الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

لتكن حقوق المرأة من منطلق ثوابتها
فايزة احمد الحربي
إن ديننا الإسلامي القويم عرف للمرأة دورها ومكانتها السامية في الحياة العامة والخاصة، ومنحها حقوقا اجتماعية وتعليمية،.. فالمرأة هي النصف المتمم للأمة فبصلاحها صلاح الأمة، وبفسادها وجهلها تأخره عن الركب الحضاري.
لا أحد يستطيع أن ينكر ما للمرأة من طاقة هائلة من العطاء إذا وجدت فرصتها في الحياة، فهي قادرة على أن تكون في ذات الوقت إما وزوجة وداعية ومبدعة ومفكرة وعاملة،.. فالمرأة عنصر مهم في رقي الأسرة، ومن ثم المجتمع، إذا انهدّ هذا العنصر انهدّت أركان النهضة، وإيماناً من ولاة الأمر والمسؤولين بأهمية دورها ومكانتها كعنصر فعّال في التقدم والتطوير الحضاري، سيقام قريبا بإذن الله مؤتمر الحوار الوطني الثالث عن حقوق المرأة وواجباتها، برهنة منهم بأن التقدم الحضاري لا يقتصر على الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، ولكن بمشاركة أبناء المجتمع وعلى وجه الخصوص (المرأة)، ولا سيما أنها عنصر فعّال وأساس بناء، لا يمكن إغفاله وتجاهله في كيان الأمة، إن هذا التركيز على حقوق وواجبات المرأة خطوة جبارة لا يمكن الاستهانة بها، إذ لا محالة سيقفز هذا الحوار بوطننا خطوات تسبق الزمن بكثير، إذا ما فُعلت كل اقتراحاته بشكل عملي، وساهم أصحاب رؤوس الأموال مع الدولة في تنفيذ متطلباته وتوصياته من هذا المنطلق، والشعور بالغبطة رأيت من واجبي كمواطنة أن أدلو بدلوي بطرح بعض من المرئيات والتصورات التي يشاركني فيها كثير من الأخوات لكوني امرأة وأشعر بما تحتاج إليه وتفتقده وتنتظر تحقيقه.
بداية، والبداية هي الأهم، وقبل وضع أي تصور ومقترح في تصوري لن تصل المرأة إلى ما تصبو إليه من حقوق، ولا ما يتمناه لها أهل التنوير إلا بتغيير نظرة المجتمع إليها ولكينونتها وحقها كإنسانة لا تقل عن غيرها وجودا وفكرا وعلما، إذ يبقى الوضع الاجتماعي، وما يترتب عليه عائق في سبيل الارتقاء والوصول إلى تحقيق الأهداف، خاصة إذا نظرنا إلى أن إحدى القبائل المعروفة تمنع المرأة إرثها الشرعي، إذ تعد المطالبة بهذا الحق السماوي عيبا كبيرا منها، ولتغيير النظرة الدونية للمرأة التي تتملك البعض لابد أن ننطلق من ديننا الإسلامي، فهو خير من أعطى المرأة حقوقها وواجباتها في جميع المجالات مقارنة بجميع الأنظمة الشعبية المختلفة المتمدنة وغير المتمدنة، الإسلام وحده استطاع أن ينشل المرأة من براثن الانحطاط والجهل، ويرفع عن كاهلها كثيرا من المظالم، ويرد إليها حقوقها المسلوبة، ويصعد بها إلى أرقى المستويات الإنسانية، ويخولها حقوقا لم تكن لتحصل عليها وتحلم بها حتى المرأة الغربية. وفي تصوري لن تقام الجهود إلا من هذا المنطلق وفيما أرى.
أولاً: (تأسيس مؤسسة ثقافية باسم المرأة) ودورها يكمن في تفعيل التربية الدينية والثقافية بوجه عام للمرأة في جميع الأعمار، هذه المؤسسة لا تعمل ككيان مستقل بل لابد من مساهمة الجامعات والكليات التعليمية في تطورها إذ كثير من النساء متعلمات، ولكنهن جاهلات بحقوقهن وأدوارهن الرئيسة، وتوعيتها عن طريق هذه المؤسسات ضرورة لمواجهة الغزو الثقافي الإعلامي الشائك الذي لا رقابة عليه، وقام بإفساد كثير من المفاهيم التي نشأنا عليها.
ثانياً: تطوير التوظيف النسوي ودراسته من جميع الجهات والخروج من بوتقة الوظائف التعليمية إلى مجالات أرحب باستقلالية تامة عن الرجل، فمثلما استطاعت المرأة السعودية أن تعمل في البنوك والشؤون الصحية، والصحافة إلى حد ما، مثبتة بذلك تفوقها ومقدرتها على العطاء خارج نطاق التعليم، فما المانع من عمل المرأة في مجال الاتصالات والبريد والإعلام والجوازات والخطوط ووزارة العدل، فالمرأة إذا عملت مثلا في مجال الإعلام من خلف الكواليس ستبدع بطرح رؤى جديدة وجميلة، وهذا في تصوري يتبعه فتح تخصصات وكليات جديدة في الجامعات مثل كلية الإعلام والصحافة هذا من جهة. من جهة أخرى نتمنى النظر بجدية للمرأة ذات الدخل المحدود للاستفادة منها ومن طاقتها على سبيل المثال في مجال تصنيع الملابس وغزل النسيج والسجاد الوطني، فكثير من النساء السعوديات قديما قبل الطفرة كن يعملن في هذا المجال، ولكنهن تركن هذا الفن الرائع وركن إلى الراحة والدعة، فنتمنى من ذوي الاهتمام والتخصص إحياء هذه الفنون التراثية القديمة واستحداثها.
ثالثاً: (تشكيل مجلس نسائي دوري) مكون من النخبة المثقفة، مختص بمعالجة قضايا المرأة والفتاة بصفة عامة، والمطلقة والأرملة بصفة خاصة لأن كثيراً منهن يعانين من أوضاع صعبة إما اجتماعية أو اقتصادية، وهن بحاجة لمن يسمعهن ويحل معهن مشاكلهن.
رابعاً: تسهيل العمل التجاري للمرأة وإلغاء الكفيل والمعرّف لأنه عائق كبير. والبحث عن بدائل للنظام المعاملات الروتينية.
خامساً: فتح معاهد للتدريب العسكري النسائي والدفاع عن النفس بما أن المواطنة السعودية أصبحت تعمل في السجون والمطارات، فما الذي يمنع من ذلك.. حلم كبير أن تكون لدينا امرأة جندية مجاهدة تكون فخراً للوطن.
سادساً: المطالبة بالتربية الرياضية في المدارس وخارجها بإقامة نواد رياضية كبيرة تضم حدائق نسوية يمارسن فيه المشي بكل حرية بعيدا عن أعين المتلصصين، بحيث تكون هذه النوادي شاملة مسابح وملاعب رياضية متنوعة وصالات متعددة المنافع تضم مكتبة عامة، بحيث يكون الاشتراك فيها برموز مادية بسيطة، وكذلك إنشاء شواطئ نسائية مغلقة، فالمرأة السعودية تعاني من اكتناز الشحوم وأمراض المفاصل والعظام المبكرة، لأنها لا تمارس الرياضة وتقضي أكثر أوقاتها جالسة دون حراك خاصة، أن المراكز الرياضية باهظة الثمن، فما المانع هنا من فتح نواد رياضية نسائية تتبع النوادي الرئيسة بحيث تحكمها حراسة مشددة:
سابعاً: إصدار قوانين صارمة ضد من يتعرض للمرأة أثناء وجودها خارج المنزل وجلده والتشهير به عن طريق الصحف.
ثامناً: توعية المرأة اقتصاديا، ونعني بذلك دراسة مدخلات البيت السعودي من ذوي الاختصاص في مجال الاقتصاد إذ أكثر الدخل ذاهب للعمالة الأجنبية، لابد من بحث المشاكل وإيجاد الحلول.
الرؤية التاسعة: (حرية المرأة) والحرية تعني القدرة على اتخاذ القرار بعدم عضلها وإجبارها على ما لا تريد في حياتها، فلها الحق باختيار الزوج المناسب، والاتجاه العلمي والوظيفي بحسب إمكاناتها وقدراتها.


*طالبة دراسات عليا جامعة أم القرى

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved