الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th April,2003 العدد : 6

الأثنين 5 ,صفر 1424

مسرحنا والأزمة الراهنة
فهد الحوشاني
في كثير من البلدان تكون للاحداث والمتغيرات السياسية المحلية والعالمية اثرها على فنونها بمختلف الوانها بما في ذلك المسرح، حيث تفرض الاحداث نفسها على المسرحيين كغيرهم فيبدون فيها وجهات نظرهم ولايدعون مناسبة تمر دون ان يكون لهم رأي فيها وهذا من وجهة نظري اهم علامات المسرح النشط والفاعل في المجتمع ولنا في التجربة المسرحية المصرية أو الكويتية خير مثال على ذلك حيث تناول المسرح هناك احداثاً اقتصادية مثل شركات توظيف الاموال في مصر أي ازمة المناخ في الكويت أو قضايا سياسية مختلفة كان للمسرحيين دور بارز في المشاركة فيها مثل الانتخابات في الكويت أو الغزو العراقي وغير ذلك.. ولكن الوضع لدينا مختلف فمسرحنا المحلي يغط في سبات عميق والدليل على ذلك انه لايشعر بما حوله وان شعر فهو غير قادر على التعبير عن نفسه وذلك لاسباب تتعلق بالمسرحيين انفسهم حيث تعودوا على طرح المواضيع والقضايا الاجتماعية البسيطة.
ولو حاولنا ان ننظر إلى ما قدمه المسرحيون للتعبير عن مواقفهم تجاه احداث سياسية عالمية حالية فلن نجد إلا عروضا نادرة ربما كان ابرزها ذلك العرض المسرحي الجريء المميز«الاجرب» للكاتب محمد الهويمل والمخرج صبحي يوسف لفرع الجمعية بالقصيم وهذا العرض «الحي» كان حرياً ان يحتفي به بدلا من ان يتم تجاهله وطوي صفحته بعد عروض قليلة!
ان ذلك العرض المسرحي السياسي اذا صح التعبير هو عرض يتناغم كثيراً مع مايعبر عنه واقعنا الحالي وتتبارى اقلام الصحفيين السعوديين بالتعبير عنه عبر مقالات نقرأها كل يوم للكاتب والقراء يعبرون بها عن مواقفهم من الاحداث الحالية او مانشاهده على التلفزيون من ندوات او نقاشات عن الوضع الراهن في المنطقة وتداعياته.
إذاً فالعرض المسرحي المحلي عندما يأتي معبراً عن احداث محلية أو عربية أو عالمية تتصدر الاهتمام المحلي ويتم التعليق عليها في وسائل الإعلام فهو عرض مسرحي يأتي منسجماً مع ما تحتاجه المرحلة الحالية ويتوافق مع متطلبات الخطاب الإعلامي السعودي، بل انه يقدم واجبا وطنيا يكمل الصورة على المستوى الداخلي.. ولعل تلك الصورة التي سبقنا فيها كل الزملاء في الصحافة وتقاعس عنها المسرحيون وتناولوا في نصوصهم المواضيع الاجتماعية المكررة وتناسوا ان المسرح الفاعل هو ذلك المسرح الذي يعبّر عن نفسه ويبدي موقفه من الاحداث الداخلية والخارجية، الآن وفي ظل الاوضاع الحالية المتمثلة في العدوان على بلد عربي وتحيز غربي لاسرائيل ومحاولة التفرد والهيمنة على مقدرات الشعوب، هذا الواقع السياسي نقرأ التعليق عليه يوميا في صحفنا المحلية فهل سنجد عروضا مسرحية يمكن ان تعبّر عن مساهمة المسرحيين وتقدم رؤيتهم في تلك الاحداث.
انا اعتقد اننا لن نجد عروضا تمثل هذه المرحلة بل سنجد نصوص الزوج وغلاء المهور ونصوص الفكاهة البسيطة أو العروض المستندة على نصوص مقتبسة أو مترجمة واذا كانت تلك المواضيع مهمة فان هناك ما هو أهم، واذا كان الكتاب ورسامو الكاريكاتير يعبرون عن انفسهم ورأيهم في الوضع السياسي العربي والعالمي والازمات التي تحيط بالامة العربية فلماذا لايعبر المسرحيون عن آرائهم في هذه الاحداث بنصوص وعروض تسهم في بناء الوعي الاجتماعي وتتواءم مع سياستنا الداخلية وتوجهنا الوطني.
اننا نعيش بحمدالله حركة ثقافية نشطة تنطلق من مساحات من الحرية عنوانها حب هذا الوطن، وتبقى المسؤولية دائماً على المسرحيين وقدرتهم على التواصل والعطاء وقبلهم يأتي دور من جعلوا انفسهم مسؤولين عن الحركة المسرحية وقدرتهم على تحريك عجلة المسرح وسقي شجرته لتمتد اغصانها إلى الأعلى وليواكب المسرح التطور الاعلامي والثقافي المحلي!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved