|
الثقافة العربية والأدب الهزلي
|
* الثقافية علي سعد القحطاني:
دائماً ما تُتهم الثقافة العربية بأنها جادة خالية من الأدب الهزلي والكاريكاتوري والضحك وتلك تهمة يفندها الأستاذ الدكتور السيد إبراهيم من خلال المجلة الثقافية ويقول: صحيح انه لم يكتب تاريخ الضحك في الثقافة العربية ومازلنا بحاجة إلى الكتابة عن اعلام التراث العربي الذين لهم صلة بهذا الشأن على غرار ما كتب باختين عن رابلية. ويقول الدكتور السيد إبراهيم: إن للضحك معنى فلسفياً عميقاً وهو على ما ذكر باختين وكان كلامه عن عصر النهضة أحد العصور الأساسية التي تتجلى فيها حقيقة الإنسان والعالم فهو وجهة نظر خاصة عن هذا العالم لا تقل عن النظرة الجادة، ولذلك كان يطالعنا الضحك في الأدب العظيم، كما يطالعنا الجد فيه فثمة جوانب جوهرية من العالم لا ترى إلا من خلال الضحك وقد ارتبط أبو حيان التوحيدي مثلاً بوجه ما بتاريخ الضحك، وان كان يمكن ان نقول عن ضحك أبي حيان انه ذلك الضرب من الضحك الذي يميل إلى ما يمكن وصفه بأنه ضحك مشوب.
وعندما نتأمل في كلمة «الضحك» نجد ان دلالتها عامة، ولأن الألفاظ الأخرى المترادفة لمعانيها كالفكاهة وما أشبهها ويؤكد الدكتور السيد إبراهيم على اننا مازلنا بحاجة إلى تعريف دقيق، فكلمة «الفكاهة» على ما يرى أستاذنا الدكتور شوقي ضيف مثلاً من الكلمات التي حار الباحثون في وضع تعريف دقيق لها، والسبب في ذلك كثرة الأنواع التي تتضمنها واختلافها فيما بينها، إذ تشمل السخرية واللذع والتهكم والهجاء والنادرة والدعابة والمزح والنكتة والقفش والتورية والهزل والتصوير الساخر الكاريكاتوري.
وفي اللغات الأوروبية استعملت الكلمة الدالة على الفكاهة humour في اللغة الإنجليزية في وقت ما للدلالة على الحالة العقلية غير المتوازنة أو التقلب المفاجئ الذي يعتري الشخص بغير سبب معقول أو للدلالة على حماقة لا تزول عنه.. والمتأمل مثلاً عند أبي حيان التوحيدي يجد انها تقوم جميعها على عدد محدود من ألوان التقنية، ومنها ما يقوم على تقنية اللعب بالألفاظ.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
