الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

الحوار الوطني أمل تربوي
جميلة بنت ياسين فطاني *
منذ أن فتحت أبواب الحوار الفكري الوطني قبل عدة أشهر والحوارات حوله متباينة.. فمن الناس من يحاول أن يوصد هذه الأبواب بحجة أن هذا الحوار قد جاء متأخراً وانه حوار أفراد لا حوار تعدديات وتيارات استدعت في الأصل وجود هذا المركز.. وانه حكومي ورسمي وذلك يعني انه سيكون موجهاً لا حراً.. وسيكو تفعيله ضمن الأطر المحددة.. و.. و..
وبالمقابل هناك من يفرط في الثقة بأن هذا المركز سيقلص أو يلغي الفجوة بين اطياف الفكر المتجادلة وستكون طاولات الحوار مستديرة دائماً والباب أوحد. وان كان هذا ما نأمله جميعاً وهو ما بلور وجود هذا المركز.
وانا أجد انه من الأجدر ألا ننساق لهؤلاء ولا لهؤلاء ولا نكثر جدالهم فقط نقول لهم ان التفاؤل لابد وان يكون وسطياً ولا شك لن يثمر هذا الحوار توليفة وطنية من كافة الأطياف الفكرية في غضون أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات قليلة. لكن المنطق يحتم علينا نحن كافة شرائح المجتمع في هذا الوطن الواحد ان نزرع الثقة في النفوس ولا سيما في الناشئة بأن مثل هذا المركز خطوة ايجابية نحو تقريب وجهات النظر وخطوة ايجابية تجاه الاصلاح الوطني الذي تنادي به الدولة قبل الأفراد وجميعنا قد ذاق ويلات التفرقة والتيارات المعادية المتباينة، ونحن أمة واحدة منهجها الإسلام وان اختلفت الرؤى.
ولكون المرأة هي المحور للمنتدى القادم ولا شك ستكون شطر كل منتدى فكري فإني اود أن أورد بعض الرؤى والتي احسب أن الكثيرات من بنات جنسي وبلدي يشاركنني الرأي وينضم إلينا أيضاً الرجال بمختلف مواقعهم الفكرية فهم السواد الأعظم ومن بيدهم الحل والعقد ومنطلق الفكر ودفته وتتمثل هذه الرؤى في:
نود ان يضم الحوار القادم عدداً كبيراً من السيدات من كافة الشرائح مثقفة، تربوية، اقتصادية، طالبة جامعة وثانوية، ربات بيوت.. الخ.
نود ألا يكون هناك تكرار للأسماء التي كانت ضمن أعضاء الحوارات الماضية لأننا نود أن نتعرف على العديد من المفكرات والمثقفات فبلادنا والحمد لله تزخر بغير هذه الأسماء المكررة من ذوات الفكر الثري والمعروف وهو منتدى وطني عام وليس لشخصيات محددة فنحن نود ان نستمع إلى من يمثل كافة القنوات ومن يمثلن الرأي الآخر فهو أساس إنشاء هذا الحوار.. نود ان نستمع إلى تلقائية الأخريات ومحاورتهن لتعزيز الايجابيات وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
نود أن تستقطب الشريحة التربوية ولا سيما العاملات في التعليم العام فمن خلالها يمكن ان تبث اسمى أساليب الحوار وآدابه والتي لابد وان نعلم ابجدياتها للناشئة، فالحوار مطلب حضاري مبني على أسس وثوابت ندركها جميعاً في المنهج الإسلامي.. أدركنا خطورة افتقاده في منهج تربيتنا الأسرية.. والتعليمية وأدركنا أهمية إعادة ترتيب حياتنا عامة وإدراج هذا الحوار ضمن أهم بنودها بسمات احترام الرأي الآخر وزرع الثقة في النفس فلم لا يكون منهج الحوار هو أحد مناهجنا التربوية والأسلوب العام لتربيتنا.
نود أن نستمع في منتدى الحوار إلى طلبات واحتياجات المرأة.. وحقوقها حق التعليم العام والجامعي. الحق الوظيفي (عبر المؤسسات الحكومية والخاصة) الحقوق الاجتماعية (احترام رأيها في الأسرة والمجتمع الاستماع إلى رأيها في المحاكم النظرة بموضوعية اكثر إلى احتياجاتها وتظلمها ولا سيما إذا كان خصمها الرجل زوجاً أو أخاً أو غيرهما.. الاستماع إلى رأيهما فيما تراه حقاً لها مثل الوظائف التي لم تطرقها حتى الآن) ومن ثم مناقشتها من خلال الحيثيات لديها تجاه كل أمر واقناعها بالتالي بحيثيات ضبط أو رفض هذه الطلبات واقناعها بالبدائل.
نود أن يتم توجيه الإعلام لتفعيل هذه الحوارات بتغلغل الإعلاميات في كافة شرائح المجتمع واعطائهن الضوء الأخضر للتعبير عما يفكرن ويطالبن وهو حضور هام لفكر هذه الشرائح حتى ولو لم تحضر صاحباته فالرأي العام لا يكون ويشكل عبر القلة من الحضور للمنتديات.. على ان يتم ذلك قبل موعد المنتدى ونقل هذه الأفكار بأمانة وموضوعية.. ومن ثم عرضها مع المداخلات أو في ورقة مستقلة في فترة انعقاد المنتدى.
نود أن يكون هناك تفعيل لدور المنتديات الثقافية والأدبية في اظهار جيل مثقف مدرك لأهمية الحوارات الفكرية التي تتناول قضايا المجتمع بحيث تصل هذه الأصوات إلى أصحاب التخطيط واتخاذ القرار لتحقيق التوازن بين متطلبات العصر والواقع الماثل للجميع.
أخيراً أؤكد على أن الحوار الفكري لن يتأصل منهجاً في هذا المجتمع ما لم نبدأ من البذرة وهم النشء نتحاور معهم ونربيهم على أدب الحوار وحتماً سيكون الجيل القادم أكثر وعياً وتألقاً وستكون كافة القنوات في المجتمع حينها منتديات حوار.


*كاتبة تربوية سعودية

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved