| والتقينا فباحتِ الاسرارُ |
| أنا ضوء ومقلتاكِ المنارُ |
| كلما رفَ من جبينك نورٌ |
| أورق العشبُ واستفاق النهارُ |
| فاغمري الروحَ بالجمال وشفي |
| أي حسنٍ تحده الاسوارُ |
| فاض مني الذي يكتمه الشوقُ |
| وللشوق في هواك انهمارُ |
| لهفة الحب ما تعيد الحكايا |
| في العشيات والهوى تذكارُ |
| نحن ظلان في سراب الأماسي |
| حولنا في السديم منها مدارُ |
| نتعرى بعشقنا كالندامى |
| ليس للصحو في الغياب انتظارُ |
| صهرتنا الطباع حتى كأنا |
| شف للروحِ عن هوانا إزارُ |
| في انعطاف مرنحٍ لمتاهٍ |
| يسرق العمرَ والليالي قصارُ |
| كلما شف من ربيعك ظلٌ |
| غسلتني بالنشوة الامطارُ |
| انت معنى تشفه في فؤادي |
| وشوشات تخطها الاشعارُ |
| بين عينيك استبيحُ المعاني |
| رب لحظٍ ترجه الاسرارُ |
| أنا إن عشت فالهوى أغنياتٌ |
| والمدى الرحبُ حولنا أوتارُ |
| واللحون العذاب رجعُ الأماني |
| كرحيق ينثه القيثارُ |
| أقبلي فالمساء طيفٌ طروبٌ |
| والهوى والسقاةُ والسمارُ |
| وانشريني بقية من ربيعٍ |
| نفسَ الروضَ ظله المعطارُ |
| وامطري في يديَّ عشقا فإني |
| طالما شفني الهوى والمزار |
| كنت أسقي الدموع من شجنِ |
| الليل وأبكي اذا تغنّى الكنارُ |
| رب رجع يرن في مسمعينا |
| ومدى البين للسماعِ قفارُ |
| وسوى البيدِ عن ديارك بيدٌ |
| وسوى البحر عن ثراك بحارُ |
| لست أدري أكان عمري شعاعا |
| ضاع في الليل أم هواك الفنارُ |