الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th February,2005 العدد : 92

الأثنين 28 ,ذو الحجة 1425

صاحب (فضاءات رمادية) و(ابن القمر) في لقاء لـ«الثقافية»
الشمري: الثقافة لا تُختَزل في كمّ هائل من المعلومات

* حوار علي سعد القحطاني:
تضجر الدكتور سليمان بن جازع الشمري، عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام جامعة الملك سعود من عمله الأكاديمي فقرر أن يطلب (التقاعد المبكر) بعد أن وجد نفسه قد تشبع من المادة (علم الاتصال العام) الذي يقوم بتدريسها منذ خمسة عشر عاماً.. لذا يتطلع إلى (التفرغ) ليمارس فيها (ابداعاته) و(كتاباته). والدكتور الشمري حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود سنة 1979 في قسم الصحافة ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة (أوهايو) سنة 1982م والدكتوراه في جامعة (لستر) في التخصص نفسه.. في لقاء ل(المجلة الثقافية) تحدث ضيفنا الكريم عن ظاهرة تؤرقه أثناء تدريسه للطلاب وهو أنهم دائماً مشغولو البال، ليس لديهم القدرة على القراءة والمذاكرة المركزة والتوسع في إثراء معلوماتهم المنهجية، لذا اتخذ قراره بالرحيل عنهم حتى تجد الأبحاث والدراسات العلمية حلا لتلك المشكلة.
وللدكتور الشمري تعريف غير تقليدي لمفهوم (الثقافة) ويطالب بعدم اختزالها في جانب الكم المعلوماتي.. بل تتعداها لتشمل العادات والتقاليد وفن الحياة بشكل عام. وينشد الإثارة والسبق والمتعة الجماهيرية في اختياره لأبحاثه وموضوعاته الأكاديمية.. خاض التجربة السينمائية من خلال قصة (فضاءات رمادية) التي تحكي معاناة الأستاذ الجامعي من عدم نشر كتبه وقد عرضت في التلفزيون السعودي وهو يتمنى أن يخوض التجربة ذاتها في قصة أخرى (ابن القمر) وتتحول إلى فيلم عالمي.
تقاعد
* لماذا طلبت التقاعد مبكراً .. هل مللت من التدريس الجامعي؟
أحاول أن أتدارك ما بقي لي من العمر خصوصاً العشر السنوات القادمة وأن أكون فيها متفرغاً أمارس فيه أعمالي الابداعية لكتابة مقالة صحفية أو التنقل في ممارسة التدريس بين جامعات الدول الخليجية، وهذا جانب للأسف نفتقده في الحياة الأكاديمية، لذا طلبت التقاعد المبكر حينما وجدت نفسي قد تشبعت من المادة التي أقوم بتدريسها (علم الاتصال العام) منذ خمسة عشر عاماً.
المهزوم
* ما يضايقك في طلابك أنهم (مشغولو البال)؟
هناك إشكالية في طبيعة الطلاب عندي (الكسل)، يريد أن ينجحوا بشفاعة الحضور، نسبة الحضور عندهم تتجاوز 90% لكن قضية المذاكرة أو المتابعة أو تحريك الدماغ بشكل عام في قضية التحليل معدومة، مصابون في شيء اسمه (مشغولو البال) ولا أدري ما الذي يشغل (بالهم)، فيه نسبة كثيرة لا تتابع اتصالات إعلامية بالاضافة إلى اهماله في دروسه، تحس من حال الطالب وللأسف كأنه مهزوم، فكره مهزوم، واتساءل مهزوم بماذا؟ لا أدري، وأنا أجزم أنه لو كان يتابع وسائل إعلامية ويقرأ موضوعات فبالتالي يصبح قادراً على تحليل الموضوعات من الأسهل عليه أنه يذاكر ويتابع دروسه لكن للأسف عقله ممسوح، وليس لديه للأسف القدرة على القراءة والمذاكرة المركزة والتوسع إلى إثراء المعلومات المنهجية بالرجوع إلى الانترنت أو المكتبة.. قد يوجد سلبيات من قبل بعض الأساتذة في التشدد، في وضع الأسئلة، في التأخر عن المحاضرات، وعدة جوانب أخرى، لكن اللوم أوجهه بشكل مركز على الطلبة خصوصاً مشكلة (مشغولو البال) وهذه اعتقد أنه بحاجة إلى دراسات وأبحاث.
القرار
* لذا اتخذت القرار؟
بالنسبة لي، حاولت أن أعيش مرحلة جديدة، فأنا احسست انني تشبعت من (التدريس) ولذا انتهيت منه إلا في حالة تغيير أجوائه في بلد خليجي آخر وهذا ما اركز عليه دائماً ومن أنصار هذه الفكرة. وقد طرحت تلك الفكرة في القسم الأكاديمي التعاون الخليجي في تبادل الخبرات الأكاديمية.. ويستحسن لو يكون هناك أكاديميون زائرون لمدة سنة أو سنتين في الجامعات سواء بالكويت أو البحرين أو قطر أو سلطنة عمان أو الإمارات.
* لماذا يتطلع الطالب الجامعي في قراءاته إلى خارج المنهج الدراسي؟
ألاحظ على العينة من طلابي في قسم اللغة العربية الذي أقوم بتدريسهم مادة (علم الاتصال العام) وأجدهم من هو متشبع بمواد ثقافية سواء في الرواية أو القصة أو النقد الأدبي، ويتكاسل في المنهج. فأنا عندما أركز على أنه لا يقرأ فإنني أعني أنه لا يقرأ المنهج. فأنا كأستاذ لا يهمني قراءاته الخارجية بقدر ما يهمني تركيزه على المنهج، إذ هو كطالب أتى للجامعة لكي يتعلم ويحصل على شهادته وليس من المعقول أن تكون قراءاته الخارجية على حساب قراءة منهجه.. وقد يكون هناك طلاب مستواهم الثقافي أفضل من بعض الأساتذة وأنا هنا أناقش المشكلة على بعدها التعليمي بالنسبة للطلاب وليس من بعدها الثقافي.
ثقافة
* إذن.. أنت تتجاوز المفهوم التقليدي للثقافة في حصرها على كم هائل من المعلومات..؟
من المفترض أن الطالب ينطلق من قاعدة تعليمية ويزودها بالاطلاع الثقافي وهذا جانب ايجابي وهؤلاء قلة في وطننا العربي الذي هو ينطلق من البروز في مجاله التعليمي ويغذي أو يشبع هذا المجال بقضية ثقافته الخارجية والثقافة لا تقتصر على كم هائل من المعلومات وإنما تتعدى ذلك إلى ممارسته وسلوكه مع الآخرين، وهنا أقف أمام تساؤل ماذا قدم المثقف لمجتمعه؟ هل هو من خلال الكم الهائل من خلال معلومات عن الأدب الانجليزي أو الأدب الأمريكي؟ والثقافة يجب أن لا نختزلها في جانب الكم المعلوماتي، بل الثقافة تشمل العادات والتقاليد وفن الحياة بشكل عام، حتى الطبخ والتغذية يأتي جزءاً من ثقافة مجتمع معين. والثقافة شاملة لا تعني التقوقع تحت مفهومها التقليدي.
غياب الأسئلة
* تشكو الأكاديميات الجامعية.. من غياب الأسئلة في القاعات الدراسية؟
لا نستطيع أن نفصل الطالب أو الأستاذ عن البيئة التي ينتمي إليها التي تبدو خالية من ثقافة الحب حتى انه في بعض الأحيان لو ناقش الطالب استاذة لحصل على درجة صفر. وثقافة مجتمعنا بحاجة إلى تغيير جذري لإعادة بعض السلوكيات المغيّبة.
إثارة
* هل تنشد (الإثارة) و(السبق) و(متعة الجماهير) في اختيارك لموضوعاتك الأكاديمية؟
اخترت موضوعات حيوية كلها تحت مظلة (الحرية الإعلامية). وكذلك بدأت أناقش هذا الموضوع منذ الثمانينات في إطروحة الماجستير، عندما تحدثت عن (أثر السياسة الخارجية الأميركية على الحرية الإعلامية في أمريكا) في وقتها. ولقد كشفت الأحداث الأخيرة مدى تلون الصحافة الأمريكية وتأثرها بالسياسة الخارجية. ومن جملة المواضيع التي يبحثها موضوع (الرقابة الذاتية في الوطن العربي) سواء في مصر أو في لندن على الصحفيين العرب في لندن. وبدأت أميل أخيراً في دراساتي إلى الأدب وأجد أننا في الأقسام الإعلامية مغفلين عن هذا الجانب. فقد كتبت عن (الدراسات والردود النقدية في الصحافة). وحالياً اعكف على كتابة (الرقابة الذاتية في الرواية النسائية) الذي أرشدني إلى عنوانه الناقد الدكتور عبد الله الغذامي.
كتاب
* كتاب أنت راضٍ عنه؟
كتاب قمت بتحريره وهو (الصحافة والقانون في العالم العربي والولايات المتحدة).
فضاءات رمادية
* ما الذي كنت تنوي أن تحكيه في الفيلم (فضاءات رمادية) الذي كان محور أحداثها من قصتك)؟
أقحمت نفسي في مجال الإنتاج التلفزيوني وقدمت عملاً وهو فيلم تلفزيوني (فضاءات رمادية) يحكي قصة معاناة أستاذ جامعي من عدم نشر كتبه، ويتمحور حول الخطاب الإعلامي والحرية الإعلامية، وقد عرضت في التلفزيون السعودي قبل سنتين، والفيلم من سيناريو وحوار خالد خليفة وبطولة جمال سليمان وبسام كوسا وكاريس وآخرين وإخراج حاتم علي. ومن المفارقات العجيبة أنه حينما شاهد الأساتذة الاكاديميون الفيلم أشاروا إليه بأيديهم ويقولون : هذه قصتي الحقيقية.
الممارسة
* لماذا يحتاج طلاب الأقسام الإعلامية إلى وقت قبل الممارسة والتطبيق وهل تعد هذه ظاهرة؟
مشكلة الممارسة والتطبيق ليست مقتصرة على الطالب الاجتماعي بل هذه الظاهرة نجدها عند المحامين والمهندسين، ولو نظرت مثلاً إلى الطالب في كلية الهندسة عندما يتخرج فإنه يحتاج إلى وقت للتأهيل والممارسة والتطبيق قبل أن يفتح مكتباً للاستشارات الهندسية وقس على ذلك تخصص (المحاماة) وجميع التخصصات الأخرى، لكنني اعجب من الصحافة عندما تثير هذا الموضوع وتقتصره على الطلاب في قسم الإعلام فقط.. وهناك أكفاء نجدهم برزوا في الصحافة وهم من خريجي الإعلام كمحمد التونسي وداود الشريان وسلطان البازعي وتبوأوا مناصب إعلامية متميزة في المجتمع.
الردود الصحافية
* ما الذي حاولت أن تقدمه في دراستك حول (الدراسات والردود النقدية في الصحافة)؟
قمت بالدراسة بعد الملاحظة لمقالتي الدكتور عبد الله الغذامي والدكتور حسن الهويمل وكان بينهما ردود نقدية وتراشق بالعبارات القاسية وقمت بتحليل مضمون التغطية الصحفية في صحيفتي (المدينة) و(الرياض) خلال أعوام 1401هـ 1410هـ حيث تعد هذه الفترة العصر الذهبي للانتاج الثقافي والأدبي. فالكتب بدأت تعرف طريقها إلى المطابع والنقاد الدارسون أيضاً بدأوا يقدمون ذلك النتاج الجديد والمتنوع عبر الملاحق الأدبية، وتطلب مني توظيف المنهج العلمي للتعامل مع ما تنشره الصحف السعودية (الملاحق الأدبية) في قضية الردود النقدية للتعرف على المفردات المستخدمة في تلك الردود وعملية إبرازها والاهتمام بها. ولم يكن الهدف من هذه الدراسة متابعة المعارك الأدبية وإحصائها، إنما الهدف أبعد من ذلك بكثير، لمعرفة طبيعة تعامل الصحف السعودية بشكل عام مع الردود النقدية سواء أكانت تحمل الطابع النقدي الإيجابي أم السلبي أم المحايد. وقد حاولت أيضاً في هذه الدراسة استشفاف آراء ومواقف مجموعة من أساتذة النقد الأدبي بجامعة الملك سعود حول ما تقوم به الصحافة السعودية في تغطيتها للردود والدراسات النقدية والأدبية، وكان اختيار نموذج أو عينة واحدة من الردود النقدية (معركة البنيوية) قائم على عدة اعتبارات أهمها:
1 أهمية الموضوع الذي نوقش في تلك الفترة بوصفها معضلة هامة في وقتها وتطلع القراء إلى اسهامات الأدباء والنقاد.
2 كون الموضوع على شكل معركة أدبية أي أكثر عمقاً فكرياً من المناوشات أو اللجاج.
3 حجم التغطية الإعلامية الممنوحة لهذا الموضوع يفوق الموضوعات الأخرى في صحيفتي المدينة والرياض.
4 المكانة الأدبية والثقافية لمن شاركوا في هذه المعركة كالدكتور عبد الله الغذامي والدكتور أحمد الشيباني.
الرواية
* هل أنت بصدد كتابة نص روائي جديد بعد رواية (اللغة)؟
كانت (اللغة) أول تجربة لي في عالم الرواية وحالياً أعكف على كتابة نص جديد بعنوان (ابن القمر).
الرقابة الذاتية
* ماذا عن الرقابة الذاتية في الرواية النسائية؟
بعد دراستي للرقابة الذاتية في الرواية عند المرأة، اكتشفت أن الرقابة الذاتية تكون قوية في البعد الإداري والبعد الديني وتضعف بشكل عام في القضايا الاجتماعية والقضايا الخاصة للمرأة.
الصلة
* هل هناك صلة بين الأدب والوسائل الإعلامية؟
بالتأكيد هناك صلة قوية بين الأدب والوسائل الإعلامية وكل ما كان الفرد خالياً من اطروحات فكرية أو ثقافية أو أدبية سيكون عمله الإعلامي مهزوزا.
أمنية
* أمنية تتمنى أن تتحقق؟
أمنيتي أن تتحول روايتي (ابن القمر) إلى فيلم عالمي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved