الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

المرأة .. الوصاية .. والعادات..!
سهيلة زين العابدين حماد *
سؤال جد مهم يُطرح الآن بمناسبة الحوار الوطني الثالث الذي يبحث قضايا المرأة وحقوقها، ويمكن تلخيص مطالب المرأة السعودية في الآتي:
أولاً: أن يُنظر لها نظرة الإسلام لها، وأن تنال كامل حقوقها في الإسلام، بأن يكون الإسلام هو مرجعيتنا الأساسية في التعامل مع المرأة، وليس العادات والأعراف والتقاليد المتعارض بعضها مع الإسلام.
ثانياً: تصحيح المفاهيم الخاطئة بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالنساء، في: القوامة، شهادة امرأتين برجل، وحظ الذكر مثل حظ الأنثيين، حديث (النساء ناقصات عقل ودين) ، وحديث (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)،وقوله تعالى {وَاضْرِبُوهُنَّ}، هذه الآيات والأحاديث النبوية فهمت فهماً خاطئاً من قبل عامة الناس، وبعض الخاصة، وتكمن معاناة المرأة المسلمة من هذه المفاهيم الخاطئة، ولابد من تصحيحها، وتوضيح المقاصد الحقيقية لتلك الآيات والأحاديث، ولا يكون ذلك في رأيي إلاَّ بالآتي:
1 أن تعامل معاملة كاملي الأهلية، وهذا أبسط حق لها كإنسانة، فكما تعامل معاملة كاملي الأهلية في تطبيق عليها القصاص والحدود والعقوبات، ولم تسقط عنها عقوبة أو حد لكونها أنثى، فمن حقها أن تُعامل معاملة كاملي الأهلية في ممارسة كامل حقوقها المالية والبدنية والمعنوية، وبالرغم من أنَّ الإسلام أعطاها هذا الحق، وهو الدين الوحيد الذي أزال عنها تهمة القصر الدائم، فأعطاها الأهلية الحقوقية المالية الكاملة، فلها ذمة مالية مستقلة، ولها حق الولاية على نفسها، فلا يصح عقد زواجها إلا بموافقتها، ولها حق الولاية على ما لها ملكاً وتنمية واستثماراً، ولها حق الولاية على بيتها، يوضحه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع عليهم، وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد، بل لها حق الولاية على المؤمنين جميعاً، يوضح هذا قوله تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} إلا أن مجتمعنا لا يزال يصرعلى أن يعاملها معاملة ناقصي الأهلية كالقاصر والمعتوه والمجنون، وأنا أحيي معالي وزير التجارة على قراره الشجاع بإلغاء اشتراط الوكيل لإنجاز أعمال سيدات الأعمال، وكم أتمنى أن تحذو حذوه سائر الدوائر الحكومية، والمحاكم، كما أحيي الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان التي أعطت للمرأة حق العضوية في الجمعية العمومية، والمجلس التنفيذي بها، ورئاسة لجانها، كما أعطتها حق ترشيح نفسها، وحق الانتخاب، وهذه الحقوق أتمنى أن تنالها المرأة في سائر مؤسسات المجتمع المدني، وسائر الدوائر الحكومية.
2 إعطاؤها كامل حقوقها السياسية التي أعطاها إياه الإسلام كحق العضوية في مجلس الشورى، وحق المشاركة في الحياة العامة، وهذه حقوق أعطاها إياها الإسلام، ومارستها الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن، والمرأة السعودية لا تريد أكثر مما ناله الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهن.
3 إنشاء محاكم أسرية، وتكوين هيئات استشارية نسائية بهذه المحاكم تضم مختصات في الشريعة الإسلامية، وفي القانون ينظرن في قضايا النساء المرفوعة إلى المحاكم، وتحقق فيها، وترفع تقاريرها إلى أصحاب الفضيلة القضاة ليستنيروا بها في أحكامهم.
4 أن يصاغ قانون للأحوال الشخصية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأن يسهم في إعداده كبار علماء الدين في عالمنا الإسلامي من الرجال والنساء، ويسهم في صياغته كبار أساتذة القانون من الرجال والنساء، ليُعمل به.
5 أن يكون نساء فقيهات عالمات من ضمن الأعضاء الدائمين في هيئة كبار العلماء.
6 أن يُعاد النظر في قوانين عمل المرأة بحيث يُراعى فيها مسؤولياتها الأسرية، وأن تنال كامل الحقوق التي ينالها الرجل من حيث النظام التقاعدي والبدلات والترقيات.
7 أن تنال المرأة حقها في الميراث، ويُعاقب من يحرمها منه، طبقاً للأعراف في بعض المناطق، أو لطمع بعض الإخوة، أو الأعمام، واستضعافهم لأخواتهم، وبنات إخوانهم.
8 فرض عقوبات رادعة على من يغتصب محارمه، ومن يمارس العنف ضد المرأة، والطفل.
9 أن يتساوى أبناء المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي، بأبناء السعودي المتزوج من غير سعودية.
10 أن تتوفر للمرأة وسائل الترفيه والتثقيف، وأن تكون لها أندية أدبية ورياضية، وإن كانت هناك معارضات على عضوية المرأة (الأدبية) في الأندية الأدبية، وإيجاد أقسام نسائية بها، خوفاً من الاختلاط، فلم لا تنشأ أندية أدبية خاصة للنساء، وإن كنت أحيي الخطوة التي خطاها نادي أبها الأدبي، وأتفق مع كل ما قاله رئيس نادي أبها الأدبي الأستاذ محمد عبدالله الحميد، ولا داعي للحملة التي وجهَّت إليه، فليس من المعقول أن تُهمّش الأديبة السعودية، وتُقصى من الحياة الفكرية والساحة الأدبية.
وأتمنى أن ترفع عن المرأة السعودية الوصاية التي فرضتها عليها العادات والأعراف والعادات والتقاليد لم يفرضها الإسلام، بل تتعارض مع تعاليم الإسلام الذي أعطى المرأة الأهلية الحقوقية الكاملة مثلها مثل الرجل، ولم يضعها الإسلام تحت الوصاية قط.
11 توفير مواصلات عامة مؤمنة للنساء.


* أديبة سعودية وعضو لجنة حقوق الإنسان

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved