الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

قصة قصيرة
ليلة عودتي
فوزية الحربي
وقفت شامخة بثوبها العنابي وشعرها الأسود ينسدل بهدوء على ظهرها.. كانت تنتفض أطرافها وقلبها المسكين يتحجر يتصدع يتساقط قطعة قطعة..
أنهى صلاته ثم جثا على ركبتيه أمامها ووجهه يتهلل سعادة قال:
شكراً لله أن اعاد لي روحي اليتيمة الآن فقط استطيع أن اتنفس الصعداء الآن فقط ترتاح جوانحي من الركض بحثاً عنك.
وقف أمامها جمع خصلات شعرها بين يديه شمها بقوة قال بلهفة وحبور يا الله نفس رائحة بخورك ورائحة جسدك وأنفاسك.. لم يتغير علي شيء منذ أن هجرتني قبل عامين.
هل تعلمين يا حبيبتي انني اقتات هذه الرائحة في أركان البيت لم تغادرني تفاصيلك أبداً.
كانت تشيح بوجهها ذات اليمين والشمال لا تريد أن تنسل دموعها أمامه استكمل فرحته بها وقال كنت انتظر هذا لاقرب منذ أن هجرتني كنت اصلي وادعو ربي وقد استجاب الله دعائي.
ثقي حبيبتي بأنك ستكونين السيدة وأنا الخادم ستكونين الجلاد وأنا سجينك افعلي بي ما تشائين فقط هدهدي روحي بقربك.
لم تحتمل أكثر قالت بصوت يجهش بالبكاء لقد عدت اليك لأقبل قدميك بأن تفك قيودك التي أدمت معصمي.. اتوسل كل ذرة في كيانك استجدي رجولتك وعطفك أن تهبني حريتي..
ابتسم وقال: انت هبة السماء لي هل تعرفين بتاريخ الدنيا من يقذف بأجمل هبات الله للآخرين.
حملها بين ذراعيه كطفلة صغيرة وأنزلها بهدوء أمام المرآة ومسح على شعرها وقال:
انظري لنفسك هل يعقل أن أترك حورية الدنيا وأذهب سيقولون عني إنني مجنون وأنا أكره هذه الصفة.
كان يدير وجهها لتنظر إليه لكنها نافرة كمهرة برية.
قال: أرجوك هبي لي فسحة من وقتك لاجعلك تحيبني فقط واربي الأبواب لا تقفليها افتحي لي غرف قلبك الدافئ كانت الابتسامة لا تفارقه قال: حبيبتي هل تعلمين أنني منذ أن رحلتي وأنا أقف أمام مدرستك وخياطتك وبيوت صديقاتك يومياً أتوقع حضوري أمام عينيك..
لم ترد عليه كان الحزن يكتسبها وقلبها..
ما زال يتساقط قطعة قطعة.
وبصوت حزين خافت قالت: أرجوك أرجوك غرف قلبي اغلقت وروحي وهبتها لنجم بالسماء..
ضحك بشكل مفتعل.. أنت تهذين لن يحررك مني إلا المووووووووووت اقترب منها وأمسك بيديها الناعمتين وبرقة غير معهودة قال: أنت امرأة مختلفة.. امرأة شعرت معها بطعم الحياة كما ينبغي أن تعاش.. أمرأة تمثل الحياة بكل مفرداتها ومعانيها امرأة تعرف كيف تكون الاتجاه الأوحد وكيف تتوحد فيها الاتجاهات الأربعة.. امرأة هي الدنيا امرأة تعرف كيف تشعل معاني الرجولة من خلال ما تملكه من معاني حقيقية للأنوثة.. أنت امرأة تعرف متى تكون عقلاً عندما أريدها.. وقلباً عندما أحتاجها ووطناً عندما أتشرد.
حبيبتي
طول غيابك عني وأنا ادور في فلكك أتسولك في وجوه اخوتك وفي رائحة أشيائك..
اشاحت بوجها عنه حيث الشموع المضاءة عضت على شفتها بقوة وأغمضت عينيها
كان يقترب وهي تزداد ابتعاداً حتى ضاقت أركان التابوت الذي يجمعهم ساعات الصباح تقترب صاح الديك فأشعل زوايا الذاكرة.
كان هو على طرف سريره يشخر.. وهي تهز النافذة بكلتا يديها ليدخل ضوء الصباح وهواؤه لروحها لكن...
عبثاً تحاول
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved