الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

قبل الحوار الوطني
المرأة..والذات الأنثوية المستقلة..!
أمل محيسن القثامي
( إما أن تقول بكل حرية ما تريد أو لا تكتب) أمين الزاوي.
هل أكتب بحرية كل ما أريد يا أمين متجاهلة سلطة العادات والتقاليد، متجاهلة ماذا سيقال عني بعدما أكتب كل ما يخالجني عن قضايا المرأة ووضعها الاجتماعي أم التزم الحديث الصامت المداهن.
عذراً يا أمين.. حب السلامة أغراني بالكتابة المكبلة بقيود اللاّحرية في مجتمع أمي الفكرحتى، وإن نادى بالحوار، فمازلنا بحاجة إلى وعي فكري ناهض يتقبل الحوار الجاد الهادف، ومن ثم حرية الفكر، حتى يثمر ذلك الحوار، ولكي نصل إلى فكر واع، ومتحرر لا تحتاج إلى مؤسسة تسأل ماذا تريد المرأة من الحوار الوطني؟!
لنخرج متيقنين بعد سؤالها من أن الإجابة الأهم بالنسبة لها والباقية لديها ما الذي يريده الحوار الوطني مما طرحته المرأة؟
فتكون القضية الكبرى حينئذ هل نكتب بحرية!!
وما مصير كتاباتنا!! هل تعجن بماء الإهمال والتغافل!!
أم أن لها دوراً تأسيسياً تسمعه تلك المؤسسة!!
وان سمعت فهل ستستجيب!!
الحديث عن قضايا المرأة واحتياجها حديث نال من التفصيل ما يغني عن الخوض فيه، لذا آثرت الحديث عن قضية ألتفت بوشاج المألوف والمعتاد قضية (الوعي الفكري للمرأة السعودية) رغم إن المرأة في مجتمعنا واعية ثقافياً، إلا أنها تظل امرأة متجردة من فكرها الذاتي متلبسة بالقداسة الذكروية، فالذات الأنوثية السعودية يسكنها في اللاوعي هاجس الاستعلاء الذكوري فإحساسها الداخلي بهيمنة الرجل في كل أمورها زاد من عقدة الاستتباع، وأدى إلى طمس وعيها الفكري عن كينونتها المستقلة فمجدت من شأن الرجل واحتوت سلطته بذيلية راضية، وانصاعت لرغباته، وإن تعارضت كلياً مع رغباتها، وهذا كله دون وعي منها واعتقاداً بأن الأمر تكليف رباني، فباتت تنظر لتلك القضية.. قضية (السلطة الذكورية ووعيها الفكري المصادر) كقضية دخيلة على عاداتنا وديانتنا، وأن الأمر يستوجب منها ترديد ما حفظته منذ الصغر (الرجل رجل مهما قلنا،.. وعيب هذا الكلام، أخوك أولى، وصوت المرأة عورة، والله ما أمر في شرعه بأن تتمرد المرأة على الرجل..) فينحصر فكرها الجاهل في أن المغزى من الحوار الوطني هو انقلاب وثورة على أمنها النفسي، وأن كل ما يقال عن أن الله كرمها وأعطاها الحرية في كل شيء دفنتها دون وعي منها داخل مقابر التربية الأسرية الجاهلة، ولم تحاول انتشال جثث استقلاليتها من تلك المقابر حتى بعد أن تعلمت فهي إذاً واعية ثقافياً جاهلة فكرياً.
ولا لوم عليها فمنذ طفولتها تنشأ على المبالغة في تعميق الفواصل الجنسية بين الرجل والمرأة في كل المجالات والأوضاع، فتكبر فاقدة لوفاء ذاتها خاضعة بثقة وبانسجام مفرط للسلطة الذكورية.
أسهبت في الحديث.. لكن مغزى حواري ولب حديثي أبحث عن إجابتها لدى (الحوار الوطني) كيف نخلص المرأة من أمية الفكر!!
ونصل بها إلى حوار منفتح على ذاتها المغيبة!!
كيف نغير البنية الذهنية الفكرية لطرق التربية الأسرية المتركزة على عادات وتقاليد متوارثة تقلل مكانة المرأة!!
وكيف نقنع شريحة كبيرة من المجتمع بمقولة (حقوق المرأة وحريتها)؟
وما كيفية التعامل مع مجتمع تقليدي عاش على التبعية!!
تكثر الكيفيات لتصبح مسلمات وبديهيات.. إذا نحن النساء، وأنتم (الحوار الوطني)..قدمنا معنى حرية الحوار والفكر
قدمنا معنى الذات الأنثوية المستقلة.


* أكاديمية وباحثة

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved