دموع السوسن سلوى أبو مدين
|
كم مضى من الوقت وأنا أحاصرك في صدري.. وأنت تتخبط في دروب أضلعي.. وتحاول الفرار دون جدوى..!
كل محاولاتك كانت عبثا.!
كم من مرة مارست شغب الألوان في غيابك، كأمير صغير. يمتطي صهوة قلبي ويرحل.!
وفي آخر المساء أحملك فوق نهر روحي وأطير بك.. أعبر بين كل المجرات الفضائية.!
كيف تحملت.. كل تلك السخافات التي بدرت مني.!؟
حتى جراحك القرمزية بهتت مثل قمر متعب، وطيفك يهدهدني مداعبا نفسي.!
ولازلت أحاصرك بجنوني.!
لم اكن أعلم أن قلبي المضيء أضحى عتمة.. لا تستيغ البقاء فيه.!
في سكونك أتلمس أنفاسك وهي تخترق صدري مثل زورق صغير هوى وسط المحيط.!
مقبرة ذاك الصدر المهجور.!
وأنت بين قضبانه مسلوب الإرادة.
لعلك تسخط على تلك اللحظات التي حولت حياتك إلى خريف دائم.!
وضمك الحلم الرمادي لتحمل نعشك فوق راحتي.. وتمضي وسط أعاصير يتبعك دخان.. وفجر شاحب.!
كلما ضاقت بي الحيل تتنزه ذاكرتي بين ردهات نفسك المتخمة.!
هكذا رسمتك في حلمي.!
حتى في انهزامك كنت أعبر العالم من خلال نافذة عينيك..!
وفوق كل الاحتمالات..
أناوش صقيع العمر المنصرم.!
وفجأة تبدلت عيناك مثل مقعد مهجور لا تتسع لي.
حتى صدري لا يتسع لبكائي..!
وأطلت نجمة شاحبة في ليلك الحالك.!
لأجمع أحلامي المتناثرة..
إلى متى غرورك يدميني؟!
ما عاد ممكنا أن استعيد اللحظات اليتيمة..!
في عبق الليل..!
وحين تغتسل السوسن بدموع الوجع..
يتدلى مصباح الصمت..
تزعم أن لون الألم غدى أبيض.؟
رغم حدة الألم الذي استوطن العذابات بداخلي.
سأستمر في تصديق الأكذوبة.
التي حبست نفسي في شرنقتها أمدا طويلا.!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|