الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th February,2005 العدد : 92

الأثنين 28 ,ذو الحجة 1425

الأدب الإسلامي وعتاب إلى (السمطي)
د. سعد أبو الرضا
أعتب على الأخ عبدالله السمطي الذي كتب مقالين طويلين في الثقافية العددين 82، 84 الملحقين بصحيفة الجزيرة، وهو يلجأ إلى التعميم المغلوط، والادعاء، دون تثبت أو دليل يدعم مزاعمه، ويحاول أن ينتقد رابطة الأدب الإسلامي العالمية وجهود أعضائها، دون أن يتابع ما كتبه هؤلاء المخلصون، أو حتى بعضهم، في مجالات الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي، كما يستشهد ببعض الكتب دون أن يكون قد اتصل بكثير من هذه الكتب أيما اتصال، بل يستشهد بكُتّاب قد لا يمثلون الرابطة تمثيلاً دقيقاً؛ فليس هناك مذهب أدبي يمثله كل أعضائه تمثيلاً دقيقاً بنسبة واحدة، وإنما تتباين مواقفهم في بعض القضايا برغم ما بينهم من وحدة واتفاق عام. ولقد قرأتُ كلام مَنْ ردَّ عليه، لكنني هنا أود أن أشير خلال عتبي عليه إلى بعض تجاوزاته وهجماته التي تعوزها الدقة العلمية، والدليل الموضوعي والقراءة الواعية، إن كان له قراءة في شيء من نتاج الرابطة وأعضائها، وأنا هنا لا أدافع عن الرابطة وأعضائها لأن أثر هذه الرابطة واضح في أرجاء عالمنا الإسلامي والعربي، بل وفي أوروبا أيضاً، كما أن نتاج أعضائها مطروح في كل مكان يكشف عن جهودهم ومستواهم الفني، ولذلك أشير إلى ما يلي:
1 إنَّ اتهامه رابطة الأدب الإسلامي أنها لم تحقق شيئاً من تغيير المجتمع والأمة فيه كثير من التجني؛ لأن الرابطة بوسائلها القليلة المتاحة بفضل الخيرين وأعضائها المخلصين تساهم في هذا المجال مع غيرها ممن تعنيهم هموم الأمة وتشغلهم قضاياها، ومع ذلك فأثرها واضح بما يصدره وما ينشره أعضاؤها بالكلمة الجميلة المعبرة في أرجاء العالمين الإسلامي والعربي دعماً للأخلاق الإسلامية، وإثراء لنماذج الأدب الفنية الهادفة شعراً وقصة ومسرحية في مواجهة ما نراه من نماذج منحرفة عن الاتجاه الإسلامي، وكم نتمنى أن يتاح لها من الوسائل والامكانات لتحقيق الآمال، وما يناط بها من مسؤوليات مع غيرها من مؤسسات العالم الإسلامي الرسمية والمدنية، ونسأل الله أن يكفيها شرَّ المعوقين والمثبطين، وأن يكثر من المتعاونين معها والمخلصين حتى تكون عند حسن الظن إن شاء الله.
2 بالنسبة لمفهوم الأدب الإسلامي: وهو (التعبير الجميل عن الإنسان والكون والحياة وفق التصور الإسلامي)، فهذا المفهوم لم يُفرض وإنما كان نتيجة تجارب واجتهادات ومناقشات انتهت إليه، ويمكن أن يهتدي به كل من يكتب في الأدب الإسلامي، بأي لغة من لغات الشعوب الإسلامية، فهو مفهوم يؤكد الوحدة في اطار التعدد، ولكل لغة وسائلها التعبيرية وآلياتها الاستاطيقية، لكن هذا في الوقت نفسه يقترن به التأثير والتأثر بين اللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى، وهذا الاتصال بين هذه اللغات معروف عند دارسي (الأدب المقارن) و(علم اللغة المقارن) منذ القرون الوسطى إلى اليوم، بجانب أثر القرآن الكريم والحديث الشريف في هذه اللغات وآدابها، مما قد يكشف عن جوانب من التقارب والاتصال في الوسائل والاستاطيقيات، فيما يتعلق بالشكل، أما المضامين فهي تركز على ثوابت الإسلام، وإن اتسع التعبير عن الحياة ومتغيراتها وهمومها وأشواقها، هذا بجانب ما تنفرد به كل لغة في هذا المجال، ولم يلزم أحد أي كاتب باتباع لغة واحدة في مجال التعبير، وإنما هناك فقط إشارة إلى أن اللغة العربية لغة أولى للأدب الإسلامي، على أساس انها لغة القرآن الكريم، وأدباء ونقاد اللغات الأخرى يكتبون بلغاتهم في ضوء ذلك، لكننا في رابطة الأدب الإسلامي حريصون على إثراء الترجمة، بين العربية وغيرها من اللغات الأخرى، ولجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جهد طيب مشكور في مجال هذه الترجمات، منها وإليها، كما أننا حريصون على إثراء الأدب المقارن
الإسلامي والنقد الأدبي الإسلامي، ليواكبا حركة الأدب الإسلامي ابداعاً ونقداً في مختلف اللغات، من هنا يظل المفهوم الذي ذهبت إليه الرابطة منهجياً وصحيحاً ولا تنتفي أي مقولة من مقولاته على أساس الوحدة في اطار التعدد اللغوي، دون المزاعم التي يختلقها بتعميماته المغلوطة، ومبالغاته في الإلزام، وما يسميه امبراطورية الأدب الإسلامي، وعدم المنهجية.
3 إنَّ رابطة الأدب الإسلامي العالمية يتسع صدرها للآخر، ومن هنا جاءت تسميتها لبعض نصوص الأدب بالأدب الموافق، ولبعضها الآخر بالأدب المخالف دون تكفير أو مصادرة، أو هجوم ضارٍ كما يزعم كاتب المقالين، بل إن الرابطة في نظامها الأساسي تدعو إلى عدم التعصب، كما ترفض فكرة تكفير الآخر على أساس أن هذه أمور لله سبحانه وتعالى، وهذا ما يرآه كثيرون من أعضاء الرابطة.
وهل يتصور الأخ السمطي أن يصبح أعضاء الرابطة نسخة واحدة دون تباين أو تعدد؟ فمذهب الأدب الإسلامي كغيره من المذاهب الأدبية، يتضمن من بين أعضائه مَنْ يتسع صدره للآخر، وهناك مَنْ قد يضيق صدره به، والحمد لله معظم أعضاء الرابطة على هذه النظرة التي تتسع للآخر، وكثيرون من مسؤولي الرابطة كالدكتور عبدالقدوس أبو صالح ود. عبدالباسط بدر، ود.عماد الدين خليل، ود. حسن الهويمل ود. سعد أبو الرضا يؤكدون ذلك، لكن كاتب المقالين يعتمد على بعض الآراء الفردية التي قد لا تتقبل الآخر بسهولة لتحمسها، ويأتي هو فيعمم هذا الحكم على كل أعضاء الرابطة، وفي ذلك من التجني والافتراء ما يجعل القارئ الواعي يرفض آراءه جملة وتفصيلاً، لبُعدها عن المنطق السليم.
4 ثم مَنْ قال إن أي مفهوم لأي مذهب أدبي يجب أن يتسم بالجمع والمنع؟!. إن صفة الجمع والمنع شرط في المصطلحات وليست في المفهومات، التي هي بطبيعة تشكيلها لابد أن تتسع للتعدد والتباين، وهو حاصل بالنسبة لمفهوم الأدب الإسلامي، بل ان كاتب المقالين في الجزء الأول من تجاوزاته في العدد 82 اعتمد هذا المفهوم (التعبير الفني الهادف عن الإنسان والكون والحياة وفق التصور الإسلامي)، وفي الجزء الثاني من تجاوزاته في العدد 84 من ملحق الجزيرة اعتمد (التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان وفق التصور الإسلامي)، ولبعض أعضاء الرابطة هنا وهناك اجتهادات أخرى متعددة في هذا المجال.
5 ويعتمد الكاتب نفسه على تجاوز دلالات اللغة وتراكيبها فيما يكتب من اجل اثبات مزاعمه، كأن يقول مثلاً (ان التصور الإسلامي لا يقف عند حد)، وبناء على ذلك يخلط بين الأدب الإسلامي وغيره من النصوص المنحرفة عن هذا التصور والبعيدة عنه.. إذن ما قيمة صفة (الإسلامي) بعد كلمة التصور؟.
إن هذه (الصفة) تحدد هذا التصور بحدود الإسلام ولا تجعله مطلقاً كما يرى هو، وحدود الإسلام أصول وأسس لتنظيم القول والفعل والعلاقات، وما نزلت الأديان أساساً إلا لتحقيق استقامة الحياة وانتظامها، وتحقيق الخير، والنهوض بالقيم والأخلاق وبناء المجتمعات بناء سليماً صحيحاً.. ومن ثَمَّ يتضح مدى المغالطة في زعمه ان حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة ونجيب محفوظ و... و .. يكتبون وفق التصور الإسلامي، بل يرى أن التصور الإسلامي ليس جامداً وليس حكراً على فئة دون فئة أو مذهب دون مذهب أو طائفة دون طائفة.. إنه تصور إلهي يشمل كل ما يندرج تحت الثقافة الإسلامية، وهو تصور أعطى للتفكير والنظر العقلي مساحة شاسعة طالما أن ذلك يصب نهاية
الأمر في عقيدة التوحيد.
وهذا كلام يناقض أوله آخره؛ إذ كيف نعتبر غزليات عمر بن أبي ربيعة أو العلاقات الجنسية بين الرجال والنساء في روايات نجيب محفوظ وفق التصور الإسلامي؟؟، وهل هناك تصور إسلامي ينبني على غير ما تقرره حدود الشرع في مجال تنظيم العلاقات بين الرجل والمرأة؟!. حقاً شعر عمر بن أبي ربيعة يمثل اللغة العربية، لكنه تمثيل في الشكل لا المضمون، وحقاً أيضا نجيب محفوظ بعد جائزة نوبل يمثل الرواية العربية، لكن تصوره لعلاقة الرجل بالمرأة في الثلاثية مثلاً ليس تصوراً اسلامياً، هذا برغم ملامح لغة القرآن الكريم التي تسري في أسلوبه، وهذا شيء طيب، لكن المضمون لا يوافق التصور الإسلامي، وبرغم ذلك ليس هناك من بيننا مَنْ يكفر هذا أو ذاك، وليست هذه أحادية في الرأي؛ لأن هناك من كبار النقاد على مستوى العالم من جعل المرجعية الدينية المسيحية جزءاً من تصوره للحكم النقدي كإليوت مثلاً، وجون ستيوارت مل، دون أن يوجه أحد إليهما سهم الأحادية، فلماذا يوجه سهم أحادية الرأي للأدب الإسلامي ونقاده إذا اعتمدوا على التصور الإسلامي، وهم لا يتعصبون لذلك، وإنما يعبرون عن وجهة نظرهم دون حكر أو نزعة فئوية، وهذا هو التصور الإسلامي الذي يعتد به في نظرهم لا ما يراه كاتب المقالين وغيره من اطلاق لهذا التصور، وهو غير صحيح.
وهل هو يعترض على جهود رابطة الأدب الإسلامي العالمية في الحرص على نشر الإدب الإسلامي؟ وذلك بدلاً من أن يتعاون معها كل المسلمين الغيورين على دينهم وعقيدتهم!.
6 من حق الأخ السمطي أن ينتقد وأن يعبر عن وجهة نظره ويخالف، لكن بمنطق سليم وتجرد!. فماذا يعيب الرابطة في اهتمامها بأعضائها وكثرتهم وكثرة اصداراتها؟ ومع ذلك فالرابطة تتمنى أن يكون عدد أعضائها كما تصورهم وهم على كل حال لا يمثلون امبراطورية، وإنما هي مبالغات جوفاء، وإذا كانت اصدارات الرابطة من الكتب قد تجاوزت العشرين، وعمرها عشرون عاماً، فمعنى ذلك أنها تصدر تقريباً كتاباً كل عام من أجل الفن الإسلامي شعراً وقصة ومسرحية، تحمل الدعوة للإسلام وقيمه بطريقة فنية أدبية، فهل هذا كثير في مقابل ما نرى من غثاء وانحراف عن قيم الإسلام ومبادئه مما ينشر هنا وهناك؟!، ولو كانت الرابطة لديها الامكانات المادية لنشرت أكثر وأكثر، فكل ذلك في سبيل نشر الإسلام ومبادئه والنهوض بالمجتمع والأمة.
7ومن الافتراءات على الرابطة أيضاً أن يحملها مسؤولية (معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين)، وهذا المعجم إنما يمثل آراء الأستاذ أحمد الجدع الذي يتولى هو مهمة اصداره ونشره، ولا مسؤولية على الرابطة فيه، فلا هي تصدره، ولا هي تشرف عليه، بل مجرد تعاون، يتمثل في تذكير الرابطة لأعضائها بإرسال سيرهم الذاتية إليه، وهو من جانبه قد سجل في هذا المعجم أعضاء الرابطة وغيرهم من أصحاب التوجهات الإسلامية في مجال الأدب ونقده، ولذلك فقد نبهه المسؤولون في الرابطة إلى ما قد يكون هناك من تجاوزات في هذا المجال، بل طلبوا منه رفع اسم الرابطة من على غلاف المعجم، من أجل هذه التجاوزات.
8 والأغرب من ذلك أنه يجرد ما تصدره الرابطة واعضاؤها من الفنية والتميز.. هكذا في جملة واحدة!.. عندما يقول (إنها كتابات منسوخة بالفتو كوبي لجيوش من الكُتّاب والشعراء هي أقرب للخطاب والعظة منها إلى الفن). هل هناك افتراء وتجاوز للحق والعدل أكثر من ذلك؟، فهل شعراء الرابطة المحدودو العدد على مستوى العالم صاروا جيوشاً وامبراطورية؟!.
هذا أمر، وأمر آخر لم يدركه كاتب المقالين، إن كان حقاً قد تابع نتاج بعض أعضاء الرابطة، فالجميع يتواصون بالاهتمام بالناحية الفنية، حتى إن بعضهم قد جعلها أولا والقيم ثانيا.. فإذا ما جئنا إلى النماذج الشعرية التي يجعلها جميعها متوسطة فنيا، دواوين عشرات الشعراء من الرابطة وما تنشره في مجلاتها؛ وذلك لأنه قاسهم قياسا مغلوطا على مترجمات إقبال في الشعر، مع أنه في بداية مقاله هذا أخذ يتحدث عن اختلاف اللغات في الجميل والقبيح، وهو وغيره يعرف أن الترجمة تمس فنية الشعر، ولذلك هناك من يرى عدم ترجمة الشعر، وإعجابنا بشعر إقبال المترجم لما يتضمنه من قيم وثوابت إسلامية دعا إليها في وقت كانت باكستان، بل والمسلمون في العالم، بحاجة إليها، ولا يزالون، لكن الأخ السمطي اكتفى بهذا ولم يقرأ غيره! فهل قرأ مثلا دواوين محمد التهامي ود. سعد دعبس، ود. مأمون جرار، ود. حسن الأمراني و د. حسين علي محمد، ود. صابر عبدالدايم، ود. حبيب المطيري، وغيرهم عشرات ممن استطاعوا تقديم النموذج الشعري الإسلامي؟.
وهل قرأ العدد التاسع عشر من مجلة الأدب الإسلامي وهو عدد خاص بالشعر الإسلامي، ويضم نماذج لأكثر من ستين شاعرا يمكن أن يمثل معظمها الظاهرة الإسلامية في الشعر شكلا ومضمونا؟ وهل قرأ المختارات الشعرية التي أصدرتها الرابطة، وفيها كثير من النماذج التي يمكن أن تمثل شعراء الرابطة؟. ومما يثير العجب ويؤكد تجاوزاته أنه يترك كل هذا ويستشهد بشعر لأشخاص قد لا يمثلون شعراء الرابطة كالشيخ متولي الشعراوي ود. يوسف القرضاوي، فضلا عن أن الناس لم يعرفوا هؤلاء على أنهم شعراء، وإنما هم أئمة في التفسير والفقه، وقولهم الشعر من قبيل الطرائف، ومع ذلك فما استشهد به من أبيات للشيخ يوسف القرضاوي إنما هي من نشيد له ومن أهم سمات النشيد الحماسة وخفة الإيقاع وقصر الجمل، وهذا ما تحقق والحمد لله، وهذا الانحراف في الاستدلال والتصور يجعلنا لا نثق في مقدرة الأخ السمطي على الحكم النقدي أو حتى التعامل مع الأدب، طالما كان يحكم دون قراءة واعية، كما لا يحسن اختيار النماذج التي تمثل الاتجاه الإسلامي، بالإضافة إلى التعميمات التي يعوزها المنطق، والمبالغات الجوفاء كما أشرت في البداية.
9 أما نفيه لمقدرة أعضاء الرابطة فنيا وتقنيا في القصة والرواية، فهو ضرب آخر من التجاوز وعدم التتبع لما يصدر عن الرابطة وأعضائها، فمثلا يشكك في مقدرة نجيب الكيلاني الذي شهد له كبار الكُتّاب كنجيب محفوظ والنقاد من غير أعضاء الرابطة، ومن أعضائها، كما يتناسى محاولات د. عماد الدين خليل، وكذلك عدة مسابقات في هذا المجال أفرزت نماذج طيبة واعدة مثل جهاد الرجبي وسلام أحمد ادريسو، بل يتناسى عددا خاصا أصدرته مجلة الأدب الإسلامي عن القصة القصيرة، يتضمن عشرات من النماذج التي لن تخلو من نماذج تحتذى، وتمثل الاتجاه الإسلامي في مجال القصة القصيرة بتعدد الأصوات فيها.. وامتدادا لتجاوزاته يجرد د. عبدالله العريني من أي ميزة فنية في محاولتيه الروائيتين الأولى والثانية، متجاهلا ما حققته روايته الثانية من تطور ملحوظ في هذا المجال، وهاتان المحاولتان تبشران بروائي مسلم واعد إن شاء الله، وبدلا من أن نجد منه التشجيع لمثل هذه المحاولات التي تشق طريقها وسط ما تدنت إليه الرواية من انهيار أخلاقي وتدهور فني، لتشكل ملمحا جديدا في هذا المجال بحيث تبني ولا تهدم، وتصلح ولا تفسد، نجد منه التثبيط والتجاوز؛ لأنه لم يقرأ ولم يتابع بوعي نتاج الرابطة وأعضائها. ولماذا لم يتحدث عن النتاج المسرحي الذي ينشره بعض أعضاء الرابطة، أو يصدر في مجلة الأدب الإسلامي؟
10 أما ثالثة الأثافي في تجاوزاته وهو يوهم القارئ أنه رصد جهود الرابطة في النقد الأدبي فوجدها لا تخرج عن ثلاثة محاور:
1 التنظير للأدب الإسلامي وتحديد إشكالياته.
2 القراءات النقدية لأبرز رموز الأدب الإسلامي.
3 الذود عن تيار الأدب الإسلامي ومهاجمة التيارات الأخرى الوافدة.
وهنا يكرر ما سبق أن قاله عن المفهوم في الجزء الأول من مقاله، ثم في بداية الجزء الثاني، وإذا به يقع في تهمة التكرار الذي عاب به بعض أعضاء الرابطة من النقاد.. ولكي يزيد في الإيهام بحرصه على التتبع وقراءته لكثير مما يصدر عن نقاد الرابطة يذكر أكثر من عشرة أسماء وعنوانا لمؤلف واحد لكل منهم، وأنا متأكد أنه ما قرأ شيئا منها سوى العناوين غالبا؛ لأنه يحصرها جميعا في (التنظير ومهاجمة التيارات الأدبية)، وبناء على ذلك يحكم على الفكرة أنها غير صائبة؛ لأن التنظير مستنسخ والهجوم غير مبرر منهجيا، ولن يجد من هذه العناوين التي ذكرها ما قد يؤيده إلى حد ما سوى كتاب واحد لبعض المجتهدين والمتحمسين للفكرة حماسة شديدة، أما غير ذلك من الكتب التي تعنى بالتنظير كما يزعم فهي غالبا ما تتجاوز ذلك إلى التطبيق وتحليل النماذج النصية تحليلا فنيا، كما أنها تتضمن من المناقشات والتباينات ما يكشف عن حيوية المعالجات النقدية وفنيتها وهي تتناول النصوص، أو تناقش النظرية، بالإضافة إلى عرض ومناقشة بعض جوانب النقد التراثي بعيدا تماما عن ادعاءاته من أنها تهاجم الآخر بضراوة وتلغيه، وتكفره، وهذه كلها ادعاءات.
11 والأشد غرابة وتجاوزا أنه يقبل نماذج الأدب الإسلامي المطروحة على أنها تناسب الأطفال (لما فيها من حماسة وأناشيد الأمل والتغني بالماضي)، وسواء كان ذلك من قبيل السخرية التي لا تليق بالنقاش، أو من قبيل التصور الصحيح بالنسبة له، فإن ذلك يتطلب منه مراجعة ما كُتب، فقد تجنى على الأدب الإسلامي، كما لم يقدر أدب الأطفال الذي لم يتصل به، فلأدب الأطفال معاييره وتصوراته الخاصة، التي تجعله مختلفا عن أدب الكبار، وإذا كان ما لديه من قراءات وخبرات لم يعنه على التصور الصحيح، فخير له أن يؤهل نفسه بمزيد من القراءة وقبل ذلك بمزيد من تحري العدل، ومعرفة أقدار من يتحدث عنهم في مجال الأدب والنقد خاصة الأدب الإسلامي الذي أصبح اليوم حقيقة تواكب الحياة ومتغيراتها، ويسهم في تحقيق النهضة المرجوة بالكلمة الجميلة المعبرة وفق التصور الإسلامي، وله أن يخالف كما يشاء، لكن ذلك يجب ألا يكون مدعاة للتجاوز في حقوق الآخرين والتجني عليهم وسرعة الحكم على أعمالهم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved