الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th November,2006 العدد : 175

الأثنين 15 ,شوال 1427

نص مسرحية: لبنان تتكلم..
أسماء الشهري
الشخصيات:
صوت لبنان..
شاب1..
شاب2..
شاب3..
شاب4...
الزمن:
منتصف الليل .. بعد حرب لبنان 2006م..
المكان: الموقع الرئيسي للوكالة الدولية لمخاطبة الأرض العربية..
شاشة عرض كبيرة تغطي خلفية المسرح.. مجموعة من أجهزة الحاسوب.. يتوسطها حاسب أكبر حجماً من البقية.. إلى جانبه سماعات كبيرة متصلة به وجهاز خاص للتحدث.. خزانة زجاجية كبيرة إلى يسار خشبة المسرح تحوي أوراقا وملفات وأقراصا مرنة..
يفتح الستار ليظهر المسرح بإنارة خافتة لا تتضح معها ملامح الوجوه..
الشباب الأربعة يتسللون بوجل إلى داخل الموقع الرئيسي للوكالة.. ثم يتفرقون لاستكشاف محتويات المكان..
الشاب 1: وصلنا.. هذا هو المكان..
الشاب 2: (يتفقد الأجهزة) لأول مرة في حياتي أرى هذا النوع من أجهزة الحاسب.. (يجلس على الكرسي المقابل للجهاز الكبير والمواجه لشاشة العرض)
الشاب3: (متهكماً) الآن اعترفت بالحقيقة، والبارحة كنت تقول إنه لم يصنع جهاز حاسوب في العالم لم تتعرف عليه..
الشاب 4: (شاب 2) هل تستطيع تشغيله..؟؟
الشاب 2: لا أدري سأحاول ..
(الشاب 1 يتجه إلى الخزانة الزجاجية، ويحاول جاهداً فتحها ولكنه يفشل)..
الشاب 1: يبدو أن كل ما هو مهم موجود هنا، ولكنها مقفلة بإحكام..
(الشاب 3 يلتقط ورقة ملقاة على الأرض مرسوما عليها خارطة للأرض العربية مجزأة)..
الشاب 3: (بسخرية) يا شباب (يشير للورقة) هذا وطننا العربي الجديد..
يقترب شاب 1 وشاب 4 لمطالعة الورقة عن كثب
ثم يفاجأ الجميع بصوت ضجيج يصاحب تشغيل الجهاز..
فيسرع الشاب 2 تجاه مصدر الصوت، ويخفضه بسرعة ..
الشاب1: (بخوف) ما هذا الصوت ..؟؟
الشاب 2: لا أدري ..
الشاب 3: اعتقدت أن المكان سينفجر..
أثناء عمل شاب2 على لوحة المفاتيح، تضيء شاشة العرض المطفأة لتتضح بها الوجوه، وتفاصيل الديكور.. يندفع الجميع للاقتراب من مصدر الضوء ..
يكتب على الشاشة باللغتين العربية والإنجليزية ..
الوكالة الدولية لمخاطبة الأرض العربية ..
يقف الشبان الثلاثة مذهولين ..
في حين يستمر الشاب2 في العمل على الجهاز ..
يطلب الجهاز شفرة الدخول ..
الشاب4: هل تعرف الشفرة ؟؟.
الشاب 2: (باعتداد) طبعاً أعرفها، اشتريتها مع المعلومات..
بعد نجاح إدخال الشفرة، يظهر الجهاز خريطة للعالم العربي بدون حدود داخلية..
الشاب 4: هذه خريطة الوطن العربي ..
الشاب 2: أعتقد أن هذه الصورة تصل إلينا مباشرة عن طريق الأقمار الصناعية ..
الشاب3: (بذهول) لم أكن لأصدق لو لم أر بعيني ..
الشاب 1: هل تستطيع تكبيرها واستعراض كل دولة على حدة ..
الشاب 2: سأحاول ..
يعمل على الجهاز قليلاً ..
تظهر صورة دولة مصر واضحة ومضيئة ..
الشاب4: هذه مصر ..
الشاب 3: جئنا من أجل لبنان.. حاول عرض صورتها ..
الشاب 1: حاول أن تعرض صورة فلسطين أولاً..
الشاب 2 يعاود العمل مجدداً ..
الشاب 2: لا يمكن عرضها ..
الشاب 4: (مستغرباً) توقعت أن تجرى التجارب عليها بما أنها محتلة ..
الشاب 3: ربما يركزون على الدول غير المحتلة.. لِمَ لا تجرب عرض صورة العراق لنتأكد؟
الشاب 2: حسناً ( بعد لحظات ) لا يمكن عرضها أيضاً ..
الشاب 1: إذاً هم بالفعل يركزون على مخاطبة الأرض العربية غير المحتلة ..(متعجباً) ولكن ما السبب؟؟
الشاب 4: ربما يخشون حدوث آثار سلبية لتجاربهم..
الشاب 2: أو ربما يجرون تجارب يدرسون بواسطتها الآثار السلبية التي يمكن إحداثها ..
سأعرض صورة لبنان قبل أن ينفضح أمرنا ..
يعاود العمل مجدداً ..
تظهر صورة لبنان مضاءة وواضحة ..
الشاب 3: هذه لبنان ..
الشاب 1: أحسنت والآن حاول تشغيل الأجهزة الصوتية ..
هل يمكنك ..؟؟
الشاب 2: (بغرور) دون شك (يعيد تشغيل سماعات الصوت فيعود الضجيج من جديد ).
يعمل على الجهاز فيختفي الضجيج تدريجياً ..
الشاب 2: يبدو أنهم يقومون بتحويل اللغة البشرية عن طريق أجهزة الحاسوب إلى لغة أخرى يتم إرسالها عن طريق الأقمار الصناعية التي تعمل أيضاً على تلقي الذبذبات الأرضية وإعادتها للأجهزة التي تحولها من جديد للغة بشرية يسهل فهمها..
الشاب 3: يدور الحوار بينهم وبين الأرض كأي حوار بشري عادي ..
الشاب2: (بسخرية) إذا ما تمكنوا من إدارة حوار أصلا ..
الشاب1: (مستغرباً) ماذا تقصد ..؟؟
الشاب 2: أقصد أنهم منذ إنشاء هذه الوكالة وإلى اليوم لم ينجحوا في تلقي أي ذبذبات حقيقية رغم البحوث التي قاموا بها والرسائل المتعددة التي أرسلوها للأرض..
الشاب 4: اجلوا حواركم إلى وقت لاحق، وابدؤوا العمل قبل أن ننفضح..
الشاب2: حسناً، ولكن أولاً يجب إرسال إشارة تنبيهية للبنان ..
الشاب4: ما هي الإشارة التنبيهية التي تقترحها ؟؟..
الشاب2: لا يوجد لدي شيء محدد.. (يفكر قليلاً) فلنجرب مناداتها عن طريق جهاز النداء باسمها ..
(يمسك جهاز المناداة وينادي بصوت عال): لبنان.. لبنان.. لبنان ..
الشاب3: (يائساً) يبدو أن لا فائدة ..
الشاب1: كرر المحاولة ..
(الشاب 2 يكرر المحاولة دون استجابة )..
الشاب4: (بخوف) أخشى أن ينكشف أمرنا..
الشاب3: لم لا نجرب مناداتها جميعنا بصوت واحد؟
(يقترب الجميع من جهاز المناداة)
الشاب 1: هيا سأعد إلى ثلاثة.. واحد ..اثنان.. ث
الشاب 4: (يسبق الجميع وينادي ) لبنان..
الشاب 3: (بغضب) قلت ..الجميع بصوت واحد، ولم أقل كل صوت على حدة ..
الشاب4 : لم لم توضحوا ذلك منذ البدء ..؟؟
الشاب 1: لا بأس.. من جديد بعد أن أقول ثلاثة.. فهمتم..
(يكرر) بعد أن أقول ثلاثة..
شاب2,شاب3,شاب4:(بصوت واحد ) لبنان ..
الشاب 1: (بيأس) يا الله ستشرق الشمس قبل أن تتوحد أصواتنا سوية..
الشاب 3: الخطأ خطؤك.. قلت (بعد أن أقول ثلاثة) ..
الشاب 1: أقصد بعد أن أعد وأصل للرقم ثلاثة وأنطق به.. هل فهمتم ؟؟ والآن هيا.. سأعد مجدداً..
الشاب 1: واحد, اثنان, ثلاثة..
الجميع: (بصوت واحد ) لبنان ..
تكبر صورة لبنان على الشاشة ويتضاعف الضوء الصادر منها..
الشاب2: (مندهشاً) أرأيتم التغير الذي ظهر على الصورة ..؟؟ هيا فلنعاود الكرة بصوت أعلى.. واحد، اثنان، ثلاثة ..
الجميع: (بصوت واحد) لبنان ..
(يُسمع صوت عال من سماعات الصوت الضخمة)
صوت لبنان: أنتم.. ما الذي جاء بكم إلى هنا ..؟؟
الشاب2(فرحاً): لبنان أجابت.. أسمعتم.. لبنان أجابت ..
(يتراجع البقية بعيداً عن الأجهزة، ويتوزعون على خشبة المسرح بشكل مناسب)
الشاب 1: جئنا من أجلك لبنان.. (بانكسار) جئنا لنقدم لك الاعتذار..
صوت لبنان: (بتهكم) وعن أي شيء ستعتذرون؟؟
الشاب 2: عن عجزنا ..
الشاب 3: عن ضعفنا ..
الشاب 4: عن وجودنا بلا وجود في هذا العالم ..
صوت لبنان: إذا كان هذا ما جئتم من أجله فالأحرى بكم أن تقدموا اعتذاركم للعالم.. ولأنفسكم وليس لي..
الشاب 2: أتينا إليك لنخبرك عنا وعمن لم يأتوا معنا..
عن وقوف العالم كله ضدك وضدنا.. عن انعدامنا.. عن انصهارنا.. عن تبخرنا ..
الشاب1: عن تبعثرنا تحت كل قدم ..
صوت لبنان: (بحسرة) انتظرت معونتكم ولم تأت.. ترقبت تعالي أصواتكم ولم أسمعها.. تأملت أن أجدكم صفاً واحداً لا يلتزم الحياد تجاه قضاياه ويوكل العالم بتوليها وخاب أملي ..
الشاب 4: ولكن كيف (يواجه الجمهور ويقسمه) ونحن مقسمون لطوائف وأحزاب وفقراء وأثرياء ومعارضون ومؤيدون؟؟
صوت لبنان: كل دول العالم مقسمة مثلكم ولكنهم موحدون تجاه مصالحهم المشتركة..
الشاب3: عملوا على تمزيقنا (يمزق الورقة) وتفتيتنا (يمزقها لأجزاء اصغر) وتخليصنا من قوتنا (ينفخ أجزاءها لتتطاير على خشبة المسرح.. يكمل) ثم أخبرونا بأن الأرض لا تسعنا معهم..
صوت لبنان: (بانفعال) وأنتم إما أنكم وافقتموهم.. أو استقبلتم آراءهم بصمتكم المعتاد.. في حين عشت بدوري على توقعاتي الوهمية بأنكم لن تقفوا هناك متفرجين.. (تكبر صورة خارطة لبنان ليتضح بأنها مقسمة إلى أعلام الدول العربية متجاورة يتوسطها علم لبنان.. ثم تنفصل الأعلام العربية عنه وتنسحب خارج الخارطة ويمتد علم لبنان ليشمل كامل الأرض اللبنانية) توقعت منكم أن ترفعوا أعلامكم إلى جوار علمي لا أن تنكسوا رؤوسكم على ضحايا الحرب وكأنها لا تعنيكم وتأسفوا على موت الحيوان وتناثر الأحجار وهدم المباني أكثر من أسفكم على شهداء الحرب..
الشاب 4: (متألماً) لبنان منعونا من الهتاف باسمك، أو رفع علمك على أرضنا فكيف يسمح لنا برفع أعلامنا على أرض الحرب..
الشاب2: ماذا نملك ونحن شعوب لا رأي لها.. ولا خوف من
غضبها.. ولا قيمة لوجودها..؟؟
صوت لبنان: (بانفعال أكبر) ما انتظرته منكم أكثر بكثير من متابعة الجرائم الحاصلة بحقي على نشرات الأخبار.. أردت بشدة أن توحدنا تلك الأزمة التي رأيت بأنها حرب نحن جميعاً معنيون بها..
الشاب 1: قالوا إن المقاومة على ترابك لا تعنينا لأن مقاوموك لهم مذهب لا يعنينا..
الشاب3: فرقونا في الوقت المناسب للعدو ..
صوت لبنان: (بلوم) ليس عذراً أن تعملوا برأي لا تصدقونه؛ لأنكم تملكون العقل كغيركم .. لم تكد الحرب تبدأ حتى بدأتم في اجتماعاتكم بالتركيز على الإعمار، وكأنكم تعطون الضوء الأخضر للعدو بالدمار بالقتل بالتخريب بالهدم ..
الشاب1: (مبرراً) لسنا نحن.. هم اجتمعوا وتناقشوا وتحاوروا.. لم يصدق أحد بأنهم طوال اجتماعاتهم ومناقشاتهم لم يتناولوا من جوانب الحرب إلا الإعمار ..
صوت لبنان: وأنتم أين تجمعاتكم وآراؤكم وأصواتكم..؟؟
الشاب 3: (مستغرباً) تسألين وأنت تعلمين بأننا شعب تفرق تجمعاته بالرصاص، وتكتب آراؤه تحت السوط، ولا يسمح له بفتح فاه إلا بعد قطع لسانه!..
صوت لبنان: أين إنسانية العالم.. لم لم تجربوا التأثير من خلالها..؟؟
الشاب 2: من قال بوجودها ؟؟ العالم أدمن رائحة جثث أطفالنا المحترقة، وشربوا نخب دمائنا المنسكبة تحت الأقدام بلا قيمة.. صدقيني أن مدمني عذاباتنا أكثر من مدمني الكحول، وأن الفرحين بجراحنا.. وآلامنا.. أكثر بكثير من المكترثين بنا ..
الشاب 4: (بأسى) لبنان.. سئمنا انعدام أوزاننا في ميزان دول العالم.. ولكن ماذا بوسع من هو مثلنا أن يفعل ..؟؟
صوت لبنان: (بنبرة حزينة) تخيلت أن يخذلني العالم أجمع إلا أنتم ..
الشاب 2: نحن مضطهدون .. ومراقبون.. وممنوعون من كل شيء فما الذي يتوقع منا..؟؟
صوت لبنان: توقعت أن تروني بالعين التي أراكم بها ..
توقعت أني راسخة في روح كلٍ منكم أكثر من رسوخي على الخارطة.. ولكني أخطأت التقدير ..
الشاب 1: لبنان نحن ضعفاء لا حول لنا.. مشلولون لا قوة لدينا.. نحن المتكلمون بالصمت.. والغاضبون بالصمت.. والثائرون بالصمت..
الشاب 3: هو قدرتنا وحولنا وقوتنا..
الشاب 2: ماذا نفعل.. وأحلامنا وأفكارنا وآراؤنا مراقبة أكثر من حدود الوطن ..
الشاب4: ماذا نفعل إذا كانوا يخشون كلماتنا أكثر من خشيتهم جيش العدو المرابط داخلهم وداخلنا والمحيط بحدودهم وحدودنا..
