الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

تيار الحداثة والنقد غير المبرر
بين التقديم والتقريض
د. سلطان سعد القحطاني

لقد ذكر على غلاف الكتاب أن الشيخ عبد العزيز بن باز قدم لكتابه هذا وبعد فحص الكتاب وقراءته قراءة ناقدة، وجدنا الشيخ لم يقدم للكتاب، وانه جامله ولم يقرأ الكتاب، ويقيني انه لو قرأه لما كتب له تلك المقدمة إذا تجاوزنا وسميناها مقدمة بل لو انه اطلع عليه بتأن لما سمح له بالنشر، وهذا اعتراف من الشيخ ابن باز، يقول:( وكنا إلى حين اطلاعنا على هذا الكتاب القيم الذي قام بتأليفه فضيلة الشيخ عوض بن محمد القرني، الذي نقدم له بهذه النبذة المختصرة بسبب عدم الاطلاع ونتفق مع صاحب الكتاب الذي ذكر في داخله، كلمة (تقريض) وعلى الغلاف كلمة (تقديم) وهناك فرق كبير بين التقديم والتقريض.
واعتقد أن ذكر التقديم على الغلاف كان لهدف تجاري بحت، وفي الداخل واقعي! وعلى أي حال، فالكتاب قد تعدى على الآخرين ولست مدافعاً عنهم، لكن يجب أن أقول الحق، وكنت أظن القرني قد تراجع عن بعض أفكاره، كما تراجع الشيخ عبد المحسن العبيكان، عندما عاد إلى الصواب، كما يقول في إحدى مقابلاته الفضائية، لكنه أصر على ذلك في مقابلة ذكرناها آنفاً، يقول عن الدكتورة خيرية السقاف (وتقول خيرية السقاف، في كتابها ان تبحر نحو الابعاد ص 65،: وتكشر عن حاجبيها بلقيس ما الذي دفعك ان ترتدي ثوب شهرزاد اوه حدثينا ولكن غير أحاديث شهريار، وشهريار رمز الدم شهريار رمز الألعوبة الدنيوية) هذا مقطع من نص للدكتورة خيرية السقاف من مجموعتها المذكورة، نقله المؤلف وعلق عليه بقوله:( وهكذا بين رموز الإلحاد المعاصر والوثنية القديمة، تستطيع أن تتلمس
بلقيس والنبي سليمان عليه السلام ولا أظنه يجهل الحوار العظيم الذي دار بين بلقيس وقومها من جهة، وبينها وبين سليمان والهدهد وأساطين الجن والإنس المسخرين له من جهة أخرى، والكيفية التي اهتدت بها إلى الإسلام برجاحة عقلها ومنطقها.
والله لا يعذب حتى يبعث رسولا، وقد صور تعالى رجاحة عقلها في الآية الرابعة والأربعين من السورة نفسها، وأنها أسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وهل كل من ذكر في التاريخ قبل الإسلام، ومن لم يسلم قبل ان يأتيه هدي الرسول محرم ذكره، أو يبقى كافراً حتى بعد إسلامه؟؟، الغالبية من المسلمين كانوا وثنيين قبل الإسلام، أليس الإسلام يجب ما قبله؟!!، والمسلمون يصلون كل يوم ويقرؤون سورة المسد، وفيها ذكر أبي لهب وزوجته التي تسعى بين الناس بالنميمة، ولم يصبح أحد منهم لهبياً.
كما أن ذكر هذه الأسماء من صميم التاريخ، ولم نجد من تعلم العلم العربي الإسلامي من غير المسلمين اسلم، ولا من تعلم من المسلمين علماً من غير المسلمين اتبع ملتهم. وقد وظف الكثير من الكتاب الأساطير توظيفاً فنياً أغنى الأعمال الأدبية دون المساس بالعقائد، و (بلقيس) رمز للعروبة والعقل، الذي آمن المسلمون بالرسالة المحمدية من خلاله، ولم يذكر أحد من النقاد والفقهاء منذ القدم ان ذكر أساطير التاريخ وقصص السابقين محرمة على المسلمين، وأن توظيفها كفر، فلماذا التجني وعدم الموضوعية، وقد يصدق بهذا الرمي بعض الشباب الغض، أما ما ذكره عن الشاعرة خديجة العمري، وأنه لم يستعد احداً ضد هذا التيار فسنتحدث عنه في الحلقة القادمة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved