيع أن يكون بمنأى عن الأولى.. فالتأثر عملية مرتبطة بشبكة الفكر «العنكبوتية».. وبنسيج المشاعر «الإنسانية».. أما الثانية فرغم أن لها مزالقها، وخطورتها بحيث لا يستطيع أن يمسك بتلابيبها إلا من له ثقافة عميقة، ووعي، وإدراك، وفطنة متجاوزة، هذه الأمور التي كانت تتوفر في ناقد يمتلك «عبقرية» الدكتور طه حسين الذي يعد من رموز «الانطباعية» في أدبنا المعاصر.. ومع ذلك كانت له «شطحاته» رغم قلتها.. نقول هذا التوضيح حتى لايتصور صديقنا العزيز (البواردي) تصوراً لم نذهب إليه.. ولا نود لأنفسنا أن تذهب إليه.
ونحن معه أن الأخت الكريمة (هدى الدغفق) ليست مجرد شاعرة فحسب، بل من شعراء الحداثة.. أو قصيدة «التفعيلة».. أو «القصيدة الجديدة».. وهي في ديوانها «لهفة جديدة» تطرح تجاربها كأنثى تعيش في مجتمع خاص يلاحقها في البيت.. والشارع.. والمدرسة.. وأي مكان تذهب إليه لكننا لسنا معه في سؤاله «ولِمَ القطن.. أليس الحضن أكثر دفئاً؟ ثم تخليه عن هذا السؤال بعبارة «لايهم».. ونحن نقول بل يهم.. وأن إيرادها لفظة «القطن» كناية عن «الوسادة» أمر مهم عوضاً عن الحضن الدافئ الذي يطالبها به.. لأنه حضن في «الذاكرة» تفسره كلمة «يذكرني» فالحضن الدافئ الذي يطالب به غير موجود إلا من خلال «التذكر» الذي يعد خيالاً.. لكنها في حالتها ليس أمامها إلا «الوسادة» تعبيراً عن حالتها.. أو واقعها!!.
أعراف.. الحربي
شاعرنا العزيز المرهف (محمد جبر الحربي) ما كنا نود له أن يقف من الحركة الأدبية في «السودان» الشقيق عند (محمد المكي ابراهيم» من خلال ديوانه «بعض الرحيق أنا، والبرتقالة أنت».. والفيتوري.. ومحمد فهمي سند.. والطيب صالح، كأمثلة تختزنها ذاكرته.. وبالتأكيد كما أشار صديقنا (الحربي) أن وجود رموز أخرى غير معروفة إعلامياً.. ولهذا نضيف إلى ذاكرته ثلاث شعراء هم «التيجاني».. و«محمد محجوب» و«محيي الدين صابر».. إلى جانب العلامة الذي انتقل إلى رحمة الله قريباً «عبدالله الطيب».. وفي الشعر الشعبي «الحردلو».
ونقول للصديق (الحربي) ان استعمال لفظة «بتواجد» خطأ شائع بين الكتَّاب لأنها مشتقة من «الوجد».. وهو ما لايعنيه صديقنا.. والصح بأن تكون اللفظة «بوجود» وهو مايعنيه صديقنا والقارئ لما يكتبه صديقنا (الحربي) يجد أنها تأخذ أسلوب الانطباع الذي لايخلو من «الانبهار» ربما كان مرد ذلك كون صديقنا شاعراً «يتذوق».. ولهذا ألا يخلو نثره من روح الشاعر.. ولكن النتيجة تظل في مخيلته.. وقد استمتعنا بقصيدة «المكي» المختارة التي أخذت ثلثي الموضوع القصير.. ومع ذلك فحضور «الحربي» بيننا نتمنى أن يمتد ليتحفنا بجديده من الشعر الجميل الذي يعد واحداً من رموزه.
مع شيخنا سعد الجنيدل
حين نأتي إلى القاعدة «الحضارية» التي سارت عليها «المجلة» نجد أمامنا في العدد الماضي قامة ساحقة كانت تعمل بصمت دؤوب بعيداً عن أضواء الكاميرا، والإعلام هو الشيخ سعد بن عبدالله الجنيدل.. وقد جاء تكريمه بعد «الشيخ عثمان الصالح» شفاه الله.. والمسافة الزمنية بينهما قصيرة قد لا تساعد المجلة في إعداد مادة التكريم بشكل أعمق، وأدق، من الشهادات الانشائية التي نشرت لبعض الكتَّاب، وكلها تتكلم عن «عموميات» في الوقت الذي كان يجب أن يكون الطرح موضوعياً يعكس اهتمامات المكرم من عدة جوانب.
مثال على ذلك ماذا سيستفيد القارئ من «متحفه» الخاص الذي لم يأت أي حديث عن محتوياته.. وكيفية تصنيفها.. وإلى أي عهود ترجع.. وما أنواعها؟.
ومكتبته الخاصة ماذا عرف القارئ عنها؟.. إن التكريم إذا قصد به التوفيق لمساعدة الباحثين والدارسين للرجوع إليه يختلف عما إذا كان القصد منه مجرد «التغطية الصحافية».
إذن فإن «المجلة» مطالبة بوضع خطة مبرمجة موضوعية تعطي للشخصية المكرمة حقها من العناية والاهتمام والتخطيط المبكر.. ولهذا فإن أبرز موضوعات «الشيخ الجنيدل» تتمثل في ترجمة الحياة.. واللقاء الذي أجراه معه الزميل «الشمري».. والمعلومات التي وردت عن كتابه «معجم الأمكنة في القرآن».
مع أبو أوس
أشرنا في العدد الماضي ان موضوع اللقاء مع (الدكتور أبوأوس ابراهيم الشمسان» من الموضوعات الحيوية لأنه يتعلق بأبرز قضايانا هي «اللغة العربية»، وما تعانيه من مشكلات فرضها العصر الذي نعيشه.
وهذا الحوار يدعونا للتساؤل: عن اللغة العالمية.. وعالمية اللغة، وهذا لن يتحقق للغتنا لأنها لغة «الضعيف» المستورد لكل شيء غير عربي من الدول القوية.
نحن في عصر تحكمه القوة، وتسيطر عليه لغة دول القوة!!.
ولكي نحقق للغتنا العربية «العالمية» فيجب أن نكون أمة قوية.. وإلا انطبق علينا ما قاله الشاعر:
إن أشقى الشعوب في الأرض شعبٌ
يومه ميتٌ، وماضيه حيٌ
فاللغة صورة من شعبها، ضعفاً، أو قوة.. ومع ذلك فإننا نجد أن لغتنا لاتعاني على المستوى العالمي رغم الاعتراف بها في بعض مؤسسات «الأمم المتحدة»، لكنها تعاني في الأصل والأساس في صفوف الشعوب العربية.. ومجامع اللغة الدولية أثبت الزمن أنها مجرد «مؤسسات بيروقراطية».. لم تقدم للغتنا شيئاً يذكر.. وإنشاء مجامع جديدة لن يقدم في الأمر شيئاً، ولن يؤخر.. وستكون مجرد «ضغث على إبالة»!!
الأخطاء.. الطباعية
قد نغفر للصحيفة اليومية ما يقع فيها من أخطاء طباعية لأسباب لا تخفى عن فطنة القارئ.. أما وقوعها في «مجلة ثقافية» اسبوعية فإنه ظاهرة لا تغتفر .. وهذا ما لمسناه من قراءاتنا لأعداد المجلة الماضية.. إضافة إلى أنه يحصل تآكل.. أو «قضم» لبعض حروف الكلمات .. لهذا ليس أمامنا إلا اللجوء إلى الزميل العزيز (إبراهيم التركي) للاهتمام بهذا الأمر الذي يشكل «سرطان» الصحافة.. أجارنا الله والآخرين منه.. والله المستعان.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved