الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th December,2004 العدد : 86

الأثنين 24 ,شوال 1425

بين المدرسة والمنزل
يتفيأ طلابنا وطالباتنا بحمد الله وفضله أماكنهم في ظلال عامهم الدراسي الحالي المجيد، وقد أنعم الله عليهم بأنعم طائلة وكافية من الإمكانات البشرية والمادية والفنية؛ تلك التي جندت لخدمتهم وسُخّرت لمصلحتهم وتوجيههم نحو مكانة عالية من العلم والبحث وألوان الثقافة والمعارف..
والحديث عن العام الدراسي ذو شجون عميقة ومتعددة تتشعب فيها الملامح والصور وتتجاذب حولها التأملاتُ والخواطر والسنحات.. ذلك لأن الدراسة على اختلاف مراحلها وتخصصاتها دعامة وطنية راسخة، وأساس يقوم عليه بناء المجتمع الحديث ليأخذ بمواكب الأجيال الدراسة إلى مستقبل مشرق يبعث بإذن الله وعونه مجد الأمة الضارب وتأريخها الإنساني الحافل وقيادتها وريادتها العادلة الحكيمة..!!
والدراسة في مفهومها الصادق والحديث تتضمن التربية والتعليم معاً ولهذا الغرض عنيت التربية الحديثة والمربون الماهرون بشؤونها على تعدد مناهجها ومضاربها المعاصرة فأوصوا في هذا المجال الواسع بجملة من الوصايا والتوجيهات، وذلك بغية الوصول إلى مستوى رفيع تتحقق بجانبه الغايات المرجوة من التربية والتعليم داخل قطاعات المجتمع وفئاته وكان للنداء التربوي الذي يدعو بإلحاح وتمكين إلى تحقيق الصلة العميقة والمباشرة بين أسرة المدرسة وأسرة الطالب وبينها وبين البيئة الخارجية أو بتعبير آخر بين المربين والأولياء والمجتمع العام عمقٌ صادق لدى المنطلقات التربوية والتعليمية والاجتماعية.. ذلك أن الروابط والصلات المباشرة بين هؤلاء وأولئك مبدأ حتمي مطلوب، لا يمكن الاستغناء عنه أو العمل التربوي بدونه وإلا شلّت الحركة التربوية، وتعطلت أغراضها المأمولة.. فلا يجوز للمدرسة التي تؤدي رسالتها بإيمان وإخلاص أن تكون في منأى عن متابعة الطالب في منزله وفي بيئته الخارجية ؛ كما أن أيَّ ولي من الأولياء يشعر بمسؤوليته وواجبه الأسري والاجتماعي ويقدرهما قدرهما لا يمكن أن يظل في معزل عن متابعة أولاده في مدارسهم وفي بيئتهم الخارجية المحيطة بهم ليتعرف على أحوالهم ويتلمس عن قرب نشاطهم ومتطلباتهم من لدن مصادرها الوثيقة بالمدرسة أو البيئة،.. ومن هذا المفهوم تتجلى بوضوح ورؤية صادقة أهمية التعاون والصلة المباشرة بين البيئة المدرسية والمنزلية والخارجية، لأن هذا التعاون يشكل منطلقاً مهماً يستهدف خيراً جزيلاً للأجيال المقبلة في سلوكها وثقافتها وإعدادها لمواجهة الحياة والمستقبل بعزم وعلم وولاء وطموح..
والعلاقة بين المدرسة والمنزل كحقيقة علمية واجتماعية وتربوية لها مظاهر عديدة ولها أيضاً مسالك واسعة.. فهي في بعض التصور يمكن أن تتحقق بالزيارات الدورية للمدرسة عندما يقرر مواعيدها ويحدد خطتها أولو الشأن من البيئتين، وأن يقوموا بتنفيذها وتغطيتها جماعاتٍ ومنفردين أثناء العام الدراسي أو خلال الوقت الفائض بعد الدراسة اليومية وخلالها ويمكن أيضاً أن تتحقق العلاقة بين المدرسة والأسرة ضمن برامج للنشاطات الميدانية، وذلك بأن يقوم المربون من هيئة المدرسة منفردين أو مجتمعين بزيارات لأولياء أمور الطلبة وللبيئة الخارجية المحيطة بهم ليبحثوا أوضاعهم ومشكلاتهم ويسهموا بالحلول الواقية والملائمة لها بما يتناسب مع ظروهم ومستوياتهم المختلفة التي قد يكون لها تأثير بارز على سلوك الطالب واتجاهه..
وشبيه بهذه الدعوة والتنظيم مع الفارق ما كانت تتبناه بعض المدارس من القيام بما أسمته (مجالس الآباء) ترعى جوانب محددة من المتابعة والتعاون إلا أن بعض الأولياء يعزفون عنها لأسباب عديدة في تقديرهم لا تسمح لهم بالتقيد بها أو الحضور إليها..
ولا شك بأن البحث والمناقشة والتفكير الجديَّ والمتطور في أمور النشء ورعايته ومتابعتها واجبٌ عظيم، يجب أن تحمله وتتحمله النفوس المخلصة القادرة، وأن ترعى الله فيه أمانةً ووطنية ومستقبل أمة وطموح مجتمع..!!
وأن يتقي الله فيه كلُّ مسؤول تولّى شأناً من شؤونه ليؤديه بإصلاح وإخلاصٍ وقيادة صالحة وتقويم لمناهج الخير ومواطن الأمان والسلامة والرشاد.


عبدالله ابراهيم الجلهم
الرياض

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved