الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th December,2004 العدد : 86

الأثنين 24 ,شوال 1425

همساً: المؤتمر.. الجائزة..أين؟
د. صالح زيَّاد
(مؤتمر الأدباء السعوديين) و(جائزة الدولة التقديرية للأدب) منشطان وطنيان افتقدتهما ساحتنا الثقافية الأدبية، وما تزال تتوق إلى فعلهما الذي يمثل حدثاً تعبيرياً ومعرفياً، وإلى معناهما الذي يجسد الحفاوة بأصحاب القلم والاحتفال بالكلمة. ويبدو ان أهمية هذين المنشطين تأتي من صفة الفعل وقيمة المعنى فيهما، إذ تغدو المناشط الثقافية المرتبطة بمنطقة أو مؤسسة على أهميتها أحداثاً صغيرة لا تساوي عنوان حدث على مستوى الكل والمجموع الوطني وبضخامة الاقتران باسم الدولة وسلطانها الإداري.
ومن المثير للدهشة ان يتشابه هذان المنشطان في اختفائهما بعد الدورة الثانية لهما، فقد عُقد (مؤتمر الأدباء السعوديين) مرتين فقط، الأولى عام 1394هـ، والثانية عام 1419هـ ومُنحت (جائزة الدولة التقديرية للأدب) مرتين فقط في العامين 1404هـ 1405هـ.
يتوقع المرء ان توقف المؤتمر والجائزة، بعد تكرار تجربتها لمرة واحدة، قد بُني على ملاحظات جوهرية من نوع ما، وان هذه الملاحظات جاءت من جهة رسمية مكلفة بالتقويم، أو من بعض الشخصيات الموثوقة. ويحار المرء في كنه هذه الملاحظات: هل هي متجهة إلى نفي القيمة عنهما؟. أم هي ناتج لإدراك ان ليس لدينا من الأدباء والمفكرين، مستوى ونوعاً، ما يدعو إلى عقد مؤتمر لهم، أو تنظيم جائزة على مستوى الدولة؟!. أم ان مصروفات المؤتمر والجائزة باهظة ومكلفة إلى حد العجز عن الوفاء بها؟.
لقد اختفى المؤتمر والجائزة في صمت!! ولا تكاد تجد أحداً يتساءل عنهما، وإذا وجدت من يسأل فلن تجد من يجيب، أو بدقة لن تجد الإجابة الشافية التي تقطع دابر التساؤل.
ويبدو ان الصمت أو الضبابية أو ال(لا أدري) في الإجابة عن توقف هذين الحدثين هو ما يؤشر على علة توقفهما. فليس هناك على ما يظهر جهة إشراف وتنسيق ومتابعة أنيطت بها مسؤولية مختصة تجاه كل منهما على حدة. وإذا افترضنا وجود مثل هذه الجهة، وافترضنا وجود إجابة مسببة عن السؤال، أفلا نتوقع ان مرور هذه السنوات كاف لتبديل الحال وزوال المعوقات، وأن المهمة الآن ينبغي أن تتجه إلى تطوير الفكرة وتوسيع أفقها ليكون المؤتمر والجائزة في دائرة فكرية وثقافية أوسع وأعمق من دائرة الأدب.
أن تصنع مؤتمراً لأساطين حقل معرفي ما يعني أنك في دائرة النور المعرفي لا الظلام، وأنك تبارك جدل التنافس وقدح زناد العبقرية. إنك هنا، لا تدفع المعرفة، وتحفز طاقات الفاعلين لها، وتتيح لهم ميدان التأشير على ذواتهم... فقط، بل تستحيل إلى شعاع لسلوك حضاري راق يدرك ان الفكر والمعرفة ووجهات النظر لا تنمو ولا تتهذب في الغرف المغلقة ولا في جدل عابر على صفحات الصحف السيارة، بقدر ما تنمو في المواجهة الحية التي تجتمع لها اتجاهات وقدرات متنوعة.
ومثل ذلك يمكن ان يقال عن الجائزة، فكثير من الجوائز تتبادل مع المانحين لها التكريم، وهي تدلل على احتضانهم للإبداع وابتهاجهم بمنجزاته الخلاقة بالقدر نفسه تماماً الذي ترسم لهم به وجهة مستنيرة، وتؤشر على وعيهم الشمولي والصادق بهموم التاريخ والجغرافيا المعاصرة، ودور الفكر والثقافة والإبداع في تشكيل الإنسان وبلورة وجوده الإيجابي.
وأعتقد ان إنشاء لجنة عليا مختصة بمؤتمر الأدباء وجائزة الدولة التقديرية للأدب أمر جدير بالنظر، خاصة وان انتقال مسؤولية الإشراف على شؤون الثقافة والفكر والأدب إلى وزارة الإعلام يتيح فرصة تبادل الفعل الذي تلتقي هذه الفعاليات من خلاله مع الإعلام في أهداف عملية متعددة.


الرياض جامعة الملك سعود
Zayyad62@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved