الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

السياسة الفرنسية تجاه العالم العربي

تأليف: شارل سان برو
أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات، 2003
ضمن سلسلة المحاضرات التي يقيمها مركز الإمارات، تأتي هذه المحاضرة لتسلط الضوء على الجوانب التاريخية والمعاصرة للعلاقة بين فرنسا والعالم العربي، وتتناول أوجه الاختلاف بين السياسة الخارجية لكل من فرنسا والولايات المتحدة تجاه الدول العربية، وهو ما ينعكس جليًا في الوقت الحالي، من خلال مواقفهما المتباينة إزاء التطورات الحرجة التي وقعت مؤخرًا في كل من الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، فالسياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط ومنطقة الخليج راسخة، وهي تقع في إطار عريض لمصالح فرنسية، متأصلة وعلاقات ناضجة من الناحية التاريخية بين فرنسا والعالم العربي.
بعد الحرب العالمية الثانية، أكد الجنرال شارل ديجول من جديد سياسة الاستقلال القومي التي تمثلت إحدى دعائمها في تقوية العلاقات العلمانية مع العالم العربي. كما كان يُنظر للعلاقات الاقتصادية التي من شأنها دعم اقتصادات المنطقة كوسيلة لدعم الاستقرار وتقوية الروابط السياسية. ويلزم عند إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 2002 الأخذ في الاعتبار تقديم دفعة كبيرة للسياسة الفرنسية تجاه العرب. وهي تقوم بذلك تعبيراً عن مذهب تقليدي يؤمن بتحقيق التوازن بين الدول، وعن فلسفة سياسية تؤمن بالاستقلال والمساواة، وعن خيار استراتيجي يقوم على مبدأ تعدد القطبية ويفضله.
يقول المحاضر: إن السياسة الفرنسية تجاه العالم العربي ذات طبيعة فريدة وخاصة، ولا يملك إلا عدد محدود جدا من الدول سياسة ثابتة وعالمية حقا إزاء الشرق الأوسط، وإلى جانب روسيا التي تحتفظ بوجود لها في المنطقة وتسعى إلى البقاء حذرة ضد مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإحاطتها واحتوائها، فإن القوى الأخرى الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط هي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، ويضيف: لقد حلت الولايات المتحدة الأميركية شيئا فشيئا محل بريطانيا العظمى، وترتكز الخطوط العامة للسياسة الأمريكية على السياسة البريطانية الغابرة، وهي سياسة اعتمدت بوضوح على السيطرة والهيمنة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وقد تم إعلان أغراضها بصراحة في وثيقة حملت عنوان (أمريكا والشرق الأوسط في قرن جديد). وتضمنت هذه الوثيقة الصادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط ملخصا أعدته مجموعة الدراسات الرئاسية ولخصت فيه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط للقرن الحادي والعشرين، وقد نصت هذه الدراسة على أن الهدف الذي تسعى وراءه الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية للغاية، والأولويات هي: السيطرة على احتياطي النفط والتحكم بطرق نقله. وإيجاد شراكة استراتيجية مع إسرائيل، والمساعدة على إقامة تحالف عسكري تركيإسرائيلي، والحيلولة دون نشوء أي دولة أو مجموعة دول عربية قوية ومستقلة.
ويؤكد شارل سان برو أن السياسة الفرنسية في المنطقة تأتي على نقيض سياسة الولايات المتحدة الأميركية، إذ تعد فرنسا هي القوة العظمى الوحيدة التي تتبنى سياسة عربية.
ومن ثم فإن المرء لا يتحدث عن سياسة شرق أوسطية لفرنسا وإنما عن سياسة عربية لها، الأمر الذي يحمل معنى مختلفا. إن السياسة الفرنسية تجاه العالم العربي تقوم على التاريخ القديم والجغرافيا، وهي تعبير عن مبدأ تقليدي وفلسفة وخيار استراتيجي، كما أن هذه السياسة هي أحد أمتن أركان الدبلوماسية الفرنسية التي تلعب دورا متميزا في المنطقة وتركز على الأهداف الرئيسية، على الصعيد الجغرافي، ومن قبيل التوسع في التعبير، تعتبر فرنسا جارة للعالم العربي الذي يبدأ من الشواطئ الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط في دول المغرب العربي الخمس، ثم يتصل بمصر وفلسطين ولبنان وسوريا، ولا ترى فرنسا في العالم العربي عالما بعيدا عنها، فالشرق بالنسبة إلى فرنسا على الأبواب، ويؤدي هذا القرب الذي يسهل التبادل التجاري والتواصل إلى زيادة حساسية فرنسا تجاه ما يحدث في العالم العربي، ولعلها تفوق الدول الأخرى في قوة هذه الحساسية، كما يعني هذا القرب أيضا أن لدى فرنسا معرفة أفضل بالمنطقة.
يقع الكتاب/ المحاضرة في (38) صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved