الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th February,2005 العدد : 92

الأثنين 28 ,ذو الحجة 1425

هؤلاء مرُّوا على جسر التنهدات
الأديب المغيَّب!!
بقلم/علوي طه الصافي

مرَّ على مشهدنا الثقافي والأدبي كما تمرُّ السحابة العابرة.. السحابة التي لا برق لها، ولا رعود، وقليل من الوشل أو الرذاذ المنعش للنفس!!
من طبيعته وطبعه الهدوء وكثرة الصمت، لهذا فهو ضنين في الكتابة، يحكمه مزاج خاص تميز به، ومع ذلك تميزت كتاباته في المقالة والقصة القصيرة بروح السخرية التي تجدها عند (برنارد شو) الإيرلندي الإنجليزي، و(مارك توين) الأمريكي، ربما لقراءته لآثارهما، ومتابعة الحكايات والأخبار المروية عنهما، لأنه كان يتقن اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة وبتمكُّن، وهذا ما جعله يقضي شطراً ليس قصيراً موظفاً في شركة (أرامكو) التي يقوم العمل فيها على اللغة الإنجليزية!!
إذن، فقد شهدت (المنطقة الشرقية) بالمملكة فترة من عمره رغم أنه من مواليد (مكة المكرمة) بعيداً عن صحافة الحجاز المتعددة والرائدة في الحقل الصحافي، حتى إن (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث) الصادرة عن (دار المفردات للنشر والتوزيع والدراسات بالرياض)، لم تذكر تاريخ ميلاده في مكة المكرمة، مكتفية بتاريخ وفاته عام 1400هـ؛ أي أنه رحل عن دنيانا الغبراء قبل (25) عاماً.
لكن مكة المكرمة ظلت تسكن أعماقه وذاكرته بكل أطيافها، ودليلنا على ذلك أن المجموعة القصصية الوحيدة التي طُبعت في حياته كان عنوانها (من مكة مع التحيات)، ولأن هذه المجموعة قد انقرضت قبل أن نطَّلع عليها، ولم تطبع مرة ثانية، فإننا لا نستبعد أنها كانت انعكاساً لبيئة مكة وناسها وبعض عاداتها وتقاليدها.
وبهذه المناسبة أتمنى على أستاذنا (عبد الفتاح أبو مدين) رئيس نادي جدة الأدبي البحث عن هذه المجموعة، وإعادة طباعتها ضمن منشورات النادي المتميزة، بل في إمكانه نشر ما لم يُنشر في إصدارات، سواء مقالاته أو قصصه القصيرة التي لم تطبع. وبعمله هذا سوف يقدم مبادرة تُحسب لصالح النادي في مبادراته، وسيساعده على ذلك أن أغلب صحفنا إن لم تكن كلها مكشفة ومخزنة في (الكمبيوترات)، ولعله يستعين بجهود صديقنا الدكتور (منصور إبراهيم الحازمي) المعني بهذا الأمر كما فعل بجريدة (أم القرى)، ويُعنى الآن بجريدة (صوت الحجاز)!!
هذا الأديب الذي أطلقت عليه صفة (المغيَّب) لإحساسي بجهل هذا الجيل له ولأعماله هو الأستاذ (لقمان يونس)، تغمده الله بواسع رحمته، الذي كانت نهاية حياته مؤلمة ومحزنة كما سمعتُ!! فقد كان يلعب الشطرنج اللعبة التي يجيدها، ثم أسند رأسه على يديه ومات!!
ومن حسن حظي أنني قابلته شخصياً مرة واحدة حين كان مشرفاً على جريدة (اليوم) بالدمام في الفترة (1385 1391هـ)، فمررتُ عليه، ومكثتُ معه ساعة أو أقل من ساعة دارتْ خلالها أحاديث شتى، وخاصة في الأدب وعن بعض الأدباء، ولم يَدُرْ في ذهني ساعتها أن ما دار بيننا سوف يتحول إلى لقاء أدبي للنشر.
وحين عدتُ إلى الرياض، وأثناء إعدادي لمواد صفحات (فكر وثقافة) التي أشرف عليها بمجلة (اليمامة) خطرتْ لي فكرة تسجيل ما دار بيني وبينه من أحاديث اختزنتها الذاكرة رغم مرور ما يقارب الأسبوع، وفعلتها، ونُشر الحديث في المجلة، العدد (124) الصادر في 247 1390هـ الموافق 2581970م ص (10 11) بعنوان (لقمان يونس.. في حديث أدبي طائر)، هذا نصُّه مع مقدمته:
لقمان يونس، كان لقائي به من خلال ما يكتبه في صحافتنا، ومن خلال سماعي عن كتابه الوحيد (من مكة مع التحيات)، كان شيء يشدُّني إلى ما يكتبه، شيء أفتقده في كثير مما يكتبه البعض من الأدباء!!
كنت أحس وأنا أقرأ له أن هذا الرجل يعاني وهو يضحك، يحترق وهو يسخر!!
ومن الأشياء التي حرصت عليها أثناء زيارتي الأخيرة يومذاك القصيرة للمنطقة الشرقية مقابلة هذا الأديب الظريف الساخر!!
دخلتُ مكتبه بجريدة اليوم مساءً، وبعد أن عرَّفته بنفسي دعاني إلى الجلوس، وبعد التحيات والسؤال عن الصحة والجو والتلقيح ضد (الكوليرا) حينذاك سألتُه عن أسباب صمته وانصرافه عن الكتابة.
افتر ثغره عن ابتسامة مقهورة، ثم أجاب:
أمر هذه الأيام بفترة غريبة، لك أن تسميها (فترة جفاف)، أشعر أنني لا أقدر على الكتابة، أحس أن خلع أحد أضراسي أهون عليَّ من كتابة مقال صغير، لستُ وحدي الذي يمرُّ بهذه الفترة، شعراء وأدباء أقدمون ومحدثون عانوا من هذه الفترة!!
* بماذا تعلِّل هذه الظاهرة؟
بعض الأمور والظواهر لا يجد الإنسان تعليلاً لها!! الإنسان نفسه ظاهرة غريبة في مزاجها، محيِّر في إتيانه بعض الأشياء وتركه البعض الآخر!!
ونحن هنا في الشرق نمارس الكتابة والأدب هواية، والهواية عادة تخضع للمزاج والحالات النفسية والظروف الشخصية. والعكس بالنسبة لغيرنا الذين يضعون للكتابة وقتاً في برنامجهم اليومي، يكتب فيه أي شيء!!
بعضهم يكتبون ساعتين في اليوم الواحد، وبعضهم أكثر من هذا الوقت، المهم أن يملأ ساعات من ساعات يومه بالكتابة، يجلس فيه على مكتبه ليكتب، وبعضهم يكتب واقفاً؛ مثل (أرنست همنجواي)!!
هذا شيء، والشيء الثاني أن الكاتب عادة يقتبس ما يكتبه ممن حوله من الناس، وما حوله من الأشياء، وقد يمرُّ بفترة يجد أنه غير قادر على هذه الاقتباس، ربما لأن الذين حوله من الناس والأشياء ما عادوا يثيرون اهتمامه، وربما لأن اهتماماته تعيش فترة تأمُّل ومراجعة، أو بيات شتوي)!! وفي رأيي أن الكاتب هو من صنع الناس والأشياء!!
والشيء الثالث: ربما كان لعامل السن أثره في هذا الخصوص!!
* ماذا تعني بعامل السن؟
أعني أن للشباب فورة وحركة يخالجهما مزيج من الاضطراب والمعاناة، حينما كنا شباناً كنا نقرأ ونكتب بلا كلل أو ملل، تعترينا عديد من الأحاسيس الساخنة التي ربما افتقرنا إليها اليوم!!
* لكنك ما تزال شاباً وفي حرفك تجري دماء الشباب؟
حسن الظن شيء، والحقيقة شيء آخر!! أنا اليوم مثلاً يدهشني حين أقرأ شيئاً كتبته أيام الشباب وفي زحمة الكفاح، كانت أياماً لذيذة رغم مرارتها، عذبة بجوار المعاناة، مدهشة مع الحرمان!!
* بماذا تذكِّرك تلك الأيام؟
تذكِّرني بأشياء كثيرة، أحياناً يروق لي الاستمتاع بلحظات من (النستاجيا)، فأعيش على ضوئها مثلاً اجتماعاتنا الأدبية، وما يتخللها من مناقشات ساخنة في مختلف نواحي الحياة والناس.
والأدب هو الرحى لكل تلك المناقشات. أذكر أنني والأستاذ الصديق (سيف الدين عاشور) كنا نحرص أن نُدخل في كتاباتنا بعض التغييرات الرشيقة التي نعجب بها من خلال قراءاتنا باللغة الإنجليزية؛ لأنني ممن يعتقدون أن لغتنا العربية مرَّت بمرحلة سيئة من الركود والإهمال قُدِّرت بأربعمائة عام، أدت إلى اتهامها بالقصور عن المواكبة، مع أنها من أغنى لغات العالم في ثروة ألفاظها، ومرونتها، وقدرتها على التكيُّف والتقبُّل.
كنا نحرص ونحن نقوم بهذه العملية أن نبتعد عن التقعُّر والتنطع وحوشي الكلام؛ لأن اللغة كأي كائن حي ينمو ويتطور مع نمو وتطور المجتمع والبيئة التي تعبِّر عنها وتمثلها!!
نحن نعرف أن في لغتنا العربية مئات الأسماء للأسد، وكذلك الحال بالنسبة للحمار والذئب والثعلب!! فإذا كان حفظ مثل هذا الحشد من أسماء حيوان واحد كمثال شيئاً ضرورياً في السابق، وواجهة ثقافية يعتد بها مع القصور في جوانب أخرى، فإن الأمر يختلف في عصرنا الحاضر عنه في العصور السحيقة، يكفي لغتنا عشرة أسماء للأسد، على أن يكون لها إسهامات أخرى في مجالات ثانية!!
ما قيمة أن يكون لك خمسون ثوباً وأنت لا تملك سوى غترة واحدة؟! من الأفضل أن يكون لك عشرة أثواب وخمس غتر!!
أذكر أنني شاركتُ في النقاش الذي أثاره الأستاذ (أحمد عبد الغفور عطار) عن (القاعدة والمثال)، وأيُّهما الأول؟ والذي اشترك فيه كل من الأساتذة (محمد حسين زيدان)، و(أحمد عبيد)، و(عبد الله بوقس) أخيراً.
* ما رأيك في نقاش كهذا؟
مثل هذه المناقشات ليست ذات جدوى، ولا تخدم اللغة العربية، وتعدُّ من الأمور الجانبية، لغتنا بحاجة إلى تنشيط وتحريك وتلقيح، فهي بإمكاناتها التاريخية الحاضرة قادرة على التطور ومجاراة كل عصر وكل جديد؛ لأنها لا تتعارض أبداً مع حركة النمو والتطور الإنساني، وإذا كان هناك بعض القصور في الماضي فمرده إلى روح التنطيع والتزمت والتقعر، وليس اللغة العربية نفسها!!
* في بعض اللغات الأجنبية توجد ظاهرة قد لا توجد في لغات أخرى كلغتنا؛ مثل كلمة (SPRING)، فهي في لغتنا العربية لها عدة معانٍ، بترجمتها تعني (قفاز)، وتعني (ينبوع)، وتعني (فصل الربيع).. وربما عنت أو حملت معاني ودلالات أخرى، والقارئ لا يعرف المراد أو المعنى المقصود إلا من خلال سياقه في الجملة، وهذا يدلُّ على ثراء لغتنا العربية.. فهل تشترك اللغات الأخرى في هذه الظاهرة؟
هذا صحيح، وتشترك فيها كل اللغات الحية، ومنها كما أشرتُ لغتنا، خذ مثلاً كلمة (عين)، فهي تعني (عين الإنسان) التي يُبصر بها، وتعني (عين الماء).. وهناك غيرها في اللغة العربية!! وهذه مجرد شواهد على الظاهرة التي تحدثت عنها.
* أثناء حديثك ورد مصطلح (النستاجيا)، ماذا تعني به؟
(نستاجيا) تعبير يستمزج استعماله بعض الكتَّاب، يقصدون به عمليات (الحنين) التي تشد الإنسان إلى ذكرياته وأشياء الأمس.
* هل بالضرورة أن يجيد الأديب لغة غير لغته الأصلية أو الأساسية؟
ليس بالضرورة، ولكن يجب أو من الأفضل، وأغلب الكتَّاب الغربيين والأدباء يجيدون أكثر من لغة غير لغتهم؛ مثل (سومرست موم) مثلاً!!
* ما رأيك في كتابات شبَّان الأدب عندنا؟
يضايقني فيهم تقليدهم للأسلوب اللبناني المطاط، فالكاتب يلف ويدور ويقول كلاماً كثيراً كان بالإمكان أن يقوله في أسطر قليلة، وكفى الله المؤمنين شر ذلك التطويل والإسهاب الممل، هذا إلى جانب عيوب أخرى؛ كضعف بعضهم في أبسط قواعد (النحو)!!
* والأسباب؟
كثيرة، من أهمها جناية الصحافة على كثير من أدبائنا الذين نعتز بأقلامهم، خذْ مثالاً الصديق (عبد الله جفري). هذا الأديب كنتُ من أول (الفرحانين) بظهوره، توقعنا له كلنا مستقبلاً رائعاً، هذا الأديب أجده اليوم يقع تحت تروس الصحافة والسرعة، الصحافة تلتهمه، تقرض موهبته بشكل لا نرضاه، وفي لقائي الأخير به عتبتُ عليه بحرارة، وحذَّرته من نتائج هذا الاستنزاف(1)!!
* وغيره من الشبان الآخرين؟
الصديق الأستاذ (علي العمير) كاتب عنيد وجموح، وهو نفسه المتستر خلف اسم (مسمار)(2) صاحب الرسائل الأدبية. والعمير كاتب أحبه ويعجبني، حين يكتب يطلق كل قذائفه دفعة واحدة، لا يحتفظ ببعض كذخيرة لجولات طويلة، لهذا فمعاركه الأدبية كلها قصيرة، ينقصها النَّفَس الطويل!!
(هاشم عبده هاشم) جيد، (فهد الحارثي) يبشر بخير إذا حافظ على مستواه الحالي، الدكتور (عبد الله مناع) أديب رقيق الكلمة يمثل لوناً خاصاً ومميزاً في أدبنا، شفاف جداً، وحساس جداً جداً!!
وهناك غيرهم كثيرون، زاد الله من أمثالهم، وملأ حياة أدبنا الراكدة بحركتهم!!
* ألا ترى أن أدبنا بحاجة إلى هزة عنيفة تخرجه من سُباته؟
أدبنا بحاجة إلى (استامبيل)؛ حالة ذعر كالتي تحدث بين قطيع الأبقار الناعسة حين يطلق (الكاوبوي) رصاصة من بندقيته!!
* ما الجديد لديك؟
رواية طويلة كتبتُ منها ستة فصول فقط، وهي تمثل فترة الثلاثين سنة الأخيرة من حياة (المنطقة الشرقية)، لا أدري متى أكملها!!
* ما اسمها؟
إلى الآن لم أقرر اسمها، وهذا يحدث لي دائماً، فقد أكتب موضوعاً قبل أن أضع له عنواناً، ثم أضع له فيما بعد أكثر من عنوان لأختار الأقرب إلى نفسي، وما أجد أنه يشد انتباه القارئ ويتميز بالحركة والحيوية.
عند هذه النقطة توقفنا عن الحديث لشعوري بأنني أخذتُ من وقته جزءاً ليس قصيراً، وليس زيارة عابرة للتعارف كما خطَّطتُ لها، لكن المثل العربي يقول من باب المجاز: (اللهى تفتح اللهى). وقد شعرتُ أثناء حديثي معه أنه منشرح ومتفتح في رحابة صدر لم تدل على استثقاله للزيارة بما حفلت به من أحاديث أدبية متشعبة، أحاديث لم ترد في ذهن أي منَّا أنها ستكون مادة للنشر في الصحافة!! لهذا رشفتُ حثالة فنجان الشاي، ثم ودَّعته بحرارة دون أن أكتب حرفاً واحداً، ولم أكن أحمل مسجلاً!! ولإحساسي أن حديث المجالس (أمانة)، إلا أن الفضول الصحفي لم يلتزم بهذه الأمانة، وعذري أنه حديث في الأدب وعن الأدباء، وليس شخصياً، ومع ذلك قدَّمت اعتذاري مبرراً للأستاذ (لقمان يونس) في نهاية الحوار قائلاً:
كلمة اعتذار رقيقة مصحوبة بباقة من (فل جازان) و(خزامى نجد)، أقدمها للأستاذ (لقمان يونس) لنَشْرِي هذا الحوار الذي لا يعلم عن نشره شيئاً، وربما لا يوافق على نشره لو أخبرته في البداية!!
أستميحه العذر في النشر؛ رغبةً مني في تحقيق ما يتطلع إليه القارئ في معرفة كثير من آرائه المسكوت عنها، والتي لا يجدها في كتاباته النادرة ندرة الشيح والفل والخزامى في الريف الإنجليزي!!
وظللتُ قلقاً في انتظار الصدى بين التعنيف أو الإعجاب، فماذا حدث؟
الذي حدث أنني تلقيتُ منه الرسالة التالية التي نشرتها في مجلة (اليمامة) العدد (127) الصادر في 1581390هـ الموافق 16101970م ص(12) بعنوان (رسالة خاصة من لقمان يونس للمحرِّر)، هذا نصُّها:
عزيزي الصديق علوي طه الصافي المحترم
تحية مباركة طيبة:
أشكرك أجمل الشكر على اعتذارك الرقيق الذي لا أرى إطلاقاً موجباً له، وعلى هديَّتك الناعمة من فل جيزان وشيح نجد وعرارها.
وأهنئك على نجاحك الرائع في استغفالي (حلال عليك)!!
فلقد كان عليَّ أن أتخذ أسباب الحيطة والحذر قبل (أركب الفيش) وأطلق العنان للكلام، فالزميل (علوي) الذي استطاع من الدقائق الأولى أن يكسبك بأدبه قد يخفي تحت ثيابه صحفياً (عفريتاً) يستطيع بحيله الماكرة أن يستدرج لسانك إلى أن تقول أشياء تجعلك كمن يُفطر في رمضان على حد تعبير (أبي العتاهية).
وهذا ما وقع بالفعل، فأي جدوى الآن من البكاء على اللبن المسفوح؟! لا تعليق لي على الحديث المنشور، فإذا كنتَ تشكو من ذاكرتك التي أراها ما شاء الله تبارك الله كما جهاز (ريكوردر) أمين، فذاكرتي أنا غربال (ذو عيون وساع)، فيا عطارين دلوني!!
لعل المصحح لا ذاكرتك هو المسؤول فيما أصاب الكلمتين الإنجليزيتين التاليتين من التصحيف:
نوستالجيا (NOSTALGIA) ستامبيد (STAMPEDE).
وختاماً أرجو إهداء تحياتي للأعزاء في الرياض، ولك تحيات وتمنيات
لقمان يونس الدمام
وقد ذيلت رسالته باعتذار آخر لنشرها لا أرى ما يدعو لنقله للقارئ الكريم؛ حتى لا تطول مساحة النشر عما هي طويلة بوضعها الحالي، والله الموفق.
alawi@alsafi.com
ص. ب (7967) الرياض (11472)
(1) هذا الرأي مرَّ عليه (35) عاماً تقريباً، وحين كان يعمل صديقنا العزيز (الجفري) في الصحافة التي تستهلك الأديب وتستنزف قدراته الإبداعية إنما كان يعمل وما يزال لتوفير لقمة العيش له ولأفراد أسرته؛ لأنه لم يكن من الموسرين، ولم يكن له دخل من وظيفة، وهذه مأساة كل أديب في الماضي والحاضر!! ألم تقل العرب قديماً: (أدركته حرفة الأدب)، وهم يقصدون بهذه العبارة أن الأدب لا يؤكل عيشاً؟! وألم يكن الشعراء وما يزالون يتكسبون بشعرهم أمام أبواب الخلفاء والولاة والأمراء والأغنياء؟!
لكن صديقنا (الجفري) قاوم ظروفه، وأنتج أدباً إبداعياً في المقالة والقصة القصيرة والرواية، بحيث أصبح علماً ورمزاً يُشار إليه بالبنان، وحصل على شهادات تقدير وجوائز إبداع على المستويين المحلي والعربي، وفَّقه الله لما يستحقُّه.
(2)كثيرون كانوا يعتقدون أن الذي كان يكتب باسم (مسمار) المستعار الذي كان يوجه رسائل أدبية لكبار الأدباء، كثيرون اعتقدوا أنه الصديق الحميم (علي العمير)، وهو اعتقاد غير صحيح، وقد عرف القارئ بعد ذلك أنني كنتُ الذي أكتب باسم (مسمار) تلك الرسائل الأدبية التي كانت تُنشر في مجلة (اليمامة) على عهد رئيس تحريرها الأسبق الصديق العزيز (محمد الشدي).
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved