الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th April,2003 العدد : 6

الأثنين 5 ,صفر 1424

مطالعات
ناصر الحزيمي يصف «حرق الكتب في التراث»:
الكتاب ينطلق من مفهومين يتجاذبان قضية الإتلاف
عبدالحفيظ الشمري

في سرد تاريخي يتناول قضية «حرق الكتب في التراث العربي» يطل الأديب الأستاذ ناصر الحزيمي على القارئ بجهد مميز يراوح بين استحضار الرواية، وسرد المقولة التي تواثبت على ألسنة كثيرة تؤكد حقيقة هذه الاشكالية.. فها هو «الحزيمي» يتصدى بالجمع والتصنيف للعديد من المقولات التي تجمع على ان «أمة العرب» اشتهرت بالحفظ، ولم يكن للتدوين أي أثر في شؤونهم ليؤكد المؤلف وبالأدلة القاطعة ان العرب عنوا بالحفظ والسماع ولم يألفوا الكتابة والكتب.. حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ورد في الصفحة الثانية عشرة في رواية عن السعبي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «نحن أمة أميَّةٌ لا نكتب، ولا نحسب».. كما تتوارد في هذا السياق العديد من الأحاديث والمقولات والآثار التي تدور حول هذا المفهوم المتعلق بأمر الكتابة بشكل عام.
الحزيمي.. يصف أسباب الإتلاف
يورد مؤلف الكتاب ستة أسباب قد تكون وراء إتلاف العديد من الكتب العربية المهمة وهذه الأسباب حسب ما يرى الحزيمي هي أسباب شرعية، وعلمية، وسياسية، و«اجتماعية وقبلية»، ونفسية، وتعصبية..
ويرى «المؤلف/ المعد» ان هذه الأسباب تكون في الغالب ناتجة عن اختلاف في مناهج التفكير أو المعتقد أو تباين في الطبقات أو تباعد في المفاهيم والقياسات في الحكم على بعض المقولات التي ترد في هذه الكتب..
ويقف الحزيمي عند كل سبب من هذه الأسباب ليورد للقارئ معاضدات في الأثر والحديث والأقوال حتى تكون الصورة قريبة والفكرة واضحة قد لا تحتمل الجدل الطويل..
وجميع هذه المقولات المعاضدة لفكرة «المعد» تنبع من رؤية خاصة مدعومة بهذا الكم الهائل من الأقوال لكنها لا تدخل نظام الاستقصاء المنهجي للشريعة أو الفقه أو العقيدة..
وتتفرع من هذه الأسباب الستة عدة رؤى تدخل في فهم مغاير لمنطلق بعض مؤلفي الكتب لاسيما ما له طابع أو سبب سياسي واستشهد «بحرف كتاب يحتوي على فضائل الأنصار وأهل المدينة عام 82هـ حيث خشي عبدالملك بن مروان ان يقع بيد أهل الشام..» «الكتاب ص23»..
وينطلق الحزيمي في هذا الكتاب وفق تقسيم منهجي يتلخص في تنازع مفهومين متقاربين في قضية اتلاف وحرق الكتب من واقع تراثنا العربي والإسلامي حيث يؤكد في سياق كتابه انه عمل ومن خلال مادته على التعريف بالمفهوم الأول والمتمثل باتلاف السلطة للكتاب.. ويرى ان السلطة في هذا السياق تتجلى بجميع أنماطها مثل سلطة الحاكم أو المجتمع أو الفرد أو العادات والتقاليد وما شابه ذلك، فيما يؤكد ان المفهوم الثاني يتلخص بالإتلاف الشخصي للكتب لأسباب علمية أو عقدية أو نفسية.
طرق الإتلاف واغتيال الكتب
ينتهج معد هذا الكتاب أسلوب عرض المقولات التي تدعم الفكرة الرئيسية في أي سبب من أسباب هذا الاتلاف الذي يزهق روح المعرفة عن جهل أو حقد أو حاجة.. فالجهل عدو دائم للأمة كما ان الحقد وأهله لاسيما «القادة» والأوصياء على كل شيء هم أشد الناس خطراً على الكتاب إذ على يديهم تم قتل العديد من المؤلفات لأسباب تبررها تلك المواقف الشخصية أو الظروف الحياتية التي تجعل من الكاتب وكتابه كبش فداء يلقى حتفه بسهولة.
أما «الحاجة» فإن أكثر من يوضحها وبطرافة متناهية وهي «الاتلاف بالغسل والاغراق» حيث يشير «الحزيمي» قائلاً: «مورست هذه الطريقة غالباً في الاتلاف الفردي للكتب وهي السائدة هنا حيث كان بعضهم يغرق كتبه في الأبحار أو الأنهار أو يعمل على غسلها للاستفادة مرة أخرى من الورق» «الكتاب ص28»..
ويذهب الكتاب كاملاً إلى عرض تلك المقولات والتواريخ التي تم بها احراق كتاب أو ازهاق روح كاتب حيث عمد إلى اثبات الشواهد التاريخية كعناوين رئيسية من أجل ان يكون التاريخ شاهداً على هذه الوقائع، ثم ينتهج في النصف الأخير من هذا الكتاب إلى توقيع الأسماء بهيئة عناوين وهم قائمة طويلة من العلماء الذين عمدوا إلى إتلاف كتبهم، ليعرف الكاتب الحزيمي بهؤلاء الذين نقلت كتب التراث العربي والإسلامي أطراف من قصصهم مع ثبت لتاريخهم، وعناوين كتبهم ومصنفاتهم.
إشارة:
* حرق الكتب في التراث العربي
* «مسرد تاريخي»
* ناصر الحزيمي
* دار الجمل ألمانيا الطبعة الأولى 2003م
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved