معادلة أدبية
أحمد خريس ينطق القعيد
الثقافية عبدالحفيظ الشمري
|
تتوازى المعادلة في قطبيها مع المنجز.. لتبحث فيه ومن خلال علائق «بما أن»، و«إذن» لتأخذ هيئة التفكير العميق بما يريده الكاتب، وما يزمع البوح به للقارىء الذي ينتظر دائما تمام المعادلة.
في سياق كهذا نستطلع معاً المعادلة بجناحيها «بما أن» و«إذن» حول أعمال الكاتب المصري يوسف القعيد لاسيما عمله الثلاثي «شكاوى المصري الفصيح»؛ ليأتي في الجانب الآخر من المعادلة مقولات الناقد الدكتور أحمد خريس.
بما أن الروائي يوسف القعيد يستسلم لحالة الواقعية لحظة السرد؛ وبهذا التفاعل التلقائي تنبت أفكار الرواية وعوالمها من هذا التراسل اللفظي الذي يضخ في الحكاية عناصر بقائها.. حتى تتراءى في روايته الثلاثية «شكاوي المصري الفصيح» والصادرة على دار مدبولي بالقاهرة على مراحل مختلفة وهي «نوم الأغنياء» و«المزاد» و«أرق الفقراء».. حيث يبتدع الكاتب القعيد عوالم قصيدة رحبة تخرج دائما من اطار الاقتضاب الى الاسترسال؛ ومن الايجاز الى الإطناب.. وكأنه يهم بكتابة القصة وتنحو به معاريج السرد نحو الرواية؛ لتأخذ هذه الثلاثية بعدها الواقعي، وتراسلها التلقائي في تكوين حكاية أو «شكاوي المصري الفصيح».
وبما أن القعيد يرسم ملامح النقد الاجتماعي من خلال الابداع؛ ليسوق اخباريته المتألقة نحو فضاء الرواية حيث يظل الكاتب هو الروائي الرئيسي حتى وإن منح «الأستاذ» في الجزء الثاني «المزاد» فرصة البوح، والقاء مزيد من الضوء على الشخوص الآخرين في هذا الجزء من الثلاثية.
إذن حالة هذا التراسل اللفظي والتحول من لغة القصة الى لغة الرواية يصفها الناقد الدكتور أحمد خريس حينما يقف على هوس الكاتب في اقتفاء حساسية هذا العالم «الميتاقصي» المفضي الى عوالم البوح الأوسع.. ذلك الذي يصوره الناقد بهيئة «السرد الاخباري» إذ تتضح رؤيته بمعالجة استخلاصية تحدد كنه ما ذهب اليه القعيد في هذه «الثلاثية» التي وسع فيها خصوصية السرد لتصبح مجالا للبوح الحكائي المتمادي في طوايا الأخبار كما يصفها الباحث خريس حتى أنه ولأمر واضح يقف من هذا العمل موقف المكاشف والمجادل.
إذن رؤية النقد؛ مقولة الناقد، ذائقة القارىء فعاليات مهمة تجسد حالة تقبل العمل المتراخي.. ذلك الذي خرج من أُسار القصة القصيرة الى عوالم السرد الروائي المتكىء على الحكائية، والمستعين بالاخبارية وكأن «الدارس» لهذه الثلاثية يقف على حقيقة الرغبة العارمة للكاتب والروائي يوسف القعيد حينما يضع عيناً على النص، وأخرى على لغة استنطاقية تدين الواقع وتسجل موقفها منه.
فالرؤية هنا معادلة ذات جناحين أولهما رغبة الكاتب في استشراف كنه المعضلة من خلال هذه الثلاثية الفضفاضة وبين رأي نقدي يجسد حقيقة التحولات الممكنة في لسان الحال لحظة السرد فقد تبدأ الفكرة بهيئة قصة قصيرة وتنتهي بثلاثية متمادية في سردها، واطنابها الحكائي فهي عوالم شكلت «شكاوي المصري الفصيح» وأهالت على هذه الحكايات دهشة اللغة من تجدد هذه الأحداث، وتحولها من حال الى حال وفق ما تفرضه الوقائع والأحداث.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