الشاب 1: ماذا نفعل ونحن لهم ولا شيء لنا سوى الجوع والصمت والفقر والقهر والذل ..
الشاب4: ماذا نفعل إذا كانوا يفضلون التنازل للعدو عنا على التنازل عن حقوق الإنسان لنا..
الشاب 3: طالبناهم بالحرية فحصلنا على القمع.. طالبناهم بالوطن فوهبونا للاحتلال.. طالبناهم بحقنا في العيش بأمان فحصلنا على الإرهاب.. طالبناهم بالفتات المتبقي من مآدبهم لنتمكن من العيش فصادروا ثروات الأرض..
الشاب 2: قالوا عمن عارضوا منا الخوف من غير الله بأنهم منشقون وخونة.. وقالوا عمن نادوا بالوحدة الدينية إنهم كفار وملحدون.. واتهموا كل من طالب بحقه في الوطن بالعمالة.. فاسكتوا حتى الهمس فينا ..
صوت لبنان: (معاتبة) آمنت بكم.. فلم لم تؤمنوا بأنفسكم..؟؟
الشاب4: لأنهم منعونا من الإيمان بأي شيء عدا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولو أحرقت العالم..
صوت لبنان: أين تهربون من أنفسكم ..؟؟ أين هي شعارات التاريخ الواحد والوطن الواحد والمصير الواحد..؟؟
الشاب1: مجرد شعارات أفهمونا ألا نصدق بإمكانية تطبيقها على أرض الواقع..
الشاب 4: لبنان لا تصدقي أنا عرب.. نحن لسنا سوى أدعياء لسنا عرباً.. لنا دماء لا تثور ودم العربي يثور.. لنا أجساد لا تنتفض لحق وجسد العربي ينتفض.. لنا أرواح رخيصة وروح العربي غالية إلا في سبيل الكرامة..
صوت لبنان: وفلسطين.. والعراق.. وأنا وبقية الأرض من سيدفع عنا إن لم تؤمنوا بعروبتكم.. وبقوتكم.. كيف سنصمد ..؟؟
يسود الصمت ..
صوت لبنان: (يعلو) كيف سنصمد ..؟؟
يستمر الصمت ..
صوت لبنان: فليجب أحدكم.. أين ألسنتكم ..؟؟ التهمها الخوف..
أين كرامتكم ..؟؟
الشاب 1: ارتفعت مع أرواح الشهداء إلى السماء.. لم يبقوا منا على شيء..
الشاب 2: لبنان.. لم نعد نملك أي شيء.. لا عروبة ولا وطن ولا دين..
الشاب 3: لا شيء مقدس.. لا حصانة لأي شيء نملكه ..
صوت لبنان: من قال بذلك ؟؟
الشاب 4: العالم كله قال بذلك ..
صوت لبنان: لا تصدقوهم.. لا تعترفوا بأقوالهم.. لا زلتم تملكون الوطن والدين والعروبة وكل ما هو مقدس..
الشاب 1: جعلوا من مقدساتنا أضحوكة العصر وأخبرونا بأنهم لا يكترثون بقبولنا أو رفضنا ما داموا يدافعون عن الحرية ..
لبنان: لم يمنعكم أي منهم من الدفاع عما تؤمنون به ..
الشاب 2: نعم لكن كيف ..؟؟ ونحن بلا ألسنة وبلا أعين وبلا آذان وبلا عقول.. كيف يدافع عن نفسه من بترت أطرافه وخلص من كرامته ..؟؟
صوت لبنان: بقلبه.. بروحه.. بأي شيء يملكه ..
الشاب3: وإن لم نملك حق التصرف فيما نملك..
صمت ..
الشاب 4: لبنان.. سلبونا كل شيء.. الماضي والحاضر والمستقبل ..
الشاب1: جعلونا نعترف بأننا نحب الذل.. نعيش على تنفسه..
الشاب 2: أقنعونا ببراءة التاريخ والأرض والدين منا ..
الشاب 3: أصبحنا متهمون ومطاردون لا نستحق سوى الحرب ..
الشاب 4: قالوا لنا إن حدودنا لا تتجاوز كونها مسميات لا قيمة لها ستتغير بمرور الزمن..
الشاب3: منعوا عنا الأفكار والأقلام.. سجنوا الكلمات والأحلام..
صوت لبنان: لم قبلتم الخضوع ..؟؟
الشاب 1: (يجثو على ركبتيه مواجهاً للجمهور) لأنهم علمونا أن الخضوع شعبة من الإيمان، وأن التنازل هو حق العالم علينا..
الشاب 2: وأن المجاهرة بالطاعة الخرساء لقرارات دول العالم بحقنا هو سنة الكون وأساس استمرار الحياة على الأرض..
صوت لبنان: وأنا وبقية الوطن والدين والأمة ..
الشاب 3: معكم الله.. والحق.. والمقاومة..
صوت لبنان: (بحزم) بكم تكون المقاومة.. وبكم يتم الحق.. وبكم وبوحدتكم يتحقق عون الله ..
الشاب 4: كيف ودماؤنا خلصت من كل عنصر من عناصر المقاومة والوحدة والحق ..
الشاب 1: قتلونا بكل شهيد.. مزقونا مع الأشلاء ابتعثوا الحرب إلى عقولنا.. استولوا علينا قبل الحرب وبعدها ..
صوت لبنان: ولكنكم لم تموتوا .. أرواحكم حية وإيمانكم حي أنتم على حق والله مع الحق.. إذاً أنتم في معية الله والله حي لا يموت..
الشاب 2: (يجثو على ركبتيه مقابلاً لشاب1) لبنان صدقيني نحن لسنا سوى نكسات الوطن ونكبات الأمة وسقطات التاريخ.. فماذا يرتجى منا بعد.. ؟؟
صوت لبنان: (ينخفض) أنتم الوطن بآماله المعلنة.. وتطلعاته الخفية.. أنتم الوطن بطاقاته وحدوده وألوانه .. أنتم نسمات الهواء وغبار الأرض وذرات الرمال .. أنتم ثروته وأثرياؤه به وفقراؤه إليه.. أنتم قسمات وجهه وملامحه وأحياؤه وشوارعه وأرصفته..
الشاب4: نحن لسنا سوى عُباد الخوف وزُهاد الكلمة وعثرة الإنسانية .. فماذا يرتجى منا بعد..؟؟
صوت لبنان: ( ينخفض) أنتم جبروت الوطن وانكساره وقوفه وانحناؤه.. وجوده وفناؤه.. أنتم صمته وهمسه واجهاره.. أنتم ممثلوه وسفراؤه فان تخليتم عنه فما أنتم من بعده ؟؟ ولا هو من بعدكم ..؟؟
الشاب 1: (متوسلاً) لا تصمتي.. ابقي معنا نريد أن يسمع العالم صوتك..
صوت لبنان: (ينخفض تدريجياً) المقاومة صوتي وأنتم صوت الوطن.. أسمعوه للعالم.. أوصلوه إليهم.. أخبروهم بأن الأرض المحتلة ستتحرر وأن القيود المحكمة ستنكسر وأن الحق سيعود وأن الاحتلال لو تمكن من كل ذرة رمل في الأرض لا بد أن يندحر بالعقول والأرواح الحرة على الأرض أو في السماء ..
يتلاشى صوت لبنان ..
(يقترب الشباب الأربعة من جهاز المناداة وينادوا بصوت واحد):
لبنان.. ينخفض صوتهم حتى ينعدم.. وتتغير شاشة العرض.. يكتب عليها الوكالة الدولية لمخاطبة الأرض العربية ثم تنطفئ فيتوقف صوت الأجهزة ..
إظلام.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved