الأزمة الحديثة
العالم من العشرينيات وحتى التسعينيات
Modern Times World from the Twenties to the Nineties'
|
المؤلف:Paul M. Johnson
الناشر:Perennial; Revised edition (August 1, 2001)
***
يتميز تاريخ القرن العشرين بسمتين أساسيتين وهما: اشتباك الأمم في حروب طاحنة حول الأيديولوجيات والأرض، وقيام العلماء بتغيير الحكمة التقليدية المتوارثة عن الأجيال السابقة وقلبها رأساً على عقب.
ويرى بول جونسون، مؤلف هذا الكتاب، أن العصر الحديث يبدأ بثورة من النوع الثاني الذي أشار إليه في عام 1919 حينما قام عالم الفلك البريطاني السير آرثر إدينجتون بتحويل ملاحظاته عن المجموعة الشمسية إلى إثبات للنظرية العامة للنسبية التي وضعها ألبرت أينشتين. وقد أصبحت بحوث إدينجتون نقطة تحول في تاريخ العلم وأحدثت ضجة مدوية، لم تحدث قبلها أو بعدها وأثارت جدلاً واسع النطاق على مستوى العالم وحولت أينشتين إلى بطل حقيقي لم يشهد له المجال العلمي مثيلاً.
وقد احتل أينشتين جانباً كبيراً من كتاب جونسون وكذلك الكثير من أبطال التاريخ الذين سعوا نحو حشد قوى الطبيعة والمجتمع قبل ماوتسى تونج ذلك الفلاح البسيط القوى الثائر الذي خرج من تراب الأرض وأدولف هتلر الذي صنع نظاماً وحشياً قوياً حاز على حماسة وتأييد معظم الألمان.
ويرى جونسون أن فترة الستينيات في الولايات المتحدة كانت بمثابة محاولة انتحار والتي شهدت فضيحة ووترجيت وحرب فيتنام وظاهرة الهيبز والتي شهدت تنامي الحركة الليبرالية. كما يرى أن صعود مارجريت تاتشر كان عنصراً فعالاً في محاولة الحضارة الغربية استعادة حريتها وهو أمر قد يختلف معه الكثيرون فيه. ولكن على أية حال يرى بعض النقاد أن جونسون، على الأقل كان أميناً في التعبير عن الأيديولوجية التي يؤمن بها. وأنه عبر عن ذلك بوضوح في الجزء الأخير في الكتاب الذي تحدث فيه عن شرور القرن العشرين وقد لخص هذه الشرور في صعود النسبية الأخلاقية وتناقص واضمحلال المسئولية الفردية والتخلي عن القيم الدينية والعقائد السماوية والإيمان بالله من خلال الاعتقاد بأن البشر يمكنهم حل كل رموز العالم من خلال قدراتهم البشرية.
إنه في جوهره تفسير طموح لتاريخ العالم باستخدام أربعة مرتكزات رئيسية تشرح ازدهار أو اضمحلال الأمم. وبصرف النظر عن مدى صحة أو عدم صحة ذلك فإن الأمر يحتاج إلى فحص وتحليل بدلاً من أن يأخذ على علاته. على سبيل المثال، إن تقسيم العالم إلى سود وبيض له مؤيدوه ومناوئوه ومع ذلك فإن طريقة تضمن الكاتب عن رأيه تروق للكثيرين. ولكن وضوح وجهة نظره الثنائية هذه تأتي على حساب تبسيط التاريخ إلى حد بعيد في كثير من المجالات. والواقع أن الكاتب لو حصر نفسه في المسرح الأوروبي/ الأمريكي لكان الكتاب قد حقق نجاحاً أفضل. على سبيل المثال عند شرح الكتاب لعقيدة (البوشيدو) اليابانية يقول أنها تقوم على الانتحار في حين أنها أعنف من ذلك وتعتمد على الكثير من الجوانب الأخرى وأن رؤيتها للانتحار ذات دلالات عميقة في صلب العقيدة لم يستطع الكاتب الإبحار في مياهها المتلاطمة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
