الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th December,2004 العدد : 86

الأثنين 24 ,شوال 1425

أدب القرآن والناس
فاروق صالح باسلامة
للثقافة الإسلامية وأدبها العربي عشاق مثقفون (بلغاء أدباء مُطّلعون لآيات الله لكني لا آتِ للحديث عن القرآن الكريم وتفسيره، أو إعجازه وبلاغته، في الحيِّز المحدود هنا. إنما تمر في قرآتي أحياناً قصص مقتبسة تدور رحاها بين فصحاء العرب الأقدمين وهي قصص بليغة في أساليبها، عجيبة في فصاحة من يرويها في ظلال الآيات القرآنية الكريمة وسورها البيّنات.
من ذلك أن الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق المشهور أيام بني أمية صعد الى المنبر فلقي آية كتبها بعضهم وهي قوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}. فكتب الحجاج تحت هذه الآية قوله تعالى: {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
***
وهي استشهادات قرآنية تدل على تذوقٍ رائعٍ فنيٍّ وبلاغيٍّ في لسان من كتبها واستشهد بها أي بالآيات القرآنية الكريمة من أولئك الكَتَبة والمستشهدين!
إن العرب جنس بشري طبع على الفصاحة والبلاغة واللَّسَن. ولله حكمة بالغة في نزول كتابه الكريم بلغتهم أي (العربية) وله المثل الأعلى في السموات والأرض سبحانه!! إذ إنها لغة تثقف اللسان وتهذب وعي الناطق بها، وتحسِّن منطقه وللأدب العربي مجالاته الفسيحة في بيان هذه اللغة.. لغة القرآن الكريم.
فقد روى كثير من أئمة هذا الأدب القصص المدهشة والروايات المعجبة المعجزة، من ذلك ما رواه الأصمعي المشهور في تاريخ آداب العرب، أنه كان ينتظر الصلاة بالمسجد فتلا من آيات الله البيّنات والى جنبه أعرابي قال أي الأصمعي: حتى وصلت الى قوله تعالى:
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ}
فقلت: والله غفور رحيم وإنما تمام الآية: {وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (38) سورة المائدة، فقال لي الأعرابي: كلام مَنْ هذا؟ قلت: كلام الله. فقال لي أعد! قال الأصمعي: فتنبهت فقلت: {وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (38) سورة المائدة، فقال الأعرابي: هذا هو الحق. فسألت الأعرابي، والكلام للأصمعي: تقرأ القرآن؟ فقال لي: لا! قلت: وكيف عرفت؟ فقال الأعرابي: يا هذا عَزَّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع!! وهذا غيض من فيض من قصص العرب الأقحاح مع بلاغة القرآن الكريم وفصاحتهم هم في الاستشهاد بكلام الله في كتابه المبين.. القرآن الكريم، الذي حوى علوم الدين والدنيا في سياق رائع يُضفي على تاليه أدباً رائعاً خالداً. إ.هـ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved